وقفة صراحة : المقصود من الحكومة المستقلة أن يكون أعضاءها مستقلين عن الأحزاب فعليا و ليس شكليا

بقلم مهدي قاسم

في الوقت الذي أصبح فيه العراق عبارة عن خرائب متراصة و شاخصة كبقايا أطلال وأثار غابرة ، و ذلك بفضل فشل و فساد الأحزاب الإسلامية ــ الشيعية ــ السنية و فروعها المتفرعنة ، بحيث يحتاج كل ركن وزاوية من هذه الخرابة الهائلة إلى عمليات إصلاح و ترميم و تحسين دائمة ومتواصلة ، ولكن قبل أي شيء آخر، إلى أداء حكومي ناجح ذات طاقم مهني متماسك ومتناغم ، كلاً في مجال اختصاصه وخبرته العملية و النظرية ، في إطار من ممارسة مهنية و إدارية مستقلة تماما عن أية تدخلات و وصايا أو ضغوط حزبية أو سياسية مباشرة أو غير مباشرة ، تحاول من وراء ذلك عرقلة إنجاز مشاريع تحديثية أو خدمية مقررة ، بهدف الحصول على عمولات لصالح ساسة و أحزاب متنفذة ، مثلما كانت حالات الفساد المتبعة والمعهودة منذ الأعوام الخمسة عشر الماضية و حتى الآن ..

أما محاولة استيزار وزير “مستقل ” شكليا عن الأحزاب ولكنه لا زال خادما سياسيا مطيعا لهذا الحزب أو ذاك ، فما من شيء سوف يتغير على صعيد ممارسة الأحزاب المتنفذة نفوذها السياسي المتسم بالفشل و الفساد ، بغية سرقة و نهب المال العام ، ولكن ربما بشكل غير مباشر في هذه المرة ..

و على الأرجح هذا سوف ما يحدث تحت ظل حكومة عادل عبد المهدي القادمة ..

ففي النهاية إن السيد عادل عبد المهدي ليس سوى أحد أفراد ” الحرس القديم ” الذي ” شب وترعرع ” في كنف هذا النظام السياسي الهجين و العقيم والسقيم ، وسط مظاهر الفساد الفريدة في تاريخنا الحديث ، بل كان أحد المساهمين فيها بشكل و آخر ، سيما عندما ارتضى أن يكون راتبه ونثرياته مليون دولارا ــ حسب اعترافه هو في أحد تصريحاته التلفزيونية* ــ بذريعة توزيعها ــ أي النثريات ــ على المحتاجين والفقراء ؟!! ..

بينما عادل المهدي يعرف جيدا قبل غيره أن معالجة وتسوية أمور كهذه هي من اختصاص الدولة و تحديدا من اختصاص وزارة الشؤون الاجتماعية ليس في العراق فقط إنما في كل الدول المتمدنة والقائمة على مؤسسات القانون الراسخة في العالم ..

إذن فكيف يمكن التعويل على شخص أن يقوم بعمليات إصلاحات جذرية و شاملة ، وهو يوافق بإرادته الحرة أن يتصرف هو و كذلك أقرانه ــ كنواب رئيس الجمهورية ــ بهذا المبالغ الهائلة والضخمة والبالغة مئات مليارات دنانير من المال العام حسب الكيف والمزاج والرغبة ، وبدون رقابة أو محاسبة مباشرتين وتحت ظل انعدام الوصلات و الفواتير الدقيقتين ؟!..

حقيقة ….

أنا بطبعي لستُ من ” مفسدي الأعياد ” كما يُقال ، و سأكون أول من سُيشيد بنجاح وأداء حكومة لعادل عبد المهدي ــ طبعا إذا تشكّلت و من ثم حققت أنجازات ملموسة ومثمرة ــ ولكن أن أقول الحقيقة دائما و أبدا ، وكما هي ، فما من أحد أو اعتبار سيمنعني من ذلك .

ــ رابط فيديو يتضمن تصريحا لعادل المهدي معترفا براتبه البالغ مليون دولارا :

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here