كي لا ننسى

نعمة النسيان نعمة من نعم الله علينا ليستمر الإنسان في حياته ، و لا يكون أسيرا لمصائب الدهر ونوائبها ، لكن في الحالات يصبح النسيان مشكلة لو تكررت نفس الماسة مرة أخرى ( لكي لا ننسى ).
تزايدت في الآونة الأخيرة بعض التسريبات عن نقل مجموعات من مقاتلي الفصائل المسلحة المتواجدة في مدينة ادلب إلى العراق ، وسواء كانت هذه التسريبات كاذبة أو مفبركة أو تقف ورائها أسباب شتى ، لكن علينا أن نأخذ الموضوع على محمل الجد ، ولا ننسى تجاربنا السابقة مع الإرهاب وأهله ، و كم تحملنا من قتلى وضحايا وتهجير ودمر لبلدنا .
رغم علمنا اليقين من إمكانيات وقدرات الأجهزة الأمنية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها وإبطال الحشد الشعبي حيث اثبتوا كفاءتهم العالية في ساحات الوغى ، وسطروا أروع صور التضحية والفداء من اجل الوطن والعقيدة ، وهي محل افتخار لكل العراقيين بوجود هكذا قوة مهنية شجاعة ، وبشهادة الكل بأنها قوات بمستوى عالي جدا من التدريب والتسليح وقدرات قتالية مميزة ،وهي على أتم الاستعداد لمواجهة آي تهديدات أو مخاطر مستقبلية لا سامح الله وهنا بيت القصيد .
لو رجعنا بعقارب الساعة إلى الوراء نجد نشاط وظهور المجموعات المسلحة اختلف مرحلة عن مرحلة من عمليات استهداف بسيارات ناسفة وعمليات انتحارية وزرع عبوات وضرب السيطرات والمراكز الأمنية ليصل الحال به تمكنها من إسقاط مدينة أو مدن بساعات قلائل هذا من جانب .
جانب لكل فترة من فترات ظهوره وليومنا هذا اسم وعنوان من المقاومة الإسلامية أو العراقية وبأسماء عدة إلى الدولة الإسلامية (داعش ) اليوم ولعل عنوانها اواسمها القادم مختلف عن السابق ومنسجم مع متطلبات المرحلة .
المستهدف في كل مرحلة كان لطائفة ما معروفة من الجميع ، وليكون المستهدف في مرحلة داعش الجميع وبدون استثناء ، وفي التهديد القادم سيكون المستهدف لطائفة معينة وفق معطيات محددة ، وصراعات إقليمية وداخلية ،وانعكاساتها السلبية على وضع البلد العام .
رسالتنا للكل الحذر من مخططات الشيطان وطرقها الملتوية ،لكن علينا أن نكون مستعدين وحذرين للقادم ، ونتوقع حدوث كل الاحتمالات والمفاجآت لان عدونا سيظهرنا لنا باسم وعنوان جديد وبأسلوب مختلف عن السابق بكثير .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here