اللعبة قربت على الأنتهاء عودوا الى دياركم

المئات و قد يكون الالاف من المجرمين الأرهابيين الأجانب المتواجدين في محافظة ( أدلب ) السورية عليهم مغادرة هذا البلد ( سوريا ) من حيث اتوا بعد ان شارفت الحرب الأهلية السورية على النهاية و ظهرت بوادر ذلك الأمر من خلال سيطرة قوات الحكومة السورية على معظم اراضي الدولة مسنودة بالدعم العسكري الروسي المباشر و كذلك اجماع الدول الفاعلة في الساحة السورية على ضرورة وقف هذه الحرب و التي بدأت تخرج عن نطاق السيطرة و تهدد المحيط القريب من الدول بأنتقال الأضطرابات اليها او على شكل موجات مليونية من المهاجرين الذين اكتضت بهم الدول القريبة من سوريا و كذلك الدول البعيدة كالدول الأوربية و امريكا و غيرها من الدول .

كانت معظم الدول المصدرة للأرهابيين تغض النظر ان لم تشجعهم على الذهاب الى اماكن النزاعات و الحروب ان كان في العراق سابقآ او في سوريا لاحقآ و ذلك للتخلص منهم جسديآ و تصفيتهم هناك اولآ و دعم التمرد المسلح في سوريا و محاولة اسقاط نظام الحكم فيها و كانت دول حلف الناتو الأوربية و دول الأتحاد الروسي الرافد الرئيسي للأرهابيين الذين كانوا مسلحين بالحماس و الأموال و الأفكار و تكون محطتهم الأخيرة قبل دخول الأراضي السورية هي تركيا ( الأخوان المسلمين ) العضو البارز في حلف الناتو و من هناك يتم تزويد أولئك الأرهابيين بالمستلزمات الضرورية من اسلحة و مؤن و وثائق و ما الى ذلك .

من الممكن جدآ تسوية الأمور مع المقاتلين ( المعتدلين ) و المنضوين تحت راية الجيش السوري الحر بأعتبارهم مواطنيين سوريين معارضين للحكم القائم و هم ليسوا بأرهابيين او متطرفين انما هم اصحاب رؤية في تغيير نظام الحكم بالقوة المسلحة و من الممكن اجراء مفاوضات بينهم و بين الحكومة السورية للأتفاق على صيغة معينة في جلب السلام و انهاء حالة الحرب و التوتر و قد يكون ذلك من خلال صفقة سياسية يتفق عليها الطرفان المعارضة و الحكومة لكن المشكلة تكمن في أولئك المقاتلين الأجانب و الذين لا ترغب أي دولة في العالم من احتوائهم حتى تلك الدول التي ينتمون اليها و يحملون جنسياتها .

هؤلاء الأرهابيين الغرباء الذين خاضوا في الدم السوري و في اعناقهم دماء الكثير من الأبرياء هم اساس المشكلة المستعصية في ملاذهم و معقلهم الأخير ( أدلب ) قبل انتقالهم الى اماكن اخرى حتمآ و لا يمكن بأي حال من الأحوال استيعابهم ضمن جمهور المواطنيين السوريين لعدم مقبوليتهم لدى الأغلبية الساحقة من الشعب السوري حتى أولئك المعارضين للحكومة لا يمكنهم القبول بهؤلاء المجرمين الغرباء الذين اوغلوا كثيرآ في الدم السوري و كونهم اجانب و ليس لهم في سوريا أي صلات للقربى او الأنتساب فكانوا يسفكون المزيد من الدماء دون خوف او وجل من احد او من عقوبة قد تنال من اقاربهم او من عشائرهم .

على دول الأتحاد الأوربي و دول الأتحاد الروسي و الصين و هي الدول التي ينحدر منها الأغلبية من الأرهابيين الذين يقاتلون في سوريا على تلك الدول ان تقبل عودة مواطنيها و ان كانوا يشكلون خطرآ داهمآ على دولهم تلك و ليس هذا فقط انما على تلك الدول واجب اخلاقي في تعويض الشعب السوري عن الأضرار و الدمار الذي الحقه مواطنوا تلك الدول من الأرهابيين هناك في المساهمة بشكل فعال في أعادة بناء سوريا من خلال الدعم المالي و السماح للشركات الرصينة من الأستثمار و الأعمار هذا اذا ارادت تلك الدول فعلآ التكفير عن اعمال تلك الثلة المجرمة من مواطنيها التي عاثت في الأرض السورية فسادآ و تهديمآ .

أثار قرار كثير من الدول في عدم رغبتها من استقبال مواطنيها العائدين من مناطق القتال و خاصة أولئك الذين كانوا يقاتلون في سوريا خشية على بلدانهم من تلك ( القنابل البشرية ) و التي تشكل تهديدآ خطيرآ على الأمن و السلم في تلك البلدان فقد حاولت حكومات تلك الدول و بأستماتة للحيلولة دون عودة هؤلاء الأرهابيين لا بل وصل الأمر ببعضهم ان شرع القوانيين في اسقاط الجنسية عنهم بغية وضع العراقيل و المعوقات الا ان عودة هؤلاء الى بلدانهم الأصلية اصبحت مؤكدة و حتمية .

اذا كان الأتفاق الدولي غير المكتوب على ضرورة عودة الأستقرار و الهدؤ الى سوريا و انهاء الحرب فيها و حالة الأقتتال و التناحر فعليه لابد من ايجاد حلول في وضع المقاتلين في صفوف المعارضة المسلحة و اذا كان من السهل و اليسير على المقاتلين السوريين ضمن تلك المعارضة من القاء سلاحهم و عقد مصالحات مع الحكومة و العودة الى الحياة المدنية و مزاولة نشاطاتهم السابقة قبل اندلاع الحرب فأن الأمر ليس كذلك مع المقاتلين الأجانب الذين لا مكان لهم في عقود المصالحات و الأتفاقات مع الحكم السوري و عليه اما ان تتم تصفيتهم جسديآ أي قتلهم و التخلص منهم هناك او عودتهم الى بلدانهم و بالتالي تتكفل حكوماتهم بهم و كما هو معتاد فأن البضاعة الفاسدة ترجع لأصحابها و مع بداية النهاية للعبة الدموية في سوريا و عليه فأن بضاعتكم الرديئة قد ردت اليكم .

حيدر الصراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here