(( دعوة )) لإيقاف معاول الهدم في حقل الرياضة العراقية !

بقلم : د . خالد القرة غولي

کيف يمکن بناء دولة مؤسسات رياضية التي تعتمد على ديمقراطية حقيقية ! وتؤمن بمبادئ حقوق الرياضي العراقي ، في حين تکون هناك أحزاب وميليشيات وجماعات مسلحة تعتمد على القوة والعنف في فرض الامور قوانين الرياضة ( الآن ) وإذا ما دعت الحاجة فإنها تتجاوز القانون وتتصرف وفق ما تريد الرياضة في عالمنا اليوم في عراق ما بعد التغير .. لم تعد ينظر اليها من باب الترف والفراغ بل من قنوات الوطنية الصادقة والرفعة والتعلق بالثوابت والانتماء للبلد والي الارض والشعب , هذا ما شاهدة المشاهدون من خلال المتابعة للبطولات الرياضية العالمية ، وبلادنا التي انهكتها الفتن والتدخلات الخارجية وتأثيراتها في الداخل بحاجة شديدة وملحة الى من يداوي جراحها، ويجمع بين ابنائها ويعزز من ادوارها ونجاحاتها ومشاركاتها في جميع الميادين ، وخاصة في الميدان الرياضي الذي امتلك فيه العراق دورا مشرفا وحقق الكثير من النجاحات الباهرة , ونحن في هذه الظروف كنا نقف امام ضرورة ملحة في كيفية المشاركة في المنافسة الدولية ، وان نكون فاعلين فيها , وهذا ما كان يتطلع اليه الرياضيون العراقيون وما ينبغي ان يتحقق والذي ينبغي ان تتحشد كل الجهود لتحقيقه , تمت المشاركة في عدد كبير من البطولات الرياضية في كافة الالعاب لكن تلك المشاركات كانت رمزية ، وكان اخرها درس الاولمبياد الاخير عام ( 2016 ) في البرازيل الذي اعطى الصورة الواضحة امام حكومتنا العراقية في ان تعيد النظر في بناء الحركة الرياضية العراقية الجديدة بعد هذا الاولمبياد والوقوف بحزم امام معضلة الرياضة العراقية , والصورة توضحت بالكامل وفشلت الفرق العراقية والعربية في الاولمبياد معا نعم ، نحن ذهبنا الى الاولمبياد للمشاركة ليس الا , نحن اليوم بأمس الحاجة الى كل قلب وعقل وإرادة لنشر العلم والتعلم والوعي والكلمة الصادقة بين أبناء عراقنا بعد النجاح الرائع الذي حققته دولة البرازيل الفقيرة في استضافة دورة الألعاب الاولمبية والتي حظيت بها مدينة الريو للمرة الاولي في تاريخها ، تبرز أمام الواجهة جهودا مخلصة بذلت لإنجاح هذا الحدث الذي يعد أكبر تظاهرة رياضية عالمية تنظمها دولة امريكية جنوبية , ووسط متابعتي لمجريات هذه الدورة التي ابهرت العالم كله والتي تعد اضخم بطولة شهدها العالم ، كان يطاردني سؤال بشكل دائم , ما الفائدة التي ستعود بها الصين من استضافة مثل هكذا بطولات. وبين هذا وذاك أعود الى نفسي وأسأل ، لم تذكرت عندما شارك وفدنا العراقي في دورة الألعاب الاولمبية في عام ( 1980) في موسكو وشارك في هذه البطولة اضخم وفد رياضي مثّل بلدنا العزيز في مثل هكذا بطولات حتي تم فسح المجال لعدد من العراقيين الذهاب مع الوفد العراقي المشارك بصفة مشجعين وبدعم من الحكومة العراقية السابقة !

السؤال التالي: ما قصة غدر الزمان والأيام الخوالي وحكاية شمسنا الرياضية التي غابت في وضح النهار في هذه الظروف !

بالطبع استطيع أن أسهل المهمة في تفسير العديد من الأسباب التي قد تكون كافية للإجابة ، وما أكثرها في وسطنا الرياضي , أن هذه البطولة هي صرخة لتعريف العالم بالمستوى الذي وصلت إلية البرازيل في جميع المجالات غير الرياضة ، أو نزيد القول من حجم التعريف بالدولة وتسهم في دعم القدرة السياحية لهذا البلد او القول أننا جزء من هذا العالم ويجب علينا الاسهام الفاعل فيه .. الخ ..!

وفي تقديري ان المعيار الحقيقي في استضافة بطولة اولمبياد بهذا الحجم لا يخرج عن تحقيق واحد من هذه الأهداف!

أولاً : ان الفوز في هذه البطولة ليس أمراً سهلا في ظل هذه المنافسة الاولمبية ، ولكنها تضاعف من فرص تحقيق إضافة جديدة إلى مركز متقدم , ثانياً : ان تحقيق الافادة منها وليس شرطا ان تكون على شكل أموال سائلة ، على الرغم من ان الفوائد تدر الملايين من حقوق النقل الخارجي للمحطات الفضائية , ولكن الافادة الأهم تأتي على شكل تطوير البني التحتية وإضافة منشآت جديدة ومدن رياضية جديدة وملاعب حديثة وقاعات للألعاب رائعة , ولا أخفي أخيراً أن هذه البطولة التي اقيمت في دولة أمريكية جنوبية تشهد نجاحا إقليمياً وسياحيا وحضاريا وتاريخيا , ولكن مشاركة وفدنا في هذه البطولة جاءت متأخرة ومع شديد الاسف بسبب محاولات عدد من المسؤولين لعرقلة مسيرة الرياضة العراقية وابعاد عدد من العناصر الجيدة من المضمار الرياضي تتبع المنافع الشخصية , لقد أيقن الرياضيون العراقيون يقيناً تاما أن المشاركات غير المجدية لفرقنا الرياضية هي عمليات تغذيها وتمولها الجيوب الفارغة من أجل الراحة والاستجمام ، وان جماهيرنا الرياضية في العراق والوطن العربي تنظر بعين الاستغراب والدهشة من خلال متابعتها للأولمبياد ما سبب خروج الفرق الرياضية من المسابقات من الادوار الاولية ، بينما يبقي رياضيونا المنهكون المتعبون يحملون في حقائبهم هدايا ووصايا كاذبة وفارغة من هذه الجهة أو تلك ، تزيد من جراحات العراقيين !

دعوتنا نحن ( الرياضيين – والإعلاميين – الصحافيين ) الى وضع النقاط على الحروف وإقامة مؤسسة رياضية تمثل الرياضة والشباب واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وبناء منشآت رياضية وتأسيس معاهد رياضية وإعلامية ودعوة جميع الكفاءات العلمية من أصحاب الشهادات العليا الى العمل في هذا المجال الرياضي ,

لست متشائما ، وادعو الجميع الي العمل الجاد في العراق اليوم ، عسى ان نعثر على رياضي عراقي أخر يجلب لنا ميدالية اولمبية ثانية

والدعوة الخالصة الى ايقاف معاول الهدم الرياضية العراقية , واحب هنا ان اهمس في اذن السيد رئيس الوزراء العراقي المكلف تعيين وزير الشباب والرياضة العراقي من أهل الرياضة ولا يشغل نفسه في هذا القطاع ! واقول له ان خطوة مشروع حل اللجنة الاولمبية العراقية وطرد جميع بلطجية الرياضة العراقية الحالية هي من اخطر الخطوات التي اتخذتها حكومتنا العراقية الجديدة ! وعدم السماح لهم في الانتخابات الرياضية العراقية المقبلة ، وانت تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية لهذه الخطوة التي عصفت بالرياضة العراقية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here