في جلسة حواريّة مفتوحة.. فاضل ميراني: بعض المصالح التي ظهرت اليوم تدعو لصراع لانريده

ضيّف معرض أربيل الدولي للكتاب سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني بجلسة حوارية مفتوحة، قدمها وأدارها رئيس التحرير التنفيذي لجريدة المدى الكاتب والصحافي عدنان حسين الذي اشار في مستهلها الى منشور كتبه صديق له بيّن فيها الفارق بين مدينة بابل التي قدم منها وأربيل التي وصلها لزيارة معرض أربيل للكتاب، متسائلا فيه عن الفرق في شكل إدارة المدينتين ونجاحات المحافط بهذا الصدد، متوجهاً بالسؤال للضيف ،لكنّ هذه النجاحات لم تتحقق على المستوى السياسي.
– فاضل ميراني: هناك فريق يدعم محافظ أربيل وحكومة تساعده وتخصيصات مالية فضلا عن إسناد شعبي وجماهيري ومساندة حزبية ،فالجميع مع المحافظ ويقدمون له الدعم. مضيفا: بالنسبة لكردستان فقد كانت وماتزال للحركة الوطنية العراقية بالاضافة الى ما حققته لنفسها، النضال الكردي السياسي والمسلح هو نضال شعبي وجماهيري يضم جميع المكونات بمن فيهم العرب. مردفا: أما التقدم العمراني وانعكاسه على التقدم السياسي أنا أعتقد بدون المكاسب السياسية لم تتحقق المكاسب العمرانية، مهما حصل من ازمات سياسية داخلية وخارجية فإن الكرد والسياسيين منهم يجب ان يتحلوا بروح التحدي للنقد الذاتي ورؤية المشاكل مثل ما هي وليس مثل ما يتمنون وأن نرى أنفسنا بعيون الآخرين لوضع اليد على السلبيات والمواقف.
* عدنان حسين: كم ستؤثر الازمات التي حصلت بين الحزبين وما هي الاجراءات التي يمكن اتباعها لتجاوز المشاكل والنظر للمستقبل ؟
– فاضل ميراني: الحركة الكردية اكتسبت نوعاً من كيفية التعايش مع الاحداث، الاقتتال الداخلي لم يكن أمرا ذاتيا، تمكنا من تجاوز هذه الاحداث وأكبرها الاقتتال المؤسف بين الاتحاد والديمقراطي، مشددا: ان الاختلافات بين الاحزاب ضرورة لتحقيق اهداف دول اقليمية وبعد تحققها لا يوجد حاجة لها. منوها: الى ان بعض المصالح التي ظهرت اليوم تدعو للصراع ونحن لانريده، وان انتخاب رئيس الجمهورية لن يمثل قطيعة بيننا وبين بغداد او بيننا وبين الاتحاد ونحن نختلف لكن نجتمع وليس للاتحاد الوطني بديل غير البارتي، وان بديل البارتي هو الاتحاد، وهناك عوامل تاريخية وجغرافية تكمل بعضها البعض، الواقع الجغرافي والتاريخي يفرض نفسه علينا وعلينا ان نقدس هذه المشتركات.
* عدنان حسين: كيف سيكون موقفكم من تشكيل حكومة الإقليم والمركزية
– فاضل ميراني: إن التعامل مع الاحزاب السياسية ومنها الاتحاد الوطني فليس من المنطق ان نتعامل معهم على اساس الاستحقاق الانتخابي ، هناك استحقاقات وطنية وقومية لكردستان أولى من استحقاقات الاحزاب وهذا ما تعلمناه من البارزاني الخالد.
* عدنان حسين: وماذا عن حكومة كردستان المقبلة.
– فاضل ميراني: لايمكن الحديث عنها إلا بعد تصديق النتائج فبحكم القانون فقد وزعت صلاحيات الرئيس فبعرف الإقليم سوف تقدم القائمة الكبرى مرشحها لرئاسة الإقليم التي ستكون من نصيب الحزب الديمقراطي .
* عدنان حسين: هل جرت تفاهمات مع الاحزاب الكردية بشأن تشكيل الحكومة؟
– فاضل ميراني: هذا السؤال يجب ان نتركه لرئيس الحكومة المكلف وربما تشكيل حكومة الإقليم أسهل من تشكيل الحكومة في بغداد بكثير.
* عدنان حسين: ماذا عن تشكيل الحكومة الاتحادية ومشاركة البارتي فيها.
