‹فورين بوليسي› تحذر من «حرب أهلية» بين الفصائل الشيعية في العراق

حذر تقرير لمجلة ‹فورين بوليسي› الأميركية من سقوط العراق في أتون حرب أهلية «شرسة» بين الفصائل الشيعية، في إطار تنافسها على السلطة.

وقال التقرير الذي نشر الخميس إن العراق، بعد إعلانه النصر على داعش العام الماضي، ما زال عرضة للتهديد، لأن النخبة الحاكمة «أخفقت» في معالجة الظروف التي أتاحت لداعش احتلال مساحات كبيرة، ومن بينها تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان الذين يعانون من الفقر المدقع، ومعالجة الانقسامات السياسية والاجتماعية.

كل ذلك، حسب التقرير، قد يمهد الطريق قريباً لـ «حرب أهلية» أخرى مدمرة مع سعي الجماعات الشيعية المتنافسة للسيطرة على الدولة العراقية.

يقول التقرير إن المليشيات الشيعية «أقوى من القوات المسلحة العراقية»، التي انهارت في مواجهة هجوم داعش في عام 2014.

ويلفت إلى أن الميليشيات الشيعية لا تخضع لسيطرة الحكومة، لكنها متحصنة داخل مؤسسات الدولة وتستغل مواردها.

يسلط التقرير الضوء على أقوى ميليشيات العراق وأقدمها، ‹لواء بدر› (الذي تم تشكيله في الثمانينيات في إيران)، والذي يتولى قيادة الشرطة الاتحادية ويسيطر على وزارة الداخلية.

ويحذر التقرير من أن التنافس على موارد الدولة، بما في ذلك عملية تشكيل الحكومة، يتحول بسرعة إلى لعبة خطره، وأن الفصائل الشيعية في العراق لا تستطيع الاستمرار في تقاسم موارد الدولة في الوقت الذي تقدم فيه وعودا فارغة لسكان ساخطين.

الحشد الشعبي

قوة الحشد الشعبي التي تضم معظم الميليشيات الشيعية في العراق يبلغ قوامها 100 ألف شخص تشكلت بعد انهيار الجيش العراقي، عندما استولى تنظيم داعش على الموصل، وهو، بحسب التقرير، مؤسسة حكومية تخضع لسيطرة الحكومة، «لكن على الورق».

وترى المجلة، أن قوات الحشد الشعبي تصعد بسرعة كبيرة لدرجة أنها قد تستوعب قريباً القوات المسلحة التقليدية في العراق.

وتضيف أنه من شبه المؤكد أن الجيش العراقي سيخسر إذا خاض معركة مع قوات الحشد الشعبي وميليشياتها التي لم تعد مجموعات متباينة كما كانت قبل عقد من الزمان.

وتشير إلى أن هذه المجموعات تحولت جذرياً إلى حركات اجتماعية سياسية قابلة للحياة لدرجة أنها حلت ثانية في الانتخابات التشريعية الأخيرة متغلبة على منافسيها الذين يمتازون بعقود من الخبرة السياسية.

إنقاذ العراق

يرى التقرير، أن الأوضاع البنيوية في العراق تجعل من المنافسات السياسية والمظالم المزمنة فرصة سانحة لصراع أهلي خطير.

كما أن الاضطرابات الاجتماعية مثل احتجاجات البصرة يمكن أن تؤدي إلى حرب أخرى بين الفصائل الشيعية المتناحرة التي تنافس وتستغل ثروات وغنائم البلاد منذ عام 2003.

وأخيراً يلفت التقرير إلى أهمية دور المرجعيات الدينية في لجم الصراعات بين المكونات الشيعية المسلحة في العراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here