التخالف الكردستاني!

أصبح واضحا للعيان أن الأحزاب الكردية قد تفرقت شذرا مذرا ، والتحالف الكردستاني أصبح اسما على غير مسمى فقد تحول من تحالف كردستاني إلى تخالف كردستاني ، وذلك بسبب التدخلات الإقليمية وتضارب المصالح الحزبية ، فلم يعد هناك شيء اسمه (التحالف الكردستاني ) الذي كان يشكل نقطة قوة لكردستان عند التفاوض مع بغداد .

الخلاف لم يعد فقط بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني بل بين الأحزاب الكردية كلها وبمختلف توجهتها ،ووصل الإنقسام حتى إلى داخل الحزب الواحد !

رغم أن اختلاف وجهات النظر منذ البداية كانت موجودة في التحالف الكردستاني ، إلا أن مرض مام جلال و وفاة نوشيرون مصطفى قد ضاعف حدة تلك الخلافات ، فالحزبان أصبحا منقسمين على نفسيهما ،وبرزت اتجهات مختلفة في الحزبين أثرت على قرارتهما ،وأيضا على التحالف الكردستاني .

إن انتخاب برهم صالح لرئاسة الجمهورية العراقية بعيدا عن الكتلة الكردستانية كما كان يحصل في السابق قد زاد الطين بلة ،ودق المسمار الأخير في نعش التحالف الكردستاني ، ففي الوقت الذي وصلت التهاني والتبريكات لبرهم صالح من مختلف الإتجهات غير الكردية ،لم تقم الأحزاب الكردية بتهنئته بل أن الديمقراطي أعلنها صراحة بأنه لا يعترف ببرهم ممثلا عن الكرد .

ما لم يتم ترتيب البيت الداخلي الكردستاني لن يستطيع الكرد الضغط على بغداد لتطبيق مواد الدستور الخلافية المعلقة بينها وبين أربيل والتي هي أهم بكثير من المناصب التي تتصارع عليها الأحزاب .

إن تشكيل الحكومة في كردستان ستكون إما مفتاحا لحل الخلافات وعودة التحالف الكردستاني من جديد أو سيعمق الخلافات أكثر مما هي عليها الآن ، وهنا الحل بيد الحزب الديمقراطي الذي حصد أغلب مقاعد البرلمان ، فهو الذي سيكون بيده زمام تشكيل الحكومة ، فعليه أن يلعبها صح ويحتوي بقية الأحزاب ، ويعيد ترتيب البيت الكردستاني الداخلي قبل فوات الأوان !
درباس كوجر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here