نفحة إيمان وكفخة بلاوي ..أرضنا لم تعد تتكلم عربي ياسيد مكاوي !!

احمد الحاج
كنت في طريقي الى مقر عملي صباحا حيث الزحام والإختناقات المرورية على أشدها وفي ذهني عدة تساؤلات عادة ما تدور في رأسي داخل ” المغاسل والحمامات ” ﻷجيب عنها بالتتابع خلال الطريق المغلق بالحواجز والصبات ، الممتلئ بالحفر والطسات ، الغارق بالمياه والمطبات ، أو أثناء شرب النسكافي مع الدونات ، وإذا بثلاث مفاجآت تصلني دفعة واحدة جعلتني أؤجل البحث والتقصي التحليلي على طريقة ،التحري شارلوك هولمز، التي أبدعها الطبيب الإسكتلندي أرثر كونان دويل، وعلى خطى صحفيي التحقيقات اﻷستقصائية في القصص والروايات بشأن منح الثقة من عدمها الى بقية الكابينة الوزارية وعددها 8 وزراء فضلا عن إعادة تقييم الثقة بـالـ 14 وزيرا ممن أتهم بعضهم بالفساد وبعضهم بالتنصل من المساءلة والعدالة وبعضهم بدعم العمليات الارهابية على حد وصف خصومهم السياسيين ، لتنتهي القصة – بعد لتٍ وعجنٍ – بزف البشرى الى الشعب المظلوم وإطلاق العيارات النارية إبتهاجا بكوارث اﻷربع سنوات المقبلة على يد الفائزين وربما حتى الخاسرين منهم وغير المشاركين أساسا في الإنتخابات ، وتوتة توتة ،خلصت الحدوته ،ولو بيتكم قريب ،كان جبنالكم حمص وزبيب ! .
المفاجأت الثلاث وصلتني على حسابي عبر عدد من الإيميلات ، اﻷولى تتحدث عن إتخاذ (المحكمة اﻷوربية لحقوق اﻷنسان) قرارا يقضي بإعتبار الإساءة الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، لا تمت بصلة الى حرية التعبير عن الرأي على خلفية قضية مرفوعة في النمسا ضد إحدى القياديات بحزب ” الحرية اليميني ” لعقدها عدة ندوات مسيئة للنبي اﻷكرم عليه أفضل الصلوات ، المفاجأة الثانية تمثلت بـإعلان مغنية الراب الفرنسية “ديامس” وأسمها الحقيقي “ميلاني جورجيادس” والتي كانت قد إعتنقت الاسلام في جزر موريشيوس وإرتدت الحجاب وإعتزلت الغناء عام 2009 عن نيتها مغادرة فرنسا نهائيا للعيش مع زوجها في أرض الحرمين الشريفين ،وهي القائلة ( لم أجد الحل لوضعي ونفسيتي عند الأطباء، لكنني وجدته في الإسلام) …أما الثالثة فتمثلت وﻻشك بإعلان المطربة الايرلندية الشهيرة ، سينيد أوكونور، وبقرار مفاجئ إعتناقها الاسلام ،وتغيير إسمها إلى “شهداء دافيد” ( لماذا إختارت هذا الإسم تحديدا ويعني – شهداء داود – ويلفظ أيضا ديفيد و دايفيد ؟ ..الحقيقة لا أدري ، ربما لكي لايُصدَم جمهورها بإسلامها ، بمعنى إنها إعتنقت الاسلام وفي ذات الوقت غازلت الكاثوليك ممن إنقلبت عليهم كي لايمتعضوا منها وﻻيحنقوا عليها ) وظهرت وهي ترتدي الحجاب وتردد اﻷذان ، هذا النداء الرباني اﻷزلي الذي أذهل اﻷعداء قبل اﻷصدقاء على حد سواء والذي قال فيه الممثل الهوليوودي الشهير ، مورغان فريمان ، في لقاء متلفز ، ( اﻷذان الإسلامي هو أحد أجمل اﻷصوات وأكثرها إراحة للقلب في العالم ) ، وقال فيه النجم ليام نيسون ( اﻷذان الذي يبدأ في الخامسة فجرا كل يوم هو أروع صوت للإيقاظ من النوم .. شعوري عند سماع اﻷذان ﻷول مرة في اسطنبول كان آسرا وقد أحببته وشعرت بأن الاسلام ربما يكون هو الحل !) ،نجمة البوب سينيد أوكونور الحاصلة على جائزة “غرامي”والمرشحة لجائزة “غولدن غلوب ” ،والتي تصدرت قوائم أفضل الأغاني في التسعينات حين قدمت أغنية ”ناثينج كومبيرز تو يو“، عقبت على إسلامها وحجابها وأذانها قائلة (جميع الكتب المقدسة تقود إلى الإسلام الذي يجعل جميع تلك الكتب غير ضرورية..أفخر بإعتناقي الإسلام) 1000 مبارك وﻻيسعنا إلا أن ندعو لها ولنا بالثبات وحسن الخاتمة …وووووولكن !.
