الغِنى بالسرقة مهلكة!!

المال المسروق نار ملتهبة في دنيا السارق , فلا يوجد من يسرق ويتنعم بالراحة والسعادة مهما توهم , لأن قوانين العدالة الإلهية ستقتص منه , فالكون بما فيه يتحرك بمقادير منضبطة وأحكام متسقة.
والذين يفتون ويبررون سرقة المال العام , وفقا لأوهامهم وهذياناتهم وتصوراتهم المريضة , فأنهم سيبوؤن بوجيع دائم وغضب حاسم.
فكيف يتم الإفتاء بسرقة الأموال , وهذا الذي يجري في بعض الدول التي تتحكم بها أحزاب تسمي نفسها دينية , وفيها طوابير من العمائم الراقصة على وقع ضربات طبولها النكراء , فهي جاهزة للنطق بفتوى لتبرير أية آثمة وواصمة.
وما دامت الفتاوى هي الدستور والقانون الحقيقي , فلا دستور ولا قانون , وإنما سلب ونهب وظلم وقهر وحرمان وإمتهان وإستعباد تبرره العمائم النزقة المتاجرة بكل دين.
فالدين تجارة بضاعته البشر!!
والذين يغتنون بالسرقات والنهب المروّع لأموال الناس , وفقا لتوجيهات العمائم الموظفة بالإفتاء لتسويغ سلوكهم الإجرامي العدواني على الخالق وعباده , سينالون عواقب ما يسلكون , وستتمرغ العمائم المتحالفة معهم بالرذيلة والخطيئئة إلى يوم الدين.
علقم زقزم ما تأكلون , وسم زعاف ما تجنون وتنهبون وتملكون وتستحوذون عليه من الحق العام , الذي تخصون به أنفسكم وتحسبونه رزقا من ربكم الذي تعبدون , فمن عادة السراق أن يتوهمون بأن سرقاتهم أرزاق من ربهم الرحيم ولهذا فهم يسرقون ويسرقون.
فالسرقة من أخطر السلوكيات التي تصيب المجتمعات وتهلكها , وتنشر فيها الفساد والظلم والقهر بالحرمان من أبسط الحاجات.
والسارق مخلوق أناني الطباع عديم المشاعر والأحاسيس , تنفلت في أعماقه شراهات وقباحات النفس الأمارة بالسوء , فيفعل ما تشاء وقد مات ضميره وغاب عقله , وتسلطت نفسه على ميادين وجوده فجعلت حياته خطايا وآثام فيتلذذ بها إلى حين.
فإلى متى سيسرق البشر , وهل أن السرقة طبع بشري عتيد , وهل أن الدين من وسائل تبرير السرقات؟؟؟
وهل سيُترك أصحاب الكراسي يتمتعون بسرقاتهم المليونية والناس عنهم غافلون , وبحرمانهم يتمرغون؟!!
إنها تساؤولات في زمن صار الفساد فيه دين!!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here