كل شي في هذا الوجود من صنع العقل

المعروف لا قيمة للانسان ولا اهمية بدون هذه المعجزة وهو العقل فبدون العقل لكان كأي مخلوق كأي حي ضعيف من اضعف المخاوقات الاحياء في هذا الوجود فالعقل هو الذي منح الانسان هذه القيمة وهذه الاهمية وجعله سيد هذا الوجود وكل شي في خدمته ومن اجله وهكذا تمكن من القضاء على كوارث الطبيعة من حرارة وبرودة من فيضانات وعواصف من امراض واوبئة فالعقل يتأثر بالواقع ويتأثر فيه لهذا يجب الاهتمام بالعقل فانه يجوع كما يجوع البطن وكان الامام علي يستغرب من اهتمام الناس ببطونهم في حين لا يهتمون بعقولهم فطعام العقول هي المعرفة الاطلاع على ما تنتجه عقول الآخرين يقول الامام علي اعقل الناس من شارك عقول الناس اي اطلع على نتاج عقولهم على افكارهم آرائهم وجهات نظرهم مهما كانت
كل شي في هذا الوجود كان من نتاج العقل اي من داخل العقل ولا يوجد شي من خارج العقل من خرافات واساطير من اديان ومعتقدات ومذاهب واحزاب وفلسفات وعلم ومن تسميات واسماء من ملائكة وجن وانبياء وآلهة وائمة وفقهاء وعلماء وجنة ونار وغيرها كلها من صنع عقل الانسان من نتاج العقل من داخل العقل ولا يوجد اي شي خارج العقل
فالانسان الوحيد في هذا الوجود الذي يفكر لانه المخلوق الوحيد الذي يملك عقل وبفضل هذه المعجزة التي اسمها العقل استطاع ان يكون سيد هذا الوجود وكل شي في خدمته ومن اجله وبدا في تطوير الحياة وتقدمها ورقيها تدريجيا وهذا التطور والرقي مستمر لا يتوقف عند درجة معينة لا يمكن ان اتخيل ماذا سيحقق الانسان بعد الف سنة الفي سنة لان ما حققه الانسان الآن لو عدنا الى الماضي الف سنة وقلنا له ما حدث من اكتشافات ومخترعات ربما لا يصدق واعتبر ذلك من عالم الخيال
لا شك ان عقل الانسان بدأ بسيطا وفق الظروف التي يعيشها كأي طفل عندما يولد من الطبيعي يكون عقله بسيط وردود افعاله بسيطة قد لا يختلف الانسان في بداية تكوينه بدأ في حماية نفسه والدفاع عنها وتخفيف معاناته مثلا بدأ برفع الحجارة وضرب الحيوانات التي تفترسه وهذا الاكتشاف في وقته وفي ظرفه لا يقل عن اكتشاف عن اي سلاح في عصرنا هذا ثم استخدم العصا والسيوف والرماح والرصاص والقنابل الذرية كما ان الانسان عاش كأي حيوان على الطبيعة ثم اكتشف العيش في الكهوف وتعلم كيفية اغلاق بابه ليحمي نفسه من الحيوانات واخذ يتطور الى الاكواخ الصرائف والخيم وبيوت الطين حتى وصل الى البيوت الحديثة وهذا التطور وهكذا في كل المجالات
فكل شي في الوجود بدأ في نقطة ثم اخذت هذه النقطة تكبر وتتسع وتستمر في الكبر والاتساع تدريجيا وكل جيل يساهم في بناء في رقي الحياة حسب مستوى العقل وظروف واقعه فعندما تمكن الانسان من ترويض الحيوانات واستخدامها في سفره في نقل حاجياته لا يقل عن اكتشاف السيارات واستخدامها في زمنه وفي ظرفه وصنع الكلك لا يقل اهمية عن صنع اكبر باخرة في زمنهم وفي ظروف واقعهم
المشكلة التي نعانيها بعض الذين يدعون الثقافة والمعرفة والحقيقة انهم اجهل الناس بالثقافة والمعرفة يعتقدون انهم وحدهم الذين اوصلوا الحياة الى هذا التطور والتقدم ويتجاهلون كل الاجيال في كل مراحل التاريخ ويقللون من شأنهم بل كثير ما يسيئون اليهم لو عدنا الى التاريخ وتصفحنا الخرافات والاساطير وروايات الجن والملائكة والغيبيات انها ولدت من عقل الانسان رغم بساطتها وسذاجتها الا انه كان يرى فيها وسيلة لتخفيف معاناته وآلامه ومتاعبه وهذه الامور هي الاخرى بدأت تتطور وترتقي تدريجيا ثم انتقل الى مرحلة الاديان والمعتقدات حتى وصل الى مرحلة السياسة ثم الفلسفة والعلم لو تمعنا بدقة بكل هذه التغيرات التي طرأت في حياة الانسان لاتضح لنا انها بالحقيقة سياسة في عصرنا لكن بساطة عقله وظروف واقعه البسيطة فرضت عليه هذه الحالة
وهذا التغيير والتطور حدث في كل مجالات الحياة التي صنعتها اجيال متعاقبة بتضحياتها ودمائها وارواحها للأسف كثير ما نسمع من هذا وذلك دعوات الى التقارب بين العقل والدين لا يدري ان الدين هو نتاج العقل هو من صنع العقل من داخل العقل وليس من خارجه
لكن المشكلة ان بعض الحالات خلقها الانسان قبل الف سنة اكثر لا زال البعض متمسك بها وهذا من حقه بالنسبة اليه لكن ليس من حقه ان يفرضها على الآخرين
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here