لماذا نفشل فـي إنقاص وزننا؟

 ترجمة / أحمد الزبيدي

يجد بعض الناس صعوبة في فقدان وزنهم أكثـر من الآخرين، ولكن ما هو السبب وراء ذلك؟ لقد استطاعت دراسة نشرت مؤخراً اكتشاف جزيء في الخلايا الدهنية يمكن أن يكون السبب وراء ذلك. وقد وجد الباحثون، أن الخلايا الدهنية للأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة تحوي عد

يجد بعض الناس صعوبة في فقدان وزنهم أكثـر من الآخرين، ولكن ما هو السبب وراء ذلك؟ لقد استطاعت دراسة نشرت مؤخراً اكتشاف جزيء في الخلايا الدهنية يمكن أن يكون السبب وراء ذلك. وقد وجد الباحثون، أن الخلايا الدهنية للأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة تحوي عدداً اكبر من جزيء يسمّى (LOX)، ولهذا الجزيء علاقة بتليف الأنسجة الدهنية، والذي، يمكن أن يعرقل جهود فقدان الوزن. كما أظهرت أبحاث سابقة،.

شاركت الباحثة كاترينا كوس، التي تعمل في مجموعة أبحاث مرض السكري والسمنة في كلية الطب بجامعة إكستر في المملكة المتحدة، مع زملائها مؤخراً في طرح استنتاجاتهم في إحدى المجلات العلمية. وهي تعتقد أن حوالي 1 من بين 3 بالغين في الولايات المتحدة، يعانون السمنة المفرطة، مما يضعهم في خطر متزايد للإصابة بالنوع الثاني من السكري والسكتة الدماغية وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان.
إن عدم ممارسة الرياضة وضعف النظام الغذائي هما السببان الرئيسان للبدانة، لذلك ليس من المستغرب أن تناول نظام غذائي صحي وزيادة النشاط البدني هي الستراتيجيات الأولى التي نجريها في محاولة للتخلص من السمنة.
ولكن هذه التدخلات يمكن أن تسفر عن نتائج مختلطة، فبعض الأفراد يخسرون وزنهم بسهولة، في حين أن آخرين يجدون الأمر أكثر صعوبة. وقد كشفت الدراسة الجديدة عن تفسير واحد لما يعانيه هؤلاء.
فقد قامت د. كوس وزملاؤها، بتحليل عيّنات من الأنسجة الدهنية في منطقة البطن التي تم أخذها من الأفراد الذين يعانون السمنة المفرطة قبل خضوعهم لعملية جراحية لفقدان الوزن.
وقامت بمقارنتها مع عيّنات من الأنسجة الدهنية في منطقة البطن لأفراد كانت تلك المنطقة لديهم أقل حجماً، وكشف التحليل، أن الأنسجة الدهنية عند الأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة تحوي أعداداً أكبر من جزيء (LOX) والذي يسبّب تليف الأنسجة الدهنية. ويوضح العلماء، أنه عندما تخضع الخلايا الدهنية لنوع من الإجهاد، فإنها تفقد قدرتها على تخزين السعرات الحرارية الزائدة. ونتيجة لذلك، يتم تخزين هذه السعرات الحرارية كما الدهون حول الأعضاء المهمة، مثل الكبد والقلب، وهذا يرتبط مع العديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسكري من النوع الثاني .
وتؤكد الدكتورة كوس، لسوء الحظ، أن الدراسات أظهرت أن تليف الأنسجة الدهنية يمكن أن يجعل من الصعب على الأفراد انقاص وزنهم. “ولكن هذا لا يعني أنه يجعل من فقدان الوزن أمراً مستحيلا”. وأضافت: “إن إضافة بعض النشاط المنتظم إلى استهلاك طاقة منخفضة إلى حد ما لفترة أطول يجعل فقدان الوزن ممكناً ويساعد الأنسجة الدهنية في ألا تصبح أكثر إرهاقاً”. “نحن نعلم أن القيام بذلك يحسّن من نسبة السكر في الدم وهو المفتاح في معالجة مرض السكري”.
وتشير النتائج التي توصل إليها فريق البحث، الى ما هو أكثر من ذلك، حيث أن استهداف هذا الجزيء يمكن أن يكون الوسيلة الوحيدة لمنع تليّف الخلايا الدهنية وربما يجعل فقدان الوزن أسهل، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النظرية.
وتلاحظ الدكتورة كوس، أن هناك حاجة أيضاً إلى مزيد من البحوث من أجل تحديد طرق أخرى لمنع تليف الأنسجة الدهنية. وفي غضون ذلك، تقول إن زيادة نشاطنا البدني يمكن أن يساعد في ذلك. وتشرح ذلك قائلة “هناك أدلة على أنه بمجرد أن يتعرض النسيج الدهني للمخاطر، على الرغم من فقدان الوزن، فإنه قد لا يتعافى تماماً”،. “نحن بحاجة إلى الاعتناء بالأنسجة الدهنية لمعرفة إذا ما كان عددها أكثر من اللازم عندما تجبر على استيعاب المزيد والمزيد من السعرات الحرارية”.
وكطبيبة، أنصح بممارسة رياضة المشي بعد وجبة الطعام، وهذه يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في صحتنا.
قد تأخذك هموم الحياة والتزاماتها وتلهيك عن الاهتمام بغذائك، ففي الصباح عليك حضور اجتماع طويل، وفي فترة الظهيرة يجب إنجاز عمل مهم قبل موعد إتمامه النهائي، وترغمك زحمة المشاغل على تناول وجبات خفيفة فقط خلال اليوم من وقت إلى آخر. لكن تناول وجبات خفيفة في أوقات عشوائية يتسبب في مشكلة للجسم. إجمالاً عدم تناول الطعام يؤدي إلى نقص سكر الدم في جسمك وتنتابك رغبة شديدة في تناول الغذاء، فتحاول تعويض ذلك من خلال الوجبات الخفيفة في أوقات عشوائية. وبذلك يكون الجسم مشغولاً بشكل دائم في هضم الوجبات الخفيفة – حتى لو كانت صحية وذات قيمة غذائية- ولا تتاح للجسم فرصة حرق الدهون الاحتياطية فيه. لذلك ينبغي على المرء تدريب نفسه على تناول الطعام في الصباح والظهيرة والمساء بشكل منتظم وفي أوقات محددة
كما أن تناول الأغذية الغنية بالألياف مفيد جداً، لأن الأطعمة المحتوية على الألياف، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة – كالأرز البني اللون والشوفان، تعتني بعملية الهضم وتشعرك بالخفة والنشاط وتكسبك شعوراً لطيفاً بالشبع. وهنا ينصح خبراء التغذية بضرورة تنويع التغذية، لأن الجسد يسأم ويملّ من تناول الأغذية ذاتها دائماً، حيث يعتاد على هذه الأطعمة، وبالتالي لا يحرق الدهون بالقدر الذي في وسعه القيام به بالفعل. لذلك يجب على المرء أن لا يأكل كل يوم نفس نوع السلطة، بل ينبغي أن ينوّع طعامه من يوم إلى آخر، وأيضاً تناول بعض الأطعمة المحتوية على الكربوهيدرات التي لا ينبغي تناولها بكثرة عادةً، وهناك من ينصح بأكل، بشكل استثنائي، الكثير من الطعام في يوم واحد منفرد. فهذا يكسر جمود الجسم ويدفعه باتجاه حرق المزيد من السعرات الحرارية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here