الفيفا يتحدث عن “العقبة الأهم” أمام لاعب عراقي واجه “فاجعة”

بينما يستعد لاعب الوسط العراقي بشار رسن بنيان لخوض إياب المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا 2018 مع نادي بيرسيبوليس الإيراني أمام كاشيما آنتلرز الياباني يوم السبت المقبل، يأمل اللاعب ذو الحادية والعشرين من العمر بأن يتخطى عقبة أهم من العملاق الياباني.

ففي 11 من تشرين الأول الماضي، شارك بشار أساسياً مع منتخب العراق بمواجهة الأرجنتين في مباراة دولية ودية ولم يكن يعلم بأن والدته قد توفّيت في نفس اليوم، ليصل هذا الخبر الفاجعة إلى إدارة المنتخب العراقي التي طلب منها والد اللاعب عدم إبلاغه بالأمر.

وقد كان لهذا الخبر وقع الصاعقة بالنسبة للاعب الذي كان متعلقّاً بشدة بوالدته حيث اضطرّ لمغادرة معسكر المنتخب العراقي في السعودية من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على والدته قبل دفنها ليعود بعد عدة أيام حيث كان على موعد مع إقامة مباراة الإياب في نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2018 أمام السد القطري.

“هذا الموقف لا يُنسى بالنسبة لي،” كشف بشار لموقع FIFA.com قبل أن يضيف متأثراً حيث بالكاد استطاع إكمال كلماته “لقد كان أمراً صعباً بالنسبة لي أن أفقد والدتي بعمر صغير وبداية مستقبلي خصوصاً وأن علاقتي بوالدتي لم تكن عادية حيث كنا أكثر من أصدقاء. كل لاعبي المنتخب كانوا يعلمون بخبر وفاة والدتي ولكنهم لم يُخبروني من أجل أن أستطيع إكمال المباراة أمام الأرجنتين”.

وقال بشار “بعد مرور سبعة أيام مُجهدة أقمت فيها العزاء لوالدتي مع عائلتي، عدت إلى إيران حيث خضت تمرين أو اثنين مع الفريق قبل أن ألعب مباراة السد. لقد كانت الأمور صعبة بالنسبة لي بعد التأهل حيث امتزجت مشاعر الفرح بمشاعر الحزن خصوصاً وأن والدتي كانت اول شخصي يتصّل بي بعد كل مباراة.”

وأضاف ومشاعر الأسى تُخالجه “كانت هذه المباراة الأولى التي ألعبها بعد وفاتها وبمجرد انطلاق الصافرة النهائية تذكّرت بأنني لن أستطيع محادثتها. لقد كان شعوراً لا يوصف ولم يكن بإمكاني السيطرة على نفسي بعد المباراة.”

سيكون على بشار السيطرة على هذه المشاعر يوم السبت المقبل إذا ما أراد قيادة بيرسيبوليس لقلب تأخره في المواجهة مع كاشيما آنتلرز الياباني الذي سيدخل ملعب أزادي في العاصمة الإيرانية طهران بأفضلية فوزه بهدفين نظيفين في مباراة الذهاب.

وإلى جانب مشاعر الحزن لفقدان والدته، فإن التفاؤل يسيطر على هذا اللاعب الذي بدأ مسيرته الكروية مع نادي القوة الجوية عام 2010 حيث اعتبر أن بطل الدوري الإيراني 11 مرة بإمكانه قلب هذا التخلّف والتتويج على أرضه بلقب دوري أبطال آسيا للمرة الأولى بتاريخه.

وتابع بشار “ستكون مباراة تاريخية بالنسبة للنادي وبالنسبة لي شخصياً خصوصي بعد الفوز بلقب كأس الإتحاد الآسيوي (مع القوة الجوية في 2016). وصولنا إلى المباراة النهائية بحد ذاته هو إنجاز على الرغم من صعوبة المباراة حيث أن كاشيما آنتلرز فريق جيد ولكننا نجحنا في تخطي فرق أقوى مثل الدحيل والسد (افاز بيرسيبوليس 3-2 على الدحيل و2-1 على السد)”.

وأضاف “لم نقدّم مستوانا المطلوب في المباراة السابقة خصوصاً في الشوط الثاني ولكننا إذا قدّمنا مستوانا المعهود باستطاعنا التغلّب على كاشيما والفوز باللقب لندخل التاريخ ولنُشارك بكأس العالم للأندية الشهر المقبل”.

وبالفعل سيدخل بشار رسن تاريخ كرة القدم الآسيوية في حال فوزه مع بيرسيبوليس باللقب في عام لن يُنسى بكل تأكيد لدى اللاعب الموهوب.

وينحدر بشار من عائلة كروية حيث سبق لوالده رسن بنيان أن مثّل منتخب العراق ولعب كمدافع مع عدد من الأندية العراقية بينما لعب أشقاؤه الأربعة كرