الكلمة بداية الحياة والانسان

اول كلمة تكلم بها الانسان كانت ولادة اول انسان في هذا الوجود وولادة الانسان تعني ولادة الحياة ومن تلك الكلمة بدأت الحياة تتطور وترتقي وتستمر في هذا التطور والرقي الى ما لا نهاية فاي قدرة واي قوة التي جعلت من الانسان سيدا لهذا الوجود وكل شي في خدمته اي قوة التي تمكنت من القضاء على كل شرور الطبيعة واخطارها واضرارها بل حولت الكثير منها الى فوئد ومنافع في صالح الانسان وهذه الحالة مستمرة لا تتوقف
في اول كلمة اطلقها الانسان بدأ عقل الانسان يتحرك بدأ يفكر وهكذا كلما ازدادت الكلمات كلما ازداد العقل يحرك اكثر يفكر اكثر لهذا نرى الامام علي يستغرب من اهتمام الناس ببطونهم ولا يهتمون بعقولهم لان العقول تحتاج الى الغذاء الذي هو الكلمات كما ان البطون تحتاج الى الطعام لهذا قال اعقل الناس من شارك الاخرين عقولهم اي اطلع على افكارهم على قناعاتهم على وجهات نظرهم على كلماتهم
فالكلمة تعني قناعة الانسان تعني وجهة نظره تعني انسانيته لهذا بدون الكلمة لا انسان ولا انسانية ولا نور ولا حياة ولا حضارة ولا علم ولا قيم انسانية ولا اي شي في الحياة والدليل على ذلك لم نجد ذلك لدى كل الأحياء التي لا تتكلم التي لا تطلق الكلمة
فالكلمة مصدرها العقل التي تمثله وصورته الحقيقية صحيح ان الكلمة خلقها العقل لكنها الوسيلة الوحيدة لتطوره ورقيه ولولا الكلمة لما حدث اي تطور ورقي في الوجود
وصف الامام الحسين الكلمة وصفا دقيقا وسليما وليتنا نكون بمستوى هذا الوصف لنفهم قيمة الكلمة معنى الكلمة تاثير الكلمة ومدى قوتها
الكلمة الحرة المنطلقة من عقل حر لا يعرف الخوف ولا المجاملة قوة لا توازيها اي قوة اخرى
امر الطاغية يزيد بأخذ البيعة له من المسلمين وفي المقدمة الامام الحسين وتنفيذا لأوامر يزيد توجه والي يزيد على المدينة الى الحسين وطلب منه مبايعة يزيد وقال للحسين
نحن لا نطلب منك الا كلمة فالتقل بايعت واذهب بسلام لجموع الفقراء فالتقلها واذهب يبن رسول الله حقنا للدماء
فالتقلها ما أيسرها ان هي الا كلمة
فرد الامام الحسين كبرت كلمة وهل البيعة الا كلمة ما دين المرء سوى كلمة ما شرف الرجل سوى كلمة
ما شرف الله سوى كلمة اتعرف ما معنى الكلمة مفتاح الجنة في كلمة دخول النار على كلمة وقضاء الله هو كلمة الكلمة نور وبعض الكلمات قبور وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري الكلمة فرقان بين نبي وبغي بالكلمة تنكشف الغمة الكلمة نور ودليل تتبعه الامة عيسى ما كان سوى كلمة أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم الكلمة زلزلت الظالم الكلمة حصن الحرية ان الكلمة مسئولية ان الرجل هو كلمة شرف الله هو الكلمة
هكذا رفض الحسين ان يقول كلمة كاذبة مزيفة منافقة مهما كانت النتائج والتضحيات صارخا بوجه اعداء الحياة والانسان هيهات منا الذلة فوالله لم ار الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما فالحسين لم يملك اي قوة لا سيف ولا رمح يملك الكلمة فقط ورماها على وجه الظالم الطاغية لانه ادرك قوة الكلمة وقال الانسان الحرالذي يملك عقل حر لا يقاتل الا بالكلمة الحرة الصادقة
لهذا ادرك اعداء الحياة والانسان اعداء الكلمة الحرة منذ اقدم الازمنة فحاولوا منعها تزويرها شرائها باي طريقة من الطرق ومع ذلك فالكلمة الحرة الصادقة هي الاقوى
وهذه كلمة الحسين لا تزال مدوية تزداد قوة واتساع وسمو بمرور الزمن فتهاوت امامها كل كلمات الكذب والزيف والرياء
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here