المسئول مسئول عن تصرفات عناصر حمايته وافراد عائلته

نعم المسئول اي مسئول مسئول عن تصرفات وتجاوزات وافعال عناصر حمايته وافراد عائلته وكل المقربين منه والذين يتحدثون بأسمه مسئولية كاملة ويجب معاقبة المسئول اولا ومضاعفة العقوبة اعفائه من منصبه اعدامه ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة عن اي تصرف مشين بحق الآخرين واي خرق وتجاوز للقانون والنظام
لان هؤلاء الذين يتجاوزون على المواطنين على القانون لا يمكنهم ان يفعلوا ذلك لولا موافقة المسئول لولا استغلالهم قوة ونفوذ وسطوة المسئول فهؤلاء الجبناء المنحطين خلقيا يريدون ان يظهروا امام سيدهم المسئول بانهم في خدمته ورهن اشارته خاصة اذا كان المسئول فاسد ولص ويعتقدون بتصرفاتهم المشينة هذه اي من خلال اهانتهم للمواطنين الشرفاء والتقليل من شأنهم يسدون النقص الذي يعانونه ويغطون انحرافاتهم الاخلاقية يعيشونها
المشكلة التي نعاني منها هي نظرتنا للمسئول ليس على اساس انه خادم للشعب وانما هو سيد شيخ وعلينا الخضوع له والخضوع لكل من حوله وهذه من اعراف العشيرة وشيوخها والمشكلة الاخرى ان المسئول يرى في كرسي المسئولية وسيلة للتكبر على الناس واذلالهم واهانتهم وهذا ما رأيناه في تصرفات صدام ومن حوله وتصرفات القذافي ومن حوله وتصرفات الكثير من المسئولين في العالم قديما وحديثا وهذا مرض فتاك وقاتل ومدمر للشعوب وللمسئولين وما حدث ويحدث للشعوب العربية والكثير من الشعوب الاخرى التي ابتليت بهكذا مسئولين مرضى الا دليل على هذه الحالة المزرية التي نعيشها لهذا لا علاج لوضعنا المتعب المريض الا بازلة هذه الحالة وخلق حالة انسانية حضارية جديدة وهي ان المسئول ليس سيدا وانما خادما للشعب فالشعب هو السيد لهذا فان مهمته خدمة الشعب تحقيق احلامه والقضاء على آلامه فالشعب هو الذي اختاره لانجاز هذه المهمة فاذا عجز يقيله واذا قصر يعاقبه
المؤسف لا زالت تتحكم بنا القيم العشائرية واعرافها بل بدات تتفاقم حتى اصبحت هي السائدة وهي الغالبة فأصبح خرق القانون والتجاوز عليه امر طبيعي والاساءة الى المواطن الحر واهانته من قبل المسئول ومن حوله من الصفات التي يجب تنفيذها وفعلها وبشكل علني وبتحدي بل تعتبره نوع من الشجاعة والقوة في حين ترى في احترام القانون والمؤسسات القانونية وأحترام المواطن نوع من الضعف والسبب في ذلك هو غلبة الاعراف والقيم العشائرية البدوية والجهل والانحطاط الاخلاقي ولو دققنا في حقيقة كل الذين يتجاوزون على القانون وعلى الضعفاء من الناس وخاصة المسئولين لاتضح لنا انهم يعانون من انحطاط نفسي واخلاقي واجتماعي لا مثيل له
وهذا يتطلب من العراقيين الغاء هذه الاعراف والقيم المتخلفة العشائرية والتمسك بالقانون واحترامه واعتباره من اهم مقدسات الانسان ونقيس شرف الانسان شجاعته وعيه من خلال تمسكه بالقانون واحترامه له ومن لا يحترم القانون لا يملك شرف ولا شجاعة ولا خلق ولا يمكننا ان نعتبره انسان
الغريب ان الطبقة السياسية جميعا تخلت عن القانون وعن المؤسسات القانونية وعادت الى الاعراف والقيم العشائرية حتى اصبحت دوائر الدولة المؤسسات الوزارات ملك طابو لمن يديرها فحولها الى مضيف ديوان مقر خاص بعشيرة الوزير رئيس المؤسسة مدير الدائرة واصبحوا يحلون مشاكلهم وفق الاعراف العشائرية
فأصبحت المشاكل التي تحدث بين المسئولين تحل عشائريا مثلا اذا مسئول سرق وحاول المسئول الآخر مشاركته في السرقة لكنه يرفض من الطبيعي يحدث خلاف مشاجرة كلامية فلا تحل الا وفق اعراف العشيرة وشيوخها واذا المدير حاول ان يحاسب ويعاقب موظفا قصر في عمله يقوم الموظف بتهديده عشائريا وهكذا سادت الفوضى في العراق واصبح الحكم لمن يملك عشيرة قوية لهذا حدثت في العراق تغيرات عشائرية وتنقلات لم يحدث لها مثيل في التاريخ العراقي وهذا دليل على تخلف العراقيين وضعفهم واستسلامهم للتخلف ومن يدعوا اليه وهكذا بدأت حركة منطلقة من منطلق عشائري متخلف اي اخضاع الآخر وأذلاله وفرض الارادة عليه هذه هي الحركة السائدة والغالبة والويل لمن يخرج عليها
لا شك ان خطوة اعتقال عناصر حماية احد المسئولين الذين تجاوزوا على شرطي المرور والقانون خطوة مهمة تشكر عليها وزارة الداخلية الا انها غير كافية بل يجب اعتقال المسئول وتحميله مسئولية تصرفات وتجاوزات عناصر حمايته لان هذه العناصر تنظر الى المسئول كما كان ينظر السركال وحاشية الشيخ الى الشيخ ونظرة المسئول الى الناس كما هي نظرة الشيخ الى الناس نظرة ازدراء واحتقار لهذا فهم يده التي يبطش بها ويذل بها ويحتقر الناس بها
للاسف ان الامتيازات والمكاسب والقوة التي يتمتع بها المسئول في العراق هي نفسها التي يتمتع بها شيخ العشيرة وهذا هو السبب الذي ادى الى فشل بناء عراق ديمقراطي تعددي يحكمه القانون يحكمه الشعب بل ادى الى خلاف ما كنا نتمناه بناء عشائري بدوي تسوده النزاعات والصراعات العشائرية القبلية وتتحكم به فئة جاهلة متخلفة من شيوخ العشائر ومن حولهم
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here