موقع أميركي: المرجعيّة تخشى من ضغوط تحاول إنتاج حكومة طائفيّة جديدة

ترجمة: حامد أحمد

قرابة خمسة أشهر مضت على انتخابات العراق الوطنية ليتمكن البلد أخيرا من اختيار رئيس وزراء جديد هو عادل عبد المهدي.
لكنّ المرجعية الشيعية العليا في العراق، المتمثلة بالمرجع الديني علي السيستاني الذي اعتاد ان ينأى بنفسه عن التدخل المباشر بالامور السياسية، قد لعبت دورا محوريا على مدى أشهر في تقريب وجهات نظر الكتل المتنافسة التي توصلت بالنهاية لحل وسط واختارت عبد المهدي وهو خبير اقتصادي ونائب رئيس جمهورية سابق ليكون رئيسا للوزراء .
مصادر دينية في مدينة النجف قالت انه من منطلق الضرورة لمصلحة البلد لعبت المرجعية دورا بارزا في عملية حسم اختيار رئيس الوزراء، مشيرين الى ان السيستاني وجد ان هناك مسؤولية اجتماعية وأخلاقية أن يتولى شؤون المصلحة العامة كونه يمثل مرجعا لشريحة واسعة من الشعب وطرح شروطاً إيجابية معينة في المرشح لهذا المنصب من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكان للمرجعية دور سابق آخر في مساعدة البلاد للتخلص من تهديدات تنظيم داعش عندما دعا الشباب العراقي للتطوع وحمل السلاح ضد التنظيم عندما اجتاح مساحات واسعة من البلاد صيف عام 2014 .
العراقيون يرحبون بدور المرجعية كوسيط حاسم في تدخلها لحل مشاكل عالقة كما حصل في كسر حاجز تشكيل حكومة جديدة واختيار من يتولاها .
دور المرجعية في هذا الموضوع يظهر نوعاً من الفطنة السياسية. في بداية الامر أصدرت المرجعية توجيهات قالت فيها انه لا يسمح لأي سياسي خدم سابقا في الدولة ان يكون في منصب رئاسة الوزراء. ولكن استنادا الى محمد رضا، نجل السيستاني فإن عبد المهدي مستثنى من هذا الشرط لأنه كان قد قدم استقالة من آخر منصب شغله كوزير للنفط قبل ان ينهي مهلته. هذه الحركة استبعدت رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وكذلك هادي العامري من التنافس على منصب رئاسة الوزراء ورئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي. وحتى ان المرجعية ومن خلال أحد مراسيم خطبة الجمعة انتقدت بشكل غير مباشر، المالكي، وذلك بتوجيه العراقيين ان لايقعوا في الفخ مرة اخرى في اختيارهم بالقول ان المجرَّب لا يجرَّب في إشارة للمسؤلين الفاسدين والفاشلين في إدارة البلاد .
جواد الخوئي، عالم ديني في النجف، قال: “هناك رغبة لدى المرجعية والشعب ايضا بأن تكون هناك حكومة جديدة ذات وحدة وطنية حقيقية. ولكنّ التدخلات والضغوط الخارجية قد تحول دون تحقيق ذلك”، مشيرا الى خشية المرجعية من هذا الامر .
دور المرجعية كوسيط لحل مشكلة السلطة هو شيء جيد بالنسبة للعراقيين وهم يحاولون التقرب أكثر نحو هوية وطنية مبتعدين عن العناوين الطائفية. نعم ان الحكومة ماتزال تعاني من فساد وسوء إدارة اقتصادية واستقطاب سياسي، وانها بحاجة لقيادة علمانية قوية لتخلق الاستقرار المنشود .
عن: موقع بلومبيرغ الإخباري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here