قصة قصيرة…. نصير المرأة.

احمد جاسم العلي.

عاد الزوج إلى البيت متعبا وجائعا واستقبلته زوجته عند الباب، مبتسمة بوجهه. سلم عليها دون أن يتوقف عندها.

” الله يساعدك عيني. اليوم أبدعت. كلمتك في المؤتمر كانت رائعة. أشكرك حبيبي.”

قالت له وهو يجتازها في طريقه إلى غرفة النوم ليستبدل ملابسه. بعد قليل جاءها صوته عاليا من غرفة النوم

” الغده حاضر؟ ”

” حاضر عيني، أنزع ملابسك وتعال.”

خرج من غرفة النوم وجاء إلى المطبخ حيث مائدة الطعام.

سأل زوجته وهو يغسل يديه أمام المغسلة.

” شفتيني بالتلفزيون؟”

” نعم، عيني، شفتك. شلون واكف كدام الميكرفون والناس كدامك، والتصفيق. آني فخورة بك.”

جلس امام المائدة وجاءت له بالأكل؛ التمن والمرق إلى جانب المقبلات. وبدأ يأكل وما أن وضع الملعقة الأولى في فمه حتى أنتفض ورمى الملعقة من يده.

” الأكل حار.” قال.

قالت

” حبيبي، أنت تحب الأكل يكون حار.”

ولكن هذا اليوم وما حدث في المؤتمر أنساه أنه يحب الأكل حارا كما تعود وتعودت عليه زوجته.

” تعالي شوفي.” قال، رافعا صوته عليها. ودون أن ينتظر نهض عن مائدة الطعام وذهب إلى صالة البيت. تمدد فوق إحدى الأرائك وأرخى جسده. كان قد عاد إلى البيت بعد حضوره المؤتمر السنوي المنعقد بمناسبة يوم المرأة العراقية الذي امتد لساعات سبقه فيها عدد من المتكلمين ثم جاء دوره في إلقاء كلمته بعد انتظار طويل تضايق بسببه كثيرا، إضافة إلى الجو الحار في قاعة المؤتمر بسبب انقطاع الكهرباء خلال إلقاء بعض المتكلمين لكلماتهم. كانت كلمته رائعة وصفق لها المجتمعون كثيرا وخاصة النساء الحاضرات في المؤتمر حول المرأة وحريتها وحقوقها باعتبارها تمثل نصف المجتمع والظلم الذي يقع عليها من الرجل وضرورة الصبر عليها ومعاملتها كإنسانة رقيقة لها مشاعرها وعواطفها وكرامتها. وصفق له الحاضرون طويلا عندما ختم كلمته بالحديث المأثور (رفقا بالقوارير.)

” عيني، الأكل برد، تعال أكل.” نادت عليه من المطبخ.

” ما أريد.” رد بصوت يابس.

وذهبت إليه تسترضيه وتتودد إليه حتى ينهض ويأتي إلى المطبخ ليأكل، وبقي هو مصرا على عدم النهوض والذهاب إلى المطبخ ليأكل حتى بعد أن برد الأكل ……!

بغداد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here