أميركا قلقة من ضعف اليوان الصيني

واشنطن، بكين – رويترز، أ ف ب |

أبلغ وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، حاكم المصرف المركزي الصيني، قلقه في شأن ضعف العملة الصينية اليوان، على هامش «محادثات بناءة» عقداها في بالي الإندونيسية، حيث يشاركان في الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وأكد منوتشين في مقابلة مع شبكة «سي أن بي سي»، أنه أجرى «محادثات بناءة حول العملة الصينية» مع حاكم «بنك الصين الشعبي» يي غانغ في، مضيفاً: «أنا قلق في شأن ضعف العملة (الصينية)، وقد قلت لهم ذلك»، لافتاً إلى أن المسؤولين الصينيين «أوضحوا أن انخفاض سعر العملة في شكل أكبر ليس من مصلحتهم».

وقال إنه ناقش كذلك مع يي الخلاف التجاري، لافتاً الى أنه تمت مناقشة احتمال عقد لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ، خلال قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في بوينس آريس في تشرين الثاني (نوفمبر). لكنه نوّه إلى أن ذلك لن يحدث «سوى عند تحقق تقدم كاف في المناقشات التجارية»، مشيراً إلى أنه «لا يوجد موعد محدد».

وتابع: «كنا واضحين جداً مع الصين بأننا نحتاج إلى حدوث تغيير بنيوي، ونحتاج إلى علاقة تجارية تبادلية، ويجب أن نتمكن من زيادة صادراتنا بمئات بلايين الدولارات».

وأشار منوتشين إلى أن العملة ستكون جزءاً من أي اتفاق، لافتاً إلى أننا سنضمن أن تكون العملة بالتأكيد جزءاً من مناقشاتنا. نريد أن نضمن أن ما نحققه في التجارة لا نخسره في العملة».

إلا أنه رفض التعليق على ما إذا كانت وزارة الخزانة الأميركية ستعتبر أن بكين «تتلاعب بالعملة» في تقرير من المقرر أن ينشر الأسبوع المقبل.

وفي حال تم اعتبار أن الصين تمارس التلاعب، فسيكون ذلك سابقة وسيطلق عملية يمكن أن تقود إلى عقوبات بعد سلسلة من المحادثات.

وتفيد واشنطن منذ فترة طويلة، بأن الصين تبقي عملتها منخفضة في شكل مصطنع لجعل صادراتها أكثر تنافسية، لكن في السنوات الأخيرة ارتفعت قيمة اليوان وبات خبراء الاقتصاد يعتبرونها أكثر تماشياً مع أساسيات السوق.

لكن ومع رفع معدلات الفائدة، ارتفعت قيمة الدولار الأميركي كذلك، ما يجعل الصادرات الأميركية أعلى سعراً.

وأشار منوتشين إلى أن الاتفاق الأخير حول توقيع معاهدة جديدة للتجارة الحرة مع المكسيك وكندا، اشتمل للمرة الأولى بنداً يتعلق بالعملة. وأضاف: «سيكون ذلك مهماً أثناء التوجه إلى مفاوضات التجارة».

ومن المتوقع أن تحمل الأسابيع المقبلة المزيد من التوترات بين البلدين، خصوصاً بعد التقارير الأخيرة التي تفيد بتسجيل الفائض في الميزان التجاري الصيني رقماً قياسياً جديداً في أيلول (سبتمبر) تجاه الولايات المتحدة، على رغم الرسوم الأميركية.

وأظهرت الأرقام الصادرة عن الجمارك الصينية، أن الفائض الصيني تجاه أميركا ازداد الشهر الماضي ليصل إلى 34.13 بليون دولار، من 31.05 بليون في آب (أغسطس).

وهذا ما يهدد بتأجيج غضب ترامب الذي أعلن الأربعاء، أن الصين «تعتقد أن الأميركيين أغبياء»، مهدداً مرة جديدة بتشديد العقوبات على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وفرضت واشنطن في الأشهر الثلاثة الأخيرة، رسوماً جمركية مشددة على بضائع صينية مستوردة بقيمة 250 بليون دولار سنوياً، سعياً للضغط على بكين لحملها على خفض فائضها التجاري. ودخلت عقوبات تطاول 200 بليون دولار من البضائع الصينية حيز التنفيذ الشهر الماضي.

وردت بكين بفرض رسوم جمركية مشددة على 110 بلايين دولار من البضائع الأميركية خلال الأشهر الأخيرة، لكن الصين تستورد من الولايات المتحدة أقل بكثير مما تصدر إليها.

وأقر الناطق باسم الجمارك لي كويوين، بأن «التوتر التجاري الصيني – الأميركي تسبب بمشكلات وطاول نمو تجارتنا الدولية»، لكنه رأى أن هذه التبعات سيتم احتواؤها.

وتوعد ترامب الصين بـ «أمور كثيرة يمكنني أن أفعلها لو أردت»، ملوحاً برسوم جمركية جديدة، وتابع: «لا أريد القيام بذلك، لكن عليهم الحضور إلى طاولة المفاوضات».

وفي حين أن المحادثات بين البلدين متعثرة تماماً، أكد ترامب أن بكين تبدي «رغبة شديدة في التفاوض».

وفي الشأن الأميركي، أكد منوتشين أن الاقتصاد الأميركي لا يزال قوياً، وأن التراجع الأخير للأسواق «مجرد تصحيح طبيعي».

وقلل منوتشين من أهمية المخاوف إزاء انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتكررة للاحتياط الفيديرالي الأميركي (المصرف المركزي) هذا الأسبوع، مؤكداً أن ترامب «يحترم استقلالية الفيديرالي».

وقال منوتشين إن «الرئيس كان واضحاً. هو يفضل الفوائد المنخفضة. أعتقد أن هذا كل ما في الأمر»، مؤكداً أن رئيس الاحتياط الأميركي جيروم باول «يؤدي عملاً جيداً».

وتابع وزير الخزانة: «أعتقد أن المؤشرات لا تزال قوية جداً. الاقتصاد الأميركي قوي، والأرباح الأميركية قوية. أرى أن ذلك مجرد تصحيح طبيعي بعد أن بقيت الأسواق مرتفعة وقتاً طويلاً».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here