مجلة بريطانيّة: منظمات دولية ونشطاء يباشرون مقاضاة “دواعش” تاجروا بالسبايا

ترجمة: حامد أحمد

أحداث القتل بحق الإيزيديين بدأت قبل فجر يوم 3 آب عام 2014، وبينما اقترب مسلحو داعش من قرية الإيزيدية (حلا) البالغة من العمر 13 عاماً بدأ الخوف يمر عبر عروقها .
تجمعت عائلتها في سيارة أبيها وانطلقوا مسرعين شمالاً عبر سهل قاحل وقطعوا سحبا من الغبار الذي تطلقه عجلات السيارة وأرجل المارة من الهاربين.

في بادئ الأمر لم يلحظ أحد الرايات السود التي كانت تلوح في الأفق من فوق سيارات، إنها كانت رايات داعش .
عندها أدرك والد حلا، الخطأ الذي ارتكبه وضغط على مكابح السيارة. مايقارب من 12 رجلا مسلحا ملثمين ترجلوا من سياراتهم وأمروا عائلة حلا بأن يتبعوهم الى بيت مهجور .
البيت كان من بين عشرات بيوت أخرى اتخذها داعش كمقرات لهم في تنفيذ إبادة جماعية بحق أتباع الطائفة الإيزيدية في العراق. الرجال يتم عزلهم في غرفة لإعدامهم في مكان آخر، في حين يتم اقتياد النساء والاطفال لمكان آخر لغرض استعبادهم .
في تلك الليلة تم نقل حلا ووالدتها وستة أشقاء آخرين لبيوت تستخدم كمقرات للبقاء فيها عبر الاسابيع القليلة القادمة كطريقة ممنهجة لعملية بيع الرقيق .
قضوا ذلك الوقت وهم مصابون بالدوار مسكنين آلامهم بعقاقير مخدرة تعتقد، حلا، بأن محتجزيهم كانوا يخلطونها بالطعام اليومي المقدم لهم ليبقوهم غير اصحاء، في حين يقوم مسلحو داعش بالإعداد لتجارتهم البشرية حيث يحسبون كم أمراة لديهم وكيف سيعرضون بضاعتهم ومقدار سعر كل واحدة من السبايا. بعد ذلك تبدأ صفقات البيع مباشرة .
تقول حلا “كل يوم يأتي رجال لاختيار فتيات وأخذهن معهم، وكانوا يقدمون على ضربهن إذا صرخن أو قاومن، وكانوا يحاولون تلطيف الامر لهن بالقول إنهم سيصطحبونهنّ لأزواجهنّ”. ولكنّ حلا كانت تدرك بأن الامر ليس كذلك بل سيستخدمونهنّ كسلعة لبيعهنّ واغتصابهنّ بالإكراه وليس زواجاً برضاهنّ.
ولأجل إنقاذ حلا، من هذا المصير قامت أمها بتقطيع شعرها ومسح وجهها بالقير والسخام. وطلبت أمها منها أن تتصرف وكأنها مجنونة، وقامت حلا بالتظاهر على أنها عرجاء وترفس الطعام بقدمها وتتظاهر بأنها خرساء لإقناع محتجزيها من مسلحي داعش بأنها لاتسمع ولاتتكلم وهي غير مرغوب بها.
وفي كل وقت كانوا يأتون لالتقاط نساء وفتيات كانوا يتجاهلونها وبالنهاية اعتبروها غير صالحة لهم وتركوها تذهب .ولكنّ آلافاً من النساء الاخريات، بينهنّ والدة حلا وأشقاؤها، مايزالون هناك وتم توزيعهم على مناطق داعش التي كانت ممتدة بين العراق وسوريا .
حكومات ومجاميع حقوق إنسان يقدرون بأن داعش قتل أكثر من 3 آلاف إيزيدي ووزعوا مابين 5 آلاف الى 7 آلاف إيزيدي آخر عبر أراضيهم التي كانوا يسيطرون عليها. أما اللائي تمكّنّ من الهروب فقد ساعدوا في رسم صورة سريالية عن فضائح مسلحي داعش التي ارتكبوها ضد النساء الإيزيديات وأطفالهنّ، والجرائم التي ماتزال ترتكب بحق الآلاف منهم الآن بدون أي محاسبة .
من بين الذين نجوا طفل عمره ثلاث سنوات قام مسلح بقضم أذنه بأسنانه وقطعها، وآخر عمره 15 عاما أجبر على حضور دورات تدريب داعش لسنوات حيث تعرض لضرب مبرح وإن عظم القص بارز من صدره ، فتاة أخرى عمرها 19 عاما تم اغتصابها بشكل متكرر بينما كانت حاملاً بطفل من زوجها، وفتاة اخرى تلقت معاملة سيئة ليس من محتجزها العضو بتنظيم داعش بل من قبل زوجته وأطفاله أيضا.
كثير من هؤلاء الأشخاص الذين ارتكبوا هذه الاشياء هم معروفون. حيث قامت حكومات ومحامون و منظمات حقوق إنسان أخذ إفادات من ناجين بشكل متكرر ومتواصل عن أعضاء في تنظيم داعش من المتورطين بتعذيبهم .
تنظيم داعش من جانبه يحتفظ بسجلاته الخاصة. فبالاضافة الى بياناته التي يعلنها عبر مختلف اللغات حول أسباب استعباده للنساء، فانه يحتفظ ايضا بسجلات عقود الزواج وكذلك الصور الالكترونية وأسعار سباياهم من النساء .
في بعض الأحيان وفي غباء أو ثقة من قبلهم يقوم مسلحو داعش بنشر أشرطة فيديو لأنفسهم على موقع فيسبوك وهم بدون لثام يضحكون ويتبجحون بأسرهم لسبايا لهم. ولكن رغم هذه الادلة فإن لاأحد من هؤلاء قد تمت محاسبته إزاء الجرائم التي ارتكبها ضد الإيزيديين .
رغم ذلك فان هناك منظمات عدالة قانونية ونشطاء يعملون بخفاء وصمت عبر سنوات لجمع وحفظ معلومات والإعداد لقضايا قانونية ضد مسلحين من تنظيم داعش يعتقدون أنهم في يوم ما سيقفون أمام القاضي في محاكم يحاسبون على جرائم الاغتصاب والإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الإيزيديين والاقليات الدينية الأخرى .
 عن: مجلة أيلي Elle البريطانية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here