إزدياد أعداد المشردين في السويد إلى نحو ٦٠ ألف شخص

إيهاب المقبل

الكثير من الناس يسمعون في وسائل الإعلام عن مساعدات سويدية إلى العراق وافغانستان وفلسطين وسوريا والصومال ومصر ونيجيريا ومالي وغيرهم، حينها يعتقدون ان السويديين يعيشون في دولة رفاه لدرجة فاضت فيها الأموال ليمطروها على البلدان الآخرى أو بتعتبر أدق المستعمرات الخارجية. ولكن الحقيقة عكس ذلك، فقد إزداد التشرد في السويد لدرجة أصبحت ظاهرة واضحة للعيان في شوارع البلاد.

يكشف لارش بيّر عن تحقيق جديد لإعداد المشردين في السويد، والذي يعده كل ست سنوات، يقول فيه: (إزداد التشرد الحاد في السويد من ٥٧٠٠ إلى ٦٠٠٠ شخص منذ تحقيق عام ٢٠١١، ثلثي المشردين من الرجال وثلثهم من النساء). ويضيف بيّر في التحقيق: (عانى نحو ٣٣٠٠٠ شخص من مشاكل صعوبة إيجاد سكن في عام ٢٠١١، وقد إزداد هذا العدد في عام ٢٠١٧ إلى نحو ٥٢٨٠٠ شخص).

إما اسباب التشرد في السويد فهي كثيرة، ولكن يمن إختصارها بالنقاط الرئيسية أدناه:

اولًا: تعاني البلاد من أزمة سكن حادة، مما أدى إلى إرتفاع الإيجارات، في وقت لا تتعامل فيه الحكومات السويدية المتعاقبة بجدية لإصلاح سياسة الأسكان. وحول هذه النقطة تقول كاتارينا بروكينهيلم العضوه في البرلمان السويدي: (المزيد من الأشخاص يريدون منزلًا، ولكن ليس لديهم رأس مال كبير. ينبغي أن يكون الجميع قادرين على الحصول على سقف فوق الرأس).

ثانيًا: وجود أعداد كبيرة من المشردين من مجموعة السويديين الجدد واللاجئين والمهاجرين، ولاسيما من العراق وفلسطين وسوريا ولبنان وافغانستان والصومال وإرتريا وتونس والمغرب، والذين لا يستطيعون البقاء أو تدبير حياتهم في البلاد، مما يتسبب في الغالب بتشريد نسائهم وأطفالهم في الشوارع. وحول هذه النقطة تقول بروكينهيلم: (هؤلاء لا يستطيعون الدخول إلى سوق الإسكان السويدي للحصول على فرصة للإسكان لأسباب قانونية أو لدخلهم المنخفض أو للمطالب المرتفعة لشركات السكن كعرض نموذج للدخل الثابت).

ثالثًا: يخشى الكثير من المشردين السويديين اللجوء إلى مكاتب العمل ومكاتب الخدمة الإجتماعية المعروفة في البلاد بإسم السوسيال، ويعللوا سبب رفضهم اللجوء إلى هذه الجهات الحكومية لسوء معاملتهم من الموظفين الحكوميين أو لتعرضهم في كثير من الأحيان للإضطهاد النفسي والتدخل في نمط حياتهم الخاصة.

رابعًا: وجود مرضى نفسيين وعقليين ومدمني الكحول والمخدرات ضمن فئة المشردين. تعاني هذه المجموعة في الغالب من عدم وجود صانع قرار في حياتهم، ولذلك أجسادهم تصارع حر الصيف وبرد الشتاء، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ناهيكم عن الإعتداءات التي قد يتعرضون لها في غياب أي تدخل من طرف الحكومة التي يبدو أنها سلمت بعجزها عن حمايتهم وتوفير العيش الكريم لهم.

فيديو نموذجي صُورَ العام الماضي لمشرد سويدي يلتحف الشارع في شتاء العام الماضي:

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here