المرجع الخالصي: توزيع المناصب ما زال ضمن المحاصصة، والشعب سيواجه هذه المحنة وينقذ بلده بنفسه.

داعياً إلى ان تكون مناسبة الاربعين لتوحيد الأمة على طريق الخير وفهم الإسلام

دعا المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)، الجمعة، إلى ان تكون مناسبة اربعين الإمام الحسين (ع) مناسبة لتوحيد الجهود في ان تجتمع الأمة على طريق الخير وفهم الإسلام، وإحياء السنن واماتت البدع، فيما لفت الى ان توزيع المناصب ما زال ضمن الطريقة السابقة، وانه لم يحصل أي تغير في واقع الامة من تجاوز للطائفية وتجنب المحاصصة، لافتاً إلى عدم جواز تولية المناصب لكل من: بقايا الارهاب ورموز الفساد وخريجي الملاهي، مؤكداً ان الشعب العراقي سيواجه هذه المحنة وسيأخذ زمام المبادرة وينقذ البلد بنفسه.

وأشار المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)، خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة بتاريخ 16 صفر الخير 1440هـ الموافق لـ 26 تشرين الأول 2018م إلى تجمع المسلمون في هذه الأيام لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) بأنها فرصة أخرى تضاف إلى ما أمرت به الشريعة من لقاء المسلمين واجتماعهم على إحياء أمر الإسلام، والدفاع عن السنن وعلى الذكريات العظيمة.

وأضاف : كربلاء هي ذكرى بشّر بها رسول الله (ص)، وذكر فيها شهادة سبطه الحسين (ع) الذي سار إلى هذا الطريق من أجل إحياء حقائق الإسلام، ومنع الدخلاء والمندسين في هذه الأمة من تشويه صورة الاسلام، والأخذ بها بعيداً عن الاهداف التي أُرسلت الرسالة من أجلها.

وتابع قائلاً: نحن كأمة في هذا اليوم نحتاج إلى هذه الذكرى، فكم من تشويه يتم لهذا الدين من أناس يدعون انهم جزءٌ من هذه الأمة؟، والتشويه يكون باختلاق البدع التي تُبعد الامة عن فهم حقائق هذا الدين، وبصنع أحداث و ممارسات تجعل البشرية كلها مصدومة بهذه الممارسات، أو بجرائم و أحداث خطيرة يقوم بها بعض المتمكنين من رقاب الناس؛ مما يؤدي إلى تشويه صورة هذا الدين، كما حصل في الاغتيالات الأخيرة، أو تشريد العوائل، أو في اثارة الفتن التي حصلت في اماكن مختلفة في العالم الإسلامي.

ولفت إلى ان الانشغال بحادثة واحدة عن الأمور اخرى من التي تجري في العالم الإسلامي ينبغي ان لا تؤثر علينا وتنسينا أهم الأحداث، فقصف اليمن المستمر والحرب الإجرامية ينبغي ان تتوقف، والأزمات في بلاد الشام وفي ليبيا وفي اماكن اخرى من العالم الاسلامي يجب ان تنهى، ويجب ان تكون هذه هي القضية المهمة، مع أهمية حياة انسان والاعتداء عليه بطريقة بشعة كما جرى في الفترة الأخيرة.

ودعا إلى وجوب ان تكون الجهود موحدة في هذه المناسبات ومنها زيارة أربعين الإمام الحسين (ع)، وان تجتمع الأمة على طريق الخير وفهم الإسلام وإحياء السنن واماتت البدع، والعلم بأن التضحية في سبيل الله واجبة على كل انسان، كبر أو صغر في المجتمع، وقصة كربلاء تتجلى في هذا الأمر، وتدعونا إلى الثبات عليه للنهاية ان شاء الله، مبيّناً ان الإمام الحسين (ع) لما رأى ان الاسلام في خطر تقدم ليضحي بوجوده وكل اسرته واصحابه حتى يضع الأمة أمام المحجة البيضاء الواضحة.

وفي الجانب السياسي المحلي أكد سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) على أن مسألة توزيع المناصب الذي جرى ما زال هو بنفس الطريقة المعهودة السابقة، ولم يحصل أي تغيير في تعريف واقع الامة، أو الوفاء بالوعود التي قدمت للشعب العراقي من تجاوز للطائفية وتجنب المحاصصة، وها نحن نرى ان الوجوه قد عادت بنفس الطريقة التي أوقعت الشعب العراقي في أزماته الماضية.

وبيّن ان هكذا طريقة لن تتمكن من محاربة الفساد وانقاذ العباد والبلاد؛ لأن هذه الطريقة ستجعل كل طرف يتشبث بمواقفه وغنائمه التي اختطفها من هذا الشعب، وسيبقى الشعب يواجه هذه المحنة.

وأوضح : انه مهما كان رأينا بالعملية السياسية وافرازاتها -ومنها الانتخابات والحكومات المشكّلة-، فإن الواجب المحافظة على بقايا الحياء والأدب ولو ظاهراً، فحين تقدم الأسماء للمناصب، فلا يجوز ان يؤتى ببقايا الإرهاب ورموز الفساد وخريجي الملاهي وحانات الرذيلة في الخارج، ليفرضوا على رقاب شعبنا المظلوم، فاحتفظوا بما بقي من الحياء وإن كان قليلاً.

ولفت إلى ما نشره أهل البصرة تحت عنوان : “عائدون إليكم”؛ لأن الشعب العراقي إذ لم يجد أي تغيير في هذه المرحلة، فهو حتماً سيبادر لأخذ زمام المبادرة، وأداء دوره لإنقاذ نفسه، وانقاذ بلاده من هذه المحنة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here