المرجعية الرسالية والغذاء الفكري في حملة (أنا حُسيني أنا أقرأ)

إنَّ ثورة الإمام الحسين -سلام الله عليه- لم تكن ثورة انفعالية، ولا حركة عشوائية ينقصها الوضوح في الرؤية، أو القصور عن تحديد الغايات والأهداف، بل كانت ثورة واعية، لها رؤيتها الواضحة وأهدافها المحددة، والتي كشف عنها مفجرها في أول بيان من بياناته المتعلقة بها، وذلك حين قال -عليهِ السلام-: “إني لم أخرج أشرًا، ولا بطرًا، ولا ظالمًا، ولا مفسدًا، إنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي رسول الله، وأبي أمير المؤمنين، فمن قبلني بقول الحق، فالله أولى بالحق، ومن رد عليّ أصبر هذا، أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين”، لقد كان لديه -سلام الله عليه- رؤية واضحة جدًا، وتشخيص دقيق لحال الأمة الإسلامية، وما مرتْ به من انحراف عن الحق، وحياد عن الصراط المستقيم، وميل عن الجادة السوية، وتفسخ من القيم الفاضلة والأخلاق الكريمة، وانغماس في الباطل، وإتباع للهوى، وانسياق وراء الشهوات… وإنَّ ذلك كله بسبب يزيد وحكومته الطائشة. وبحق إنَّ الحسين -سلام الله عليه- مدرسة شامخة عملاقة، ضخمة كبيرة، شاسعة واسعة مترامية الأطراف، تزخر بكل أنواع العلوم النافعة، والمعارف المفيدة، في شتى الحقول وكل الميادين، , فقد أدت الى قيادتهِ -عليهِ السلام- لتلك الثورة التعريفية لمقام الله -عز وجل- ومقام رسولهِ الكريم -صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم- رافضًا حكم يزيد بن معاوية لأنه أنكر حتى رسالة خاتم النبيين -صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم- عندما أعلنها بصريح القول في أبياتهِ ِ المعروفة: لعبت هاشم في الملك فلا*** مَلَكُ جاءَ ولا وحيُ نزل. ونحن اليوم نجد من أتبع تلك الخطوات الإلهية العلمية لأبي الأحرار -عليه السلام- المتمثلة في مرجعية العلم والمعرفة مرجعية المرجع الديني السيد الصرخي الحسني -دام الله فيض علمه- فقد قامت جميع مكاتبه ومواكبهِ الخدمية لزيارة أربعينية الحسين -عليهِ السلام- إلى توفير الكتب المعرفية والتوحيدية من خلال عرض مؤلفاته الزاخرة في جميع المجالات الفلسفية والعقائدية والمهدوية والفقهية والأصولية ووو…في حملة (أنا حسينـــي أنـــا أقرأ) وكان الإقبال الشديد على أهم مؤلفاتهِ العقديــة -أدامه الله- في نبذ التوحيد التيمي المارق (وقفات مع التوحيد الجسمي الأسطوري) و (الدولة.. المارقة… في عصر الظهور… منذ عهد الرسول) لما لها أهمية في الغذاء الفكري للزوار والسائرين إلى كربلاء، لينهلوا من ذلك العلم الإلهي، والذي هو مكمل لثورة الحسين -عليهِ السلام- في الوصول إلى الغاية والهدف وهو معرفة الله حق معرفته والابتعاد عن الانحرافات الفكرية، والذي بفضل الله وفضل تلك المرجعية العلمية أوقفت سيل الفكر الإرهابي الإجرامي التيمي من خلال تلك المؤلفات، وبذلك نجد أنهُ في كل زمان يوجد مصلح حقيقي سار على النهج الحسيني في رفع الشبهات عن أصل ما جاءَ فيه دين النبي الأمجد محمد -صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم- ومن بعدهِ عترتهِ الطاهرة -عليهم السلام-.

وللأطلاع أكثر بإمكانكم زيارة الرابط:
https://goo.gl/umcqtf
سهير الخالدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here