نافذة الى الجنة، ام الى الجحيم؟

خالد الناهي
رئيس الوزراء المكلف (عادل عبد المهدي) فتح نافذة الكترونية للشعب، لمن يرغب منهم في الاستيزار في حكومته، المزمع تشكيلها خلال ثلاثين يوما، من تاريخ التكليف.
تصرف أثيرت حوله الكثير من الأسئلة، ودارت حوله كثير من الشكوك، في مدى مصداقيته وجديته.
كما يعرف جميع المهتمين بالشأن السياسي العراقي، ان يد رئيس الوزراء غير مطلقة في اختيار حكومته، وبالتالي ان الوزراء من سيرشحهم هم الأحزاب، وتركوا له حرية الرفض والقبول” هذا ان صدقوا” معه، ولم يفرضوا عليه الوزراء.
اذن لماذا فتحت هذه النافذة؟ إذا كانت الخيارات ليست بيده، وان هناك من يشكل الحكومة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، او من خلال التلويح بالإعلام، بأنه من رشحه لهذا المنصب، وليس من حقه ان يختار دون الرجوع الينا.
نعتقد ان هذه النافذة وضعها عبد المهدي، ليس لينفذ منها من يرغب بمنصب وزير من الشعب، انما على العكس وضعت من اجل نفاذ عبد المهدي الى الشعب، ومحاولة إيصال رسالة لهم، مفادها انا اردت ان اختار منكم، لكن الكتل السياسية حالت دون ذلك.
الجميع يعرف ان عبد المهدي، غير مرحب به من الشعب، ليس لخلل فيه، انما للحملة الشعواء التي شنها حزب الدعوة، على المجلس الأعلى، ولكون عبد المهدي من قيادات الخط الأول من المجلس، ناله ما ناله من نار هذه الهجمة، وحادثة مصرف الزوية ليس ببعيد.
يحاول الرجل ان يكسب الشعب الى جانبه، وتحسين الصورة والانطباع الذي رسم عنه، لكن ربما هذه الرغبة، كانت ستتحقق لو حدثت قبل هذه السنين.
الشعب فقد ثقته بالجميع، حتى بمن أحبهم، وكان سابقا، يبرر لهم ويلتمس العذر لهم، لما يرتكبوه من أخطاء.
أصبح الشعب غير راضي، وسوف لن يرضى مستقبلا، مهما قدم له من خدمات، وستبقى نظرة ” كلهم حرامية” تلوح حول المتصدين للعمل في الدولة.
ان المتقدمين لشغل منصب وزير وصل الى أكثر (36) ألف، في حين المتوقع ان الوزارات لا تتجاوز (25) وزارة.
السؤال هنا ..
هل جميع المتقدمين، يثقون بنفسهم وامكانياتهم لإدارة وزارة؟ ام ان تقديمهم لشغل هكذا مسؤولية سببها، عدم الخوف من الحساب والمسائلة في حال تم استيزارهم وفشلوا؟
المفترض من قدم عبر النافذة يثق بعبد المهدي، لذلك يجب ان يثق بخيارات عبد المهدي، حتى ان لم يكن هو من ضمنهم، لكن هل سيحدث ذلك فعلا.
ام ان (36) ألف متقدم الا خمسة وعشرون مع عوائلهم، سيبدئون بالصراخ، والاتهام له بالخيانة والسرقة، لأنه لم يختار الوطنين” يقصدون أنفسهم قطعا”.
أيام تفصلنا عن نافذة عبد المهدي ومخرجاتها، اما ان تكون نافذة الى الجنة، او نافذة الى الجحيم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here