المرجع الخالصي: الحكومة تشكّل بطريقة عبثية، ويحذر من انفجار الاوضاع مرة اخرى بشكل مفاجئ.

أشاد المرجع الديني المجاهد سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)، الجمعة، بدور دول الجوار التي تعين على تجاوز العراق للأزمة المائية، وخوصاً في جنوب العراق، فيما اعتبر ان موجة الاغتيالات وسوء الوضع الأمني هي وسيلة لإلهاء الشعب عن حقيقة ما يجري في تشكيل الحكومة المبنية على اسس غير شرعية وغير قانونية، مؤكداً على ان الحكومة تشكّل بطريقة عبثية، محذراً من تفجير الأوضاع مرة اخرى بشكل مفاجئ. واعتبر المرجع الخالصي ان ما يجري داخل الدول العربية من وسائل قمع وظلم تذكرنا بأيام النظام البائد، وان ما يعانيه العلماء والمثقفون في الجزيرة العربية خطير ويؤدي إلى كوارث ويجب ان ينتهي، داعياً إلى منع المحاكمات الجائرة غير الشرعية وغير القانونية بحق ابناء الجزيرة العربية، موضحاً ان من شجع على الاستبداد والظلم اصبح ضحية المستبدين، وهذا ما حصل مع الصحفي الذي اختطف في إسطنبول.

وذكّر سماحته ببداية شهر صفر وما فيه من الأعمال الصالحات من الشهر الكريم، وخاصة صيام ثلاثة أيام من كل شهر عربي، وبعض الصلوات والأذكار المستحبة فلا ينبغي ان تنسى، مشيراً إلى ما يصادف من مناسبات مهمة في شهر صفر المظفر ابرزها ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) واجتماع الجماهير فيها، مؤكداً على اتخاذ هذه المناسبة لتأصيل حقائق الإسلام، وجامعة لقوى الأمة، وليس للإحتفالات العشوائية، بل يجب ان تحيى فيها أهداف ثورة كربلاء وحركة الإمام الحسين (ع)، اون نتجنب اي شكل من اشكال الاختلافات والصراعات الحزبية او العنصرية أو الطائفية ويجب ان تجتمع الأمة كلها على أهداف الثورة الحسينية في هذا الطريق.

فيما أشاد وشجّع سماحته على دور دول الجوار التي تعين على تجاوز العراق للأزمة المائية خصوصاً في الجنوب وفي البصرة وذلك بالسماح بدخول المياه بشكل طبيعي للأراضي العراقية وبكميات تعين على هذه المشكلة.

وفيما يخص الوضع السياسي والأمني في العراق، قال سماحته: ان سوء الوضع الامني والاغتيالات التي تجري هنا وهناك، وعودة التفجيرات خاصة التي حصلت خلال الفترة الماضية والآن، هي كلها لإلهاء الشعب العراقي عن حقيقة ما يجري من قضايا الانتخابات والتزييف الحاصل وتشكيل حكومة التي هي مبنية على أسس غير شرعية وغير قانونية، مشيراً إلى ان الحكومة تُشكّل بطريقة عبثية ، فلا يوجد كتلة اكبر أو أصغر، وانما جاء ذلك فجأة، حيث يأتى بأشخاص يتفق عليهم فيما بينهم.

وانتقد تصريح السفير البريطاني الذي يقول: (ان هذه افضل ديمقراطية في تاريخ العراق)، معتبراً ذلك لتمرير هذه الأمور على الشعب، مؤكداً ان هذه الأساليب لا تعالج الحالة التي فيها العراق بل ستكون حالة احتقان، وفساد مستمر، والوجوه ذاتها، محذراً من تفجير الأوضاع على حين غرة وبشكل اكبر.