– فاضل ميراني: الحزب الديمقراطي يحمل همّين الاول همّ الوطن والثاني همّ الإقليم، لدى زيارتنا بغداد التي كانت بوفد مشترك حيث كان برنامجنا هو ما يحتاجه المواطن العراقي .أما الشطر الآخر فيبحث اسباب تصدع العلاقة مع بغداد وايجاد حلول لمنع حدوث هذا التصدع.مؤكدا: مايهمنا البرنامج الحكومي وآلية تنفيذه .وسبق ان اتفقنا على برامج سابقة لم تنفذ لذلك اصررنا على تشكيل المجلس الاتحادي الذي سيمثل جميع المحافظات العراقية بممثلين اثنين لكل محافظة.
ويضيف ميراني: تشكيل الحكومة في بلد مثل العراق يفتقر للأستفادة من التجارب السابقة ويعيش وضعا مجتمعيا صعبا انعكس على واقع الحال الاقتصادي والامني والسياسي كذلك، كما ان تفشي الفساد في البلاد أثر على الوضع العام. مردفا: لا بد من ان ننظر الى الوراء للاستفادة من السلبيات والايجابيات، وبرغم التحديات الا اننا يجب ان نترك مساحة للتفاؤل وليس التفاؤل المفرط.
ويؤكد ميراني: ان الطبقة السياسية ما تزال تمزج بين الاكاديمية والتكنوقراط وهو خطأ يقع فيه السياسيون في العراق، مشاركتنا في حكومة بغداد تعتمد على آليات خاصة فما زلنا مع مبدأ الشراكة التي تأسست عليه العملية السياسية في البلاد منذ العام 1958 ومن حقنا أن نكون شركاء فعليين.
* عدنان حسين: ماهي الشروط التي وضعها البارتي للمشاركة في برنامج الحكومة.
– فاضل ميراني: لانريد أن نملي شروطاً على الآخرين مثلما لا نريد ان تفرض علينا شروط الآخرين، لكن في المجمل نريد الحصول على منصب نائب رئيس الوزراء اضافة الى وزارة سيادية، أما عن البرنامج الذي نريده في الحكومة الجديدة فيتمثل بتشكيل المجلس الاتحادي اضافة الى الهيئة السياسية العليا التي تراقب عمل البرلمان، إن طريقة الحكم في العراق هي طريقة استعلائية من جهة على أخرى وهذه الطريقة لم ولن تنجح.
* عدنان حسين: الموقف من الاستقلال شابه الكثير من سوء الفهم لأسباب منها ضعف الجانب الإعلامي اضافة الى الدور الضيق لممثلي الكرد في ايصال الرسالة الكردية الى الرأي العام العراقي ؟
– فاضل ميراني: علينا ان نكون أكثر صراحة فالشارع البغدادي لم يعد مثل قبل شارعاً وطنياً واعياً يحمل الطابع المدني والثقافي وان الآذان في بغداد لم تعد تريد ان تسمعنا فكلما دعوناهم وضعوا أصابعهم في آذانهم.
* ربما أنتم لم تذهبوا سوى إلى الحكام؟
– كان لدينا أصدقاء في بغداد منذ الثلاثينيات خاصة الحزب الشيوعي العراقي والسؤال الذي يطرح هو اننا نتحمل جزءاً من التسويق لكن البضاعة التي سوقناها لم تجد من يشتريها، مؤكدا: ان جميع الاحزاب السياسية في بغداد كانت رافضة لفكرة الاستقلال سواء الدينية منها او حتى المدنية وكأن ما يحصل جريمة وانه تمت معاقبتنا على جريمة لم نرتكبها. موضحا: طبعا الغاية من الاستفتاء لم تكن الاستقلال المباشر لكننا كنا سنناقش نتائجه بشكل موسع ومكثف وربما نحتاج الى سنوات لتطبيقه، هناك دول اصغر من اربيل مثل البحرين وقطر اصبحت دولاً فلماذا يستكثرون ذلك علينا. علما ان العلاقة كانت ستبقى مع مقدمة بشكل متصل ومتواصل فثمة مشتركات عمل عديدة.
* عدنان حسين: بعد ما حصل هل يجب إعادة النظر بالتواصل مع الرأي العام في العراق ؟
– فاضل ميراني: مهما كانت النتائج فإننا سوف نبقى على تواصل مستمر مع الجماهير حتى بعد ان تصبح كردستان دولة مستقلة ،فهناك الكثير من المشتركات ومنها الوشائج الاجتماعية بين المجتمعين العربي والكردي وقضايا أخرى عديدة.
المداخلات والأسئلة
* هل مازلتم متشبّثين بكركوك؟
– ميراني: كركوك متشبّثة بنا فإما أن نموت من أجلها أو نجد لها حلّاً
* بالنسبة لقضية الاستمارات الالكترونية التي طرحها رئيس الوزراء المكلف فهي غير موضوعية من جانب احتياجها الى وقت طويل.
