الاول من صفر، بين زينب والنساء مظلومية وانتصار !

عمار جبار الكعبي

نحن اذ نحيي يوم الاول من صفر، نستذكر فيه السيدة زينب ( ع ) الأسيرة الحرة، الرافضة لكل معاني الاستبداد الاجتماعي والسياسي، نبراس العفة والطهارة، التي حولت من الأسر والاضطهاد الى منبر يصدح بالحق والحرية والكرامة الانسانية، بوجه اعتى جبابرة زمانها، لتقول كلماتها التي لازالت يصلنا صداها، لنغترف منها العزة والكرامة لنكمل المسير الذي اختطته بعلمها وعفتها .

إن نموذج المرأة الزينبية الواعية هو نموذج ناضج، يمثل عمق الفهم الإسلامي للمرأة وحقوقها ودورها، ولكننا للأسف ولأسباب سياسية فوتنا فرصة عظيمة في تقديم نموذج عن الدور النسوي في الفكر والمجتمع الإسلامي، فمن أجل أن نخفف من طغيان يزيد، تم قمع النموذج الزينبي الفكري والسياسي والاجتماعي .

الاول من صفر يمثل ابشع صور انتهاك حقوق المرأة والطفل والمرضى وحقوق الانسان، بكل المعايير الدينية والإنسانية جمعاء، لننطلق منه لرفض كل الإساءات التي تتعرض لها المرأة في العراق والعالم الاسلامي، ونثبت ونؤكد ان ظلم المرأة هو نتاج مجتمعي وليس ديني، كوّن الاسلام اتخذ موقفاً واضحاً وصريحاً اتجاه المرأة، وكيف حفظ كيانها وصان كرامتها ورفض كل الإساءات لها سواء الجسدية او المعنوية اللفظية .

ونحن اذ نحذر من تحول الإساءات الشاذة الى المرأة الى ثقافة مجتمعية، يتم تداولها والتعامل بها وكأنه عرف اجتماعي مترسخ، وهذا يتطلب التأكيد على تشذيب العادات والتقاليد المرتبطة بالنظرة الى المرأة، منذ ولادتها وطفولتها ودراستها وزواجها بل وتصديها للعمل الاجتماعي والسياسي، كوّن اختلاف المرأة عن الرجل لا يصنف على انه اختلاف تفاضل وإنما اختلاف تكامل، قائم على تكامل الأدوار فيما بينهم والذي يمثل عظمة الخالق فيما خلق .

ان حماية المرأة وحقوقها مسؤولية تقع على جميع فئات المجتمع كأباء وأخوة وابناء وأمهات، وكذلك جميع المؤسسات الحكومية والاجتماعية، والمنظمات والمؤسسات المختصة بحقوق الانسان، والجزء الاكبر من ذلك يقع على المرأة نفسها من جانبين :

الاول : رفض كل أشكال امتهان حقوقها ومعاملتها بغير أسلوب المعاملة المكرمة التي وضعها الشارع المقدس لها .

ثانيا : فيتمثل في تربية جيل يحترم المرأة، ويعطيها حقوقها كاملة، ويرفض الإساءة لها، ويكون المدافع الاول عنها والرافض لكل ما تتعرض له من إساءات، سواء داخل المنزل او خارجه، في الشارع او في مكان العمل، لنصل الى جيل ومجتمع يُؤْمِن بدورها المحوري وكرامتها الانسانية وكمال عقلها !.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here