وفيما يخص الشأن العربي والدولي قال سماحته: ان ما يجري داخل الدول العربية من وسائل قمع تذكرنا بأيام 1968م في زمن النظام البائد، وكيف تعامل مع الناس بالقمع وتكميم الأفواه، وتشويه صورة المعارضين ومحاربتهم، وسجن العلماء وقتلهم، وتزعّم مراهق مغامر تولى كل هذه القضايا، فساق العراق إلى هذه الكارثة التي نعيش مقاطع منها، وسمح للقوات الأجنبية بأن تأتي إلى المنطقة بشكل عام، ساعد على ان تدخل العراق، وشجع على توغل الصهاينة وكيانهم الغاصب، ومنها قضية سحب الجيش العراقي من الجبهة، فهي كانت خطوة من خطوات التفريج عن الإسرائيليين بعد الحصار الذي فرض عليهم.

وأشار سماحته إلى ما يعانيه العلماء والمثقفون وعموم الناس في الجزيرة العربية، وفي المنطقة الشرقية وفي مناطق القصيم، من ظلم واضطهاد يجب ان ينتهي، ويجب ان يفهم الجميع ان هذا السلوك هو سلوك خطير يؤدي إلى كوارث، ويؤدي إلى تخريب بُنية المجتمع الداخلية، وسينعكس حتماً على الوضع الداخلي.

وتابع: الآن الكثير من أهل الجزيرة العربية حتى من هم قريبون على السلطة يخافون من الجهر بشيء، أو الكلام بأمر ما، أو انتقاد شيء معين، داعياً سماحته إلى منع المحاكمات الجائرة غير الشرعية وغير القانونية، أو تهم التي تصل إلى الاعدام، أو قطع الرؤوس، وخاصة ما يجري بحق العلماء وخصوصاً البارزين منهم ودعاة الإصلاح والذين عُرفوا بتاريخهم المعارض للتكفير والاستبداد، ولهذه القضايا التي عصفت بالأمة بالفترة الأخيرة، وأبرزهم العالم الدكتور حسن فرحان المالكي، والشيخ سلمان العودة، وغيرهم.

واوضح سماحته كيفية بناء الاستبداد وتعظيم الطغيان، مبيناً انه يبدأ بأشياء بسيطة وبوجود اناس يشجعون على ذلك، وهؤلاء هم لا يعلمون انهم سيكونون لاحقاً ضحايا لهذا الاستبداد ولهذا الطغيان والكل سيحرق فيه، ومنها قضية الصحفي الذي اختطف في اسطنبول والتي اثيرت حوله هذه الضجة، مبيناً ان الصحفي المعني كان من صحفيّ النظام والمدافعين عنهن، والداعي إلى تشجيع الجرائم التي تجري على اليمن وسوريا وغيرها، وكان يدعو إلى تمرير المخطط الصهيوني بإحداث الفتنة داخل الأمة، وترك العدو الصهيوني يفعل ويعبث بما يريد.

وتابع: ومع ذلك فإن هذا الصحفي عندما أشار إلى بعض الملاحظات التي هي بسيطة وتنطلق من حرصه وخوفه على مستقبل النظام، وإذا بهذا الرجل يؤخذ ويستدرج ويقتل داخل قنصلية للنظام في بلد آخر، ثم يغيب ويغيّب، وثم تأتي الأخبار عن قتله بهذه الطريقة البشعة.

ولفت إلى ان هذه الطريقة تذكرنا بالضبط باستشهاد الشيخ عبد العزيز البدري (رحمه الله)، فالشيخ البدري عذّب وقتل بنفس الطريقة.

وانتقد تصرف بعض الجهات في التهيئة لهذه القضايا بهذه الكيفية، كفرق قتل، وفرق اعدام، ومناشير تقطيع، وطائرات خاصة، وغيرها، كل ذلك من أجل قتل شخص معين، فيما لم يستبعد سماحته ان تكون هذه الأمور كلها مجرد لعبة الهدف منها اخضاع النظام في الجزيرة العربية لأغراض معينة، واشغال الامة بصراعاتها الداخلية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here