اول مرة في تاريخ العراق الرئيس يتجول من دون حماية ومكتب رئيس الوزراء خارج المنطقة الخضراء

القاضي منير حداد

إصطحب رئيس الجمهورية د. برهم صالح، حرمه.. مشيا على الاقدام.. بين الناس، من دون حماية، نهار الجمعة الماضية، في شارع المتنبي، ببغداد.. جولة من اروع ما يكون لشخص الرئيس والمواطنين.

الرئيس قدم اوراق إعتماد شعبية، لقيت ترحابا؛ لأن ما يخرج من القلب.. صادقا.. يصل القلوب مباشرة، فكانت لها أصداء طيبة؛ لانها “بيضاء من دون زيغ”.

والمواطنون شعروا بحلم يتحقق وأمنية ينالوها، فكلما صادف عراقي مسافر الى الخارج، رئيس دولة على بايسكل، تحسر: “ليت حكومتنا مثلهم” وها هي الحكومة تلبي لهفته، من رأس الدولة المتجول بين مثقفيها.. يصغي لنبرات أمالهم تحلق في فضاءات الحضارة المثالية المرتقبة، التي تكللت بخروج رئيس الوزراء عادل عبد المهدي من اسيجة المنطقة الخضراء المسورة بأسلاك شائكة ومدججة بالأسلحة الفتاكة؛ خشية أن يدنو عدوان إثنان.. الشعب و”داعش” مع الاسف!

خرج رئيس الوزراء د. عادل عبد المهدي، من لطافة المنطقة الخضراء.. الآمنة، الى قسوة المنطقة الحمراء.. العراق كله.. المداهم بالمفخخات والعبوات الناسفة والضيم والظلايم.. خرج ليشارك المواطنين التهديد الامني وإنقطاع الكهرباء الوطنية وجور أصحاب المولدات.. بالفعل وليس بالنية المؤجلة Propaganda.

تفتتت عقدتان إجرائيتان في سلوك المسؤول.. سنّة حسنة ستتبعها الكابينة الوزارية المرتقبة، وبقيت القرارات الفاصلة بين الحق والباطل، تواليا.. وهي: عدم خضوع حكومة عبد المهدي للمحاصصة، وعدم إستيزار المؤشرين بشبهة فساد، وكف ايدي الفاسدين حتى لو بقيت وزارات الدولة من دون مدراء عامين ودوائرها بلا موظفين، الى ان يتبين الخيط الابيض من الاسود؛ ويحال المشتبه بهم الى التحقيق فأما ترفع عنهم الشبهة او يحالوا الى القضاء.. وفي الحالتين لا يردّون الى ما كانوا عليه، ولا يردون على منصب بعد ئذ…

أتفاءل بعقليتيهما.. إقتصاديا وسياسيا، وأتوخى من تواضعهما الخلاق معجزة إنتشال العراق من السقوط الحاد في الخراب..

أتفاءل بإلتفاتة نحو الشعب، إقترابا من تطلعاته الى حياة رفاه يتمتع خلالها بثرواته.. إستحقاقا وطنيا لامنة فيه على الناس من مسؤولين أفقروهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here