فرحنا بتغني فريمان ، ونيسون ، واوكونور باﻷذان الاسلامي يجب أن لاينسينا مشاركة وزيرة الثقافة والرياضة الاسرائيلية ميري ريغيف، التي شتمت الاذان عام 2015 ووصفته ” بنباح الكلاب ” وطالبت بهدم المسجد الاقصى وقتل العرب ، ببطولة (غراند سلام) الدولية للجودو في (ابو ظبي ) وتجوالها بمسجد زايد وهو خامس أكبر مسجد في العالم قبل أيام ، تلكم البطولة التي فاز فيها اللاعب الاسرائيلي بالميدالية الذهبية فعزف نشيد” الهاتيكفا” الاسرائيلي ﻷول مرة في الامارات العربية المتحدة أثناء حفل التتويج ومن ثم عزف ثانية في اليوم التالي بعد فوز لاعب الجودو الإسرائيلي الثاني ، بيتر فلتشيك ، بالميدالية الذهبية الثانية بالبطولة !

فرحنا بقرار ( المحكمة اﻷوربية لحقوق الإنسان ) بإعتبار الإساءة الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، لا تمت بصلة الى حرية التعبير عن الرأي ، يحب أن لاينسينا أبدا بأن سب الذات الإلهية في القانون العراقي تعد (جنحة ) بمعنى أنها غير عمدية ، وليست (جناية) بمعنى أنها عمدية ، والحكم فيها يتراوح بين 6 أشهر فما فوق على أن ﻻ يتجاوز 5 سنوات، وفقا ﻷحد قضاة العراق المخضرمين والذي أكد أنه وطيلة مدة خدمته في سلك القضاء لعقدين أو أكثر أصدر حكما واحدا فحسب لمنتسب في محكمة بداءة الفلوجة أثناء الإحتفالات بانتهاء الحرب الإيرانية- العراقية، كفر جهاراً وحكم عليه بالحبس لمدة 3 سنوات، أما عدد القضايا أمام المحاكم العراقية في سب الذات الالهية فقليلة جدا لأنها لاتقام إلا نادرا على خلفية جهل جمعي بأحكام القانون ولاسيما في الجهاز التنفيذي الذي يلاحق – ساب المسؤول – ولا يلاحق – ساب ألله عز وجل – إلى جانب أن المكلف بالملاحقة شخصيا اﻻ ما رحم الله قد إعتاد على الكفر اللفظي وبالتالي فأن هذا النوع من الكفر المعروف في العراق منذ عقود ﻻ يعنيه !!
والمطلوب اليوم هو قانون صارم جدا يلاحق هذه الظاهرة المتمثلة بسب الذات الالهية واﻷنبياء والرسل عليهم السلام وكذلك آل البيت اﻷبرار والصحبة اﻷخيار ، والرموز الدينية والتعرض لهم وﻵيات القرآن الكريم بالسخرية والإستهزاء لكبح جماحها إذ من غير المعقول أن يجرمها الاتحاد اﻷوربي – المسيحي – وﻻ نجرمها نحن – المسلمين – في بلادنا فيما نطارد ساب المسؤولين والسياسيين ونلاحقهم قضائيا في كل الميادين !