– ميراني: أتمنى ان تكون هناك أيادٍ تعمل على فرز تلك الاستمارات في مدة قصيرة وتوزيعها بحسب تخصص المتقدمين، أتمنى الفوز لجميع المتقدمين الذين يمكن ان يقدموا عملاً وجهداً يخدم الجميع.
* ماهو تأثير نتائج الانتخابات في الإقليم على تشكيل الحكومة في بغداد؟
– بعد فوز سائرون بــ 54 مقعداً نيابياً أصبحت الكتلة مرجعاً سياسياً كما في كردستان ايضا من يحصل على اكثر المقاعد سيكون محط أنظار الإخوة في بغداد والرأي العام الكردستاني، كما ان هناك أحزاباً لا يمكن النظر إلى عدد مقاعدها فقط.
* هل هناك تقارب و تنازل من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني ؟
– ميراني: نحن نختلف ونلتقي ونجعل من المشتركات برنامج عمل ومن الاختلافات قاعدة للتواصل، الحزب الديمقراطي لم يبخل على جميع الاطراف وسوف نعمل على تجاوز قضية الاستحقاقات في تحقيق المصلحة العامة.
* ماهي الضمانات من قبل الحكومة المقبلة وهل هناك دور للأمم المتحدة؟
– ميراني: إن الضمانات يجب ان تنطلق من النضج السياسي للحاكم ،أما في دولنا فهناك هيئات دستورية لا نريد من خلالها إقحام المجتمع الدولي في الشأن الداخلي، هناك جهات تراقب ما يجري ومنها الامم المتحدة، طالبنا بتأسيس مجلس الخدمة الاتحادي وهيئة السياسات الستراتيجية لأجل تقويم وتقوية العملية السياسية وتصحيح الخلل.
* هل يمكن تطبيق التسامحية الفكرية بدل التسامحية السياسية ؟
– ميراني: لا يمكن تطبيق التسامحية الفكرية لكن الاهداف المشتركة توحد الاهداف، فالتسامحية السياسية لا يمكن تطبيقها مع التسامحية الفكرية، نحن إخوة كعرب وكرد وتركمان يجب ان نتعايش على المشتركات ونبذ الخلافات.
* هل يمكن ان نرى نواباً لرئيس الإقليم من مكونات اخرى اضافة الى مناصب اخرى ايضا ؟
– ميراني: من حق جميع المكونات في كردستان الحصول على المناصب، لدينا نائب محافظ دهوك من المكون الآشوري، نحن جميعا مواطنون في هذا البلد ولا يمكن ان نتمتع بالحقوق دون الواجبات.
* هل تعتقدون ان هناك عوامل تؤثر على الوضع الكردستاني ومنها وجود احزاب سياسية تتقاطع في توجهاتها مع البارتي؟
– ميراني: نحن نؤمن بالنضوج السياسي والتعددية الحزبية السلمية التي لها أسباب موجبة، فنحن نحترم توجه هذه الاحزاب ونتعامل معها بلا تكبّر وإن اختلفنا في التوجه فيجب ان يكون الفهم المشترك.
* ما حصل في كركوك هل هو تكتيك أم ستراتيجية؟
– ميراني: تعلمنا أن التكتيك غير المنطقي يؤدي الى القتل.
* هناك عقدة نفسية في قضية الاستفتاء تجاه البارتي؟
– ميراني: لا يمكن تعميم الفكرة تجاه القضية على الجميع فلكل قاعدة شواذ، الحركة الوطنية في العراق تختلف بنظرها عن بقية الافكار الضيقة، علينا عدم الانجرار وراء الفعل السلبي الذي سيكون ردة فعل سلبية.
عدنان حسين: لا يوجد شعور لدى عرب العراق تجاه القوميات الاخرى بل إن العداء مع الحكومات التي لم تكن وطنية وان الاحتجاجات التي حصلت في البصرة لم تقم برفع أي شعار لمعاداة أي قومية اخرى بل كانت ضد الحكومات الفاسدة.
* عندما يحدث خرق من قبل طرف ماهي الإجراءات المتبعة ضد هذا الطرف ؟
– ميراني: لو كانت هناك حكومة مبنية على أسس دستورية لما حصل كل هذا حيث خرقت حكومة العبادي الكثير من القضايا ومنها استخدام السلاح ضد ابناء الشعب العراقي ولم يتم التحرك من قبل المنظمات الدولية الخاصة بحقوق الانسان ولا أي من الدول، ستتم محاسبة المقصرين مع مرور الوقت وإن الشعب العراقي قام بمحاسبتهم على ما فعلوا عبر عدم انتخابهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here