أيها العراقي : إذا كنتَ غير قابل بوزير فاسد فخذ وزيرا إرهابيا بامتياز !!..

بقلم مهدي قاسم

كم أصبحت ضيقة و محدودة خيارات العراقيين ، من حيث إجبارهم الدائم على الاختيار بين سيئ وأسوأ ، المفروض عليهم فرضا من قبل ظروفهم السياسية القاهرة و المفروضة و التي تحرك خيوطها دول و حكومات جوار و بعاد ..

فضلا عن قهرية نظام المحاصصة التدميري المقيت :

ففي السابق كان أغلب العراقيين يشكون من كثرة وجود ساسة ومسؤولين فاسدين في مواقع متقدمة في دوائر الحكومة و مؤسسات الدولة ، و الذين اجتمعوا و اتفقوا على سرقة المال العام و إهمال إدارة البلاد وأوغلوا في تلكؤ و عدم اكتراث من ناحية تقديم الخدمات العامة ..

وبقية القصة معروفة للجميع ..

ولكن ما أن بدأ أمل بسيط ــ على ضآلته وغموضه ــ يدغدغ أمنية العراقيين باحتمال خلاص نسبي و محدود من كثرة ساسة ومسئولين فاسدين ، بعد تشكيل حكومة عادل عبد المهدي التوافقية والتنك ــ قراطية ، حتى تفاجئ الشارع العراقي بوجود وزراء ذات قيد وماض إرهابيين تبوءوا منصبا وزاريا مثل وزير الشباب أحمد رياض حسن الذي يُقال أنه كان يجند إرهابيين لصالح تنظيم القاعدة وله صورة في هيئة ” جهادي ” مدجج بسلاح وأحزمة متفجرات ، كما ” شغل ” رتبة أمر مفارز القتل و الترويع عندما كان يقطن في المنطقة اللطيفية ..

و الله أعلم ما كانت رتبه الجهادية الأخرى غير المعروفة حتى الآن ومدى دوره في إزهاق أرواح كثير من عراقيين مسالمين و عزل ، فضلا عن قتل عناصر في قوات الأمن و الجيش ..

و يبدو أن الأمر ليس مجرد قيل و قال أو من نتاج و فبركات فيسبوكية ، إنما فيها نسبة لا بأس بها من وقائع و حقائق ، إلى درجة تطلب الأمر التوجه الرسمي إلى جهات أمنية معنية للتأكد من صحة هذه الأخبار والمعلومات .

ولكن مهما كانت النتائج التي ستظهر سلبا أو إيجابا ، فأنه من غير معقول قطعا ، أن يكون المواطن العراقي مجبّرا بين أن يقبل بوزير فاسد و فاشل أو بين وزير إرهابي بامتياز ..

فيا لها من ديمقراطية متعهرة / ديمقراطية فرسان المحاصصة الطائفية و القومية و أمراء الإرهاب و الميليشيات المتصالحين فيما بينهم دائما و ابدا عندما يتعلق الأمربتوزيع المغانم و المناصب !!..

فحتى في لبنان الطائفية العريقة عوقب من كانت يده ملطخة بدماء الأبرياء مثل سمير جعجع ــ بالرغم من ظهره الكتائبي القوي ــ و الذي أمضى في السجن تسع سنوات عقابا على جرائمه الطائفية ليعود بعد ذلك إلى ممارسة السياسة من جديد ..

بينما عندنا في العراق يعود القتلة القاعديون و الدواعش ــ المزيج والخليط من البعثيين السفاحين ــ من خنادق و أنفاق وحواضن الإرهاب ليشغلوا حقائب وزارية مباشرة !!..

و مع أنه لا يوجد فارق كبير بين وزير فاسد وبين وزير إرهابي لأن أحدهما يمهّد الطريق للثاني ، ولكن يبقى الوزير الفاسد أهون الشرين : إذ أن الأموال المسروقة من قبل وزير فاسد و فاشل قد تعوّض ، بينما الأرواح المزهوقة من قبل وزير إرهابي فلا ..

علما بأنه يجب و ينبغي بالضرورة و في كل الأحوال التخلص من كليهما دفعة واحدة ، لكونهما يشكّلان خلية سرطانية قاتلة و مدمرة في جسد الدولة والمجتمع في آن .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here