فرحنا برحلة ” مغنية الراب ” السابقة، الفرنسية ديامس، الى أرض الحرمين يجب أن لاينسينا تدنيس ” وزير النقل الاسرائيلي أرض سلطنة عمان للمشاركة بمؤتمر النقل الدولي هناك سبقه اليها النتن ياهو ، ويجب أن لايفوتنا تدنيس وزير الاتصالات الاسرائيلي ﻷرض دبي لحضور مؤتمر الاتصالات الدولي المقام هناك ، ويجب أن ﻻيغيب عن بالنا تدنيس فريق الجمباز الاسرائيلي للدوحة للمشاركة في بطولة العالم للجمباز التي أقيمت هناك ..وكلها رفعت العلم الاسرائيلي ، وعزفت نشيد هَتِكْڤاه ومن كلماته التي يرددها الرياضيون والاقتصاديون والسياسيون الصهاينة المشاركون أثناء عزفه ( وللأمام نحو الشرق،عين تنظر إلى صهيون) علاوة على ان حضور الفرق الاسرائيلية ووزرائها الى الدول العربية تعني ” رفع العلم الاسرائيلي ، عزف النشيد الاسرائيلي ، حمل الاعلام الاسرائيلية ، إرتداء القمصان التي تحمل النجمة السداسية ، تعني ان طيران شركة العال الصاعد النازل من والى اسرائيل ..فلسطين سابقا مرحب به جدا ، تعني تكريمات ومقابلات وحوارات ولقاءات وتصريحات وقبلات وصفقات ، كل هذه المصائب والبلاوي حدثت خلال أقل من 10 أيام فيما الشعب الفلسطيني يقتل ، المسجد اﻷقصى المبارك يستباح يوميا من قبل قطعان الصهاينة والحاخامات ، غزة المحاصرة تقصف على مدار الساعة، واﻷرض لم تعد تتكلم عربي ياسيد ..مكاوي !
ولكي ﻻنأكل الخازوق كما في كل مرة ، ولكي لانظهر للعالم بمظهر – العبيط – الذي يفرح بإسلام أوربي وﻻيحزن على إلحاد اﻵف مؤلفة من أبناء جلدتنا ، اﻷبله الذي يسعد بصلاة وصيام وحج أجنبي واحد وﻻيحزن على هجر الصلاة وترك الصيام والإمتناع عن الحج مع القدرة المادية والبدنية ومنع الزكاة مع إمتلاك نصابها من قبل الملايين في بلاد العرب والمسلمين والتكاسل عنها بل وإنكارها جحودا أحيانا كليا أو جزئيا ، المغفل الذي ينظر الى الجنس اﻷبيض – وتحديدا اﻷشقر – نظرة العبيد للاسياد ، السطحي الذي يفرح بقدوم فراشة غربية واحدة بعينين زرقاوين اليه وﻻيحزن على هروب مئات اﻷلوف من ذوي البشرة السمراء والعيون السوداء وتفلتهم منه وتنصلهم عنه وتمردهم عليه ، علينا أن نتزن ونوازن بين حجم الخسائر واﻷرباح مع الوقوف على اﻷسباب الكامنة وراءها لتقويم الخلل وعلاج العلل ، فالفرح الغامر ، كالحزن الهادر ، كلاهما يغيب العقول ويعمي اﻷبصار والبصائر !
عموما مبارك اسلامك أوكونور على أن ﻻ تفاجئيننا في أية لحظة كاﻷتحاد الاوربي وانت تهاجمين الإسلام والمسلمين وتحملين عليهما وربما تغنين ضدهما – تره المبلل ما يخاف من المطر- نسأل الله تعالى لها ولنا الثبات والتوبة والانابة ” والله يقبل توبة العبد مالم يغرغر ”
قال تعالى : ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” .
وقال جل في علاه في الحديث القدسي :” يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابها مغفرة».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”، وقال صلى الله عليه وسلم ايضا ( التائب من الذنب , كمن لا ذنب له ) .
وقال سلفنا الصالح التوبة يجمعها أربعة أشياء : الإستغفار باللسان ، والاقلاع باﻷبدان ، وإضمار ترك العود بالجنان ، ومهاجرة سيء الخلان ” ، فطوبى للتوابين والمستغفرين والعائدين الى الله تعالى في كل وقت وحين وباب التوبة مفتوح ﻻيغلق لكل طارق مادامه على قيد الحياة . اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here