ومضات خاطفة : نائبة حمّلت الجميع المسؤولية ما عدا حزبها !!

بقلم مهدي قاسم

مأساة غرق لاجئين عراقيين في بحر إيجة أو موت بعضهم الآخر في عراء جليدي وسط غابات و مناطق وعرة ، هربا من وضعهم الجحيمي في العراق ، بعدما يغدر بهم مهربون بلا قيم ولا ضمير ، نقول أن هذه المأساة تخص كل عراقي صاحب ضمير وطني وإنساني ، دون أن ننسى حقيقة كون الأحزاب السياسية الفاسدة والمتنفذة سواء في بغداد و أربيل هي المسئولة الأولى والأخيرة عن ماساة هؤلاء العراقيين ، أجل هي المسؤولة بالفعل ، لأنها بفشلها الإداري و فسادها المالي والمتواصل تكون قد عجزت تماما ومنذ سنوات طويلة ، عن توفير مستلزمات حياة كريمة ومريحة هانئة لهؤلاء الغرقى و غيرهم ليعيشوا مرتاحين في بلدهم العراق ..

لذا فوجد المواطنون العراقيون أنفسهم يزدادون ، يوما بعد يوم ، فقرا وفاقة و حرمانا شديدا من أبسط مستلزمات الحياة العصرية و الضرورية ، فتعمّق شعورهم باليأس و الإحباط من إمكانية أن يطرأ أي تحسن طفيف على نمط حياتهم / الأمر الذي جعلهم يحسمون مصيرهم بالمخاطرة حتى بحياتهم غرقا في وسط لجّة بحار عاصفة وهائجة ، عسى ولعلهم سيبلغون شاطئ الأمان الواعد والمليء بالآمال والأحلام الجميلة ، والذي ربما سيوفر لهم أمنا دائما و عيشا كريما و مستقبلا باهرا لأطفالهم و أحفادهم في بلدان ” الكفار والصليبيين ” !! ..

أجل غامروا و يغامرون بحياتهم للوصول إلى بلدان ” الكفار و الصليبيين ” الذين حرمهم الله من نعمة الإسلام !!..

لذا فمسئولية موت اللاجئين العراقيين غرقا أو قتلا و غدرا ، هي مسؤولية النخب السياسية الحاكمة في بغداد و أربيل على حد سواء ، بسبب فشلهم و فسادهم ، أما مَــن يحاول تبرئة ذمة هذا الحزب الفاسد و المتحكم و المهين الطاغي و الناهي والآمر في مناطق سيطرة حزبه الأوحد ، أو ذاك الحزب من مسؤولية الغرق هذه ، و محاولة حصرها ــ ضمن توجيه أصبع إدانة ــ في جهة سياسية متنفذة معينة ، إنما يرتكب ذنبين في آن واحد :

ــ أولهما تبرئة ذمة حزبه الفاسد من المسئولية / و ثانيهما توظيف هذه المأساة الإنسانية لبروباغندا رخيصة ، بغية قول كلام حق يُراد به الباطل ، بهدف تحقيق مكاسب سياسية من مأساة أناس عانوا من سوء المعيشة ورداءة الخدمات فخاطروا بحياتهم هربا من فساد هذه الأحزاب المتحكمة .

هامش ذات صلة :

( نائبة تحمل بغداد مسؤولية غرق 14 مهاجراً وتوجه طلبا لاوربا

قالت النائبة عن الحزب الديمقراطي في البرلمان العراقي وصفية شيخو ان الحكومة الاتحادية، مسؤولة عن غرق 14 شخصاً بضمنهم اطفال في بحر ايجة اثناء محاولتهم الوصول الى اوروبا.

وقال شيخو “ان فاجعة غرق عائلتين وأطفال في البحر أصابتنا بالصدمة والألم الشديد وهي تكرار مؤلم جدا لحادثة غرق الطفل الآن الكوردي”.

واضافت “نحمل الحكومة الاتحادية السابقة والحالية مسؤولية تردي الوضع الاقتصادي في الإقليم بعد قطع ميزانيته وعدم صرف رواتب موظفي الإقليم، مطالبة، الاتحاد الأوروبي باقامة برامج اقتصادية لتوفير فرص عمل تشجيع اللاجئين وإقناعهم بالتخلي عن فكرة اللجوء.

وطالبت ايضا بمحاسبة المهربين ونشر زوارق بحرية جوالة لانقاذ حياة المهاجرين، داعية السفارة العراقية في اليونان بالاسراع بنقل جثامين الضحايا إلى اقليم كوردستان بأسرع وقت ممكن.

وكان قارب يقل مهاجرين كورد قد غرق الثلاثاء في بحر إيجه وعلى متنه 35 مهاجرا، فيما تم العثور على جثة 13 منهم من اهالي قضاء زاخو ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here