أتمنى ان يصبح محمد بن سلمان ملكا

الخبر المصور الذي بثته القنوات الفضائية التركية لدبلوماسيين سعوديين يحرقون اوراقا في (برميل) بعد مقتل خاشقجي بيوم واحد، ذكرني بأمي يرحمها الله، عندما بدأت حملة المداهمات والاعتقالات في العام ١٩٧٨، واعتقل عدد كبير من شباب المنطقة ومن أصدقائي. عدت الى البيت ليلا وشاهدت النار المتصاعدة من تنور أمي من على سطح الدار تضيء الظلام.

كانت بيوتنا متراصة وكنت وانا يافع حريصا على سماع الدعاء الغريب لجارنا خزعل بين صلاة المغرب والعشاء:(اللهم سلط جلابك على اعدائي واعدائك). كان الدعاء ترجمة عراقية للدعاء:( اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا منهم سالمين).

نشاطي المركز على مواقع التواصل لتغطية اخبار جريمة مقتل خاشقجي. قوبل ببعض ردود الأفعال: منها اتصالات من أصدقاء، وبعض الرسائل والتعليقات. بعضهم استنكروا علي تطرقي لمقتل خاشقجي بهذه الكثافة، حتى ان أحدهم كتب :(خاشقجي عميل وانتهى دوره فقاموا بتصفيته) أجبته: عميل لمن وهل من صفاه وطني وليس عميلا او قومي عربي مثلا؟

لماذا يراد السكوت عن هذه الجريمة ولمصلحة من؟

الموقف المتوقع لكل إعلامي حر ادانته لعملية القتل الوحشية التي تعرض لها خاشقجي، مهما اختلفنا معه في مواقفه العدائية من العراقيين، حين كان مؤيدا للحصار الظالم على الشعب العراقي ومواقفه المتأخرة كانت بالضد من العراق وجيشه وحشده وقواه الوطنية.

نشاطي في النشر بشبكات التواصل الاجتماعي والتركيز على فضح القتلة وتضامني مع المغدور خاشقجي لا حبا بموسى بل كرها بفرعون كما قال المثل.

أتمنى ان يبقى محمد بن سلمان بمنصبه ويصبح ملك المملكة القادم، لان عدم خبرته ورعونته وطيشه هو من سيتسبب بنهاية حكم ال سعود، وهذه أمنية كل أهالي ضحاياهم بكل الأرض. خلعه وجلب اخر سيطيل حتما من عمر حكمهم الإجرامي.

هذه الجريمة ان لم تكن سببا بنهاية حكمهم فأكيد انها أضعفتهم وستلحقها تنازلات: ستتوقف حرب اليمن، وتكف يدهم عن سوريا والعراق ولبنان وباقي البلدان التي أدموا شعوبها.

جريمة خاشقجي وتبعاتها وارتداداتها على السعودية استجابة عملية لدعاء الشعب اليمني وكل ضحايا ال سعود وعوائلهم، وهو ترجمة واقعية لهيمنة ظالم البيت الأبيض على الظلام في السعودية.

(ولو أني بليت بهاشمي خؤولته بنو عبد المدان

لهان على ما ألقى ولكن تعالوا فانظروا بمن ابتلاني)

حسن الخفاجي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here