السيسي الإنقلابي يكره العراق الديمقراطي

لا يزال العراق الديمقراطي التعدّدي يقضّ مضاجع الدكتاتوريات الحاكمة في الدول العربية، المعروفة بأنظمتها الاستبدادية والشمولية والعائلية.

وكلما خرج العراق من عنق الزجاجة الذي وضعه فيه العرب أنفسهم بدعمهم الإرهاب، وتصديرهم الانتحاريين، وتمويل الجماعات المسلحة، والأحزاب الذيلية، زاد حقدهم، وتصدّعت رؤوسهم من القلق الذي تسببه ديمقراطية العراق لهم على رغم بعض سلبياتها الناجمة عن المطبات التي وضعها الحاقدون والحاسدون.

ما يؤرق السيسي الذي اتي بانقلاب عسكري دموي، على ديمقراطية مصر، انه يرى العراق يتعافي، فضلا عن ان مواقفه الذيلية وتصريحاته يقبض ثمنها من تحالفه مع الدول التي أرسلت مئات الإرهابيين الى العراق منذ ٢٠٠٣.

وما يزيد من النباح الإقليمي على العراق، ويجعله اعلى نبرة، هي تلك النظرة الطائفية الى عراق يقوده الشيعة، فليس مقبولا، من الديمقراطية العراقية التي يشارك فيها جميع الطوائف والأقليات، ان تزدهر، وان تتقدم، وان يعود العراق قويا، معافى.

انها العقدة التي لن تتفكك الى الان، ولهذا تجد أولئك الذي تحالفوا لإسقاط صدام، وخافوا منه في وقتها، يتباكون عليه اليوم، بسبب ذلك الشعور الطائفي الذي يجعلهم يتناسون خلافاتهم الدموية معه وتامرهم عليه، ليس حبا فيه، بل انتقاما من الشعب الذي اسقطه، وحقدا على الديمقراطية الناشئة وسط اكوام أنظمة العوائل والدكتاتوريات.

هذه المشاعر، يسطرها عراقيون بكل عفوية، لانهم يتحسّسون الحقد الدفين على بلادهم، ويدركون جيدا ان السيسي وغيره، لا يتمنى رؤية عراق ديمقراطي، غير انقلابي.

الناشط ابو زهراء الحيدري يقول: السيسي يخاطب شابا عراقيا.. “العراق كان دولة قوية ولكنه تهدم ولن يعود”.. انه يقصد دولة القمع و”التيزاب” والكيماوي لصاحبها صدام الذي كان يقدّم للدول ومنها مصر الاموال الطائلة ويدخل للعراق ملايين المصريين للعمل.. الدولة القمعية التي يعتبرها السيسي قوية كانت تمارس قوتها فقط ضد شعبها الاعزل، اما امام الدول الاخرى فكانت ضعيفة ومهزومة اذ لم تصمد امام القوات الامريكية سوى ايام لتفر القيادة السياسية والعسكرية الى الحفر..

يتابع القول: هل مصر التي تعيش على المنح الخليجية والاسلحة الروسية القديمة دولة قوية ؟، اين قوتها وهي عاجزة عن تطهير سيناء من مجاميع ارهابية بينما العراق هزم داعش وكسر ظهر التنظيم.

يكتب احمد حسن أيضا: العراق الطواغيت يحن بعضهم الى بعض.. من حقك ان تمدح وتتباكى على المقبور صدام.. لأنه زج بشباب العراق الى محارق الحروب، فيما الملايين من المصريين ينعمون بخيرات العراق ويشغلون الوظائف ويقبضون رواتب وحوافز خيالية.. في حين كل ما كان يقبضه الشاب العراقي هو الموت في حروب عبثية..

يقول ثائر الغانمي: السيسي قال مرة “احنا مش زي العراق”.. سيناء مصرية او نموت كلنا.. بعد تصريحه هذا تحرر العراق واندحرت عصابات داعش، في حين لازالت مصر الى الان تعاني من الارهاب في سيناء..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here