إسرائيل تقود مشروع توحيد الأمة العربيه!

ساهر عريبي

[email protected]

بعد ان فشل دعاة القومية العربية من زعماء وأحزاب ومفكرون في توحيد الأمة منذ سقوط الدولة العثمانية مطلع القرن الماضي, يبدو أن الأمة العربية في طريقها نحو التوحد مرة أخرى ولكن بيد قادة إسرائيل التي كان حلم القوميين العرب إزالتها من الوجود, معتبرين قضية فلسطين المحور الذي ستلتف حوله الأمة العربية.

لكن مشروع جبهة الصمود والتصدي ومشروع الوحدة بين مصر وسوريا والعراق الذي قاده الزعيم القومي الراحل جمال عبدالناصر فشلت في تشكيل نواة لوحدة الأمة , حتى انقلبت المعادلة اليوم وبعد عقود من فشل مشاريع الوحدة , لتتحول إسرائيل الى عامل موحد للعرب ليس وفقا للمنظور السابق , ولكن كوسيط مقبول ومحترم من قادة عدد من الدول العربية , فأصبحت محورا يتجمع حوله العرب ويتناسون فيه خلافاتهم.

لقد برز الدور الإسرائيلي جليا عبر الزيارة التي قام بها مؤخرا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى سلطنة عمان والتي تزامنت مع زياة لوزيرة الشباب الإسرائيلية الى دولة الإمارات العربية المتحدة على رأس وفد رياضي رفع العلم الإسرائيلي , فيما إغرورقت عينا الوزيرة بالدموع لدى سماعها للنشيد الوطني الإسرائيلي وهي تتصافح بحرارة مع الوزير الإماراتي.

وبموازاة ذلك كان وفد رياضي اسرائيلي آخر يجري زيارة الى الدوحة, فيما سبق ذلك زيارات لمسؤولون سعوديين الى اسرائيل وزيارة وفود بالمقابل الى البحرين . وإذا أضيف الى ذلك أن مصر والأردن والمغرب تحتفظ باوثق العلاقات مع اسرائيل , فإن نواة الوحدة العربية المقبلة قد ولدت ومن لا يدخل في هذه الوحدة الحلم فسيلقى الويل والثبور , لإنه وبكل بساطه سيوصف بالإنفصالي المعادي لوحدة الأمة العربية تحت رعاية اسرائيلية!

وتبدو احد اهم ثمار زيارة نتنياهو هو مشروع بناء خط للسكك الحديد يوفر منفذا لدول الخليج عبر الأردن نحو البحر الأبيض المتوسط, كا وان الثمرة الأخرى هي ان دول الخليج ستنسى خلافاتها الضيقة وستصعد جميعها في السفينة الإسرائيلية التي ستحملها نحو البحر الأبيض المتوسط .

وفي ظل هذه التطورات تبدو الشعوب العربية غير مكترثة بعد ان أغرقها الحكام إما في الملذات كما هو عليه في دول الخليج او في الجوع والفقر والمرض وكما هو عليه الحال في معظم الدول العربية. إنه زمن نتياهو رائد وحدة الأمة العربية الذي سيتبول على جميع من رفعوا شعار وحدة الأمة تحت يافطة رمي اسرائيل في البحر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here