ساحات التعرفة الكمركية في الموصل,حلقة اخرى من حلقات الفساد

دو أن المئاسي التي نكب بها سكان نينوى المدنيين الابرياء,والذين دمرت مدينتهم ,وتركوا تحت رحمة الاقدار,دون أن يتلقوا الى اليوم اية مساعدة,أو عون يمكن ان ينتشلهم من معيشتهم الضنك,ورغم انه لازالت حتى اليوم الاف الجثث الطاهرة البريئة مطمورة تحت انقاض منازلهم

,لم تشفع, لهم,مصيبتهم الكأداء,ولم تمنع تماسيح الفسادالتي لازالت تسابق الزمن من اجل ان تنهش اكبراكبر قطعة من جسد سكان الموصل المنكوبوبين

حيث بدلا من قيام حكومة بغداد باعمارالمدينة وبناء مجمعات سكنية تليق بادمية من تشردوا ودمرت الحرب مساكنهم,وبدلا من قيام حكومة الفساد والسرقة بتعويض المتضررين,والذين باتوا بلا مأوى,أو أي مصدر للرزق,ولاحتى لسد الرمق,وبدلا من تقديم العون والمساعدة لمن كانوا كراما واعزازا,في مواقعهم الاجتماعية,ثم حولتهم الحرب,والتي تسببت بها حكومة الذل والهوان ,الى بؤساء يتسولون رزقهم,

فاجئتنا حكومتنا الرشيدة باعتماد التعريفة الكمركية وانشأت ساحات للتبادل التجاري, في شمال الموصل,بحجة تنظيم عملية التجارة والتبادل السلعي ,وتسهيل انسياب البضائع,وفتحت ساحة,لتنفيذ ذلك الامر وفرضت على كل السلع,خاصة الغذائية منها تعريفة كمركية عالية, رغم ان السلع القادمة عن طريق كردستان سيق وان دفعت التعريفة والضرائب الى حكومة الاقليم,لتتضاعف الكلفة.

وذلك ادى الى قيام التجار بتحميل تلك الزيادة الى كلف السلع مما تسبب بارتفاع جنوني بالاسعار,زادت من بؤس البائسين,ونكبة المنكوبين,مما عكس سادية وحقد غير طبيعيين من قبل حكومة بغداد المتحتضرة,والتي بدلا من ان تنهي عمرها بالتفوه بالشهادتين فهي تعقد اتفاقا نهائيا مع ابليس,قائدها وملهمها

الاسوأ ما في الامر ان بعض ممن يسمون وجهاء ورجال اعمال وتجار من ابناء المدينة,وبدلا من الدفاع عن حقوق الاهالي ومطالبة بغداد بتجميد هذا القرار المجحف,دفاعا عن اهلهم وابناء مدينتهم المنكوبة الحزينة المثقلة بالالام والمضائب سارعوا بالتعاون مع الحكومة المحتضرة في بعداد,وافتتحوا ساحة لتحقيق ذلك القرار,وذلك من اجل حفنة من المال السحت الحرام,بل وجدوا فيها فرصة للربح والتربح على حساب فقراء ومنكوبي الموصل الجريحة

في كل دول العالم,رأينا وقرأنا وسمعنا,أن الشعوب,عندما كانت تنكب في الحروب,أو الكوارث الطبيعية,كانت تتكاتف وتتعاون وتلتف حول علم الامة,وباعتباره الام الحنون التي تظم الجميع بدفئها,ويعملون على رعايتها وبذل كل الجهود من اجل اعادة الصحة والعافية اليها,وليعيشوا تحت ظلها,بأمان ووئام

لكن مانراه اليوم,في العراق عامة,والموصل خاصة,ان ابناءها كصغار العقارب,تحملهم امهم بحنان وعطف على ظهرها,فيقوموا بافتراسها والقضاء عليها
فما اشبه الفاسدين من ابناء هذه الامة بالعقارب,رغم ان الله كرمهم فأعطاهم صور بشرية
الشمس لن تتوقف عن الشروق,والزمن يمضي ويسجل,

ولابد ان يأتي يوما يأخذ كل ذي حق حقه

,فطوبى لمن يحفر اسمه في سجل الخالدين,وينال دائما ترحم الراحمين

,والويل كل الويل لمن يغريه الشيطان,ويأخذه الى مزبلة التاريخ,

لتلاحقه اللعنات الى يوم يبعث ,بين المدانين والخاسئيين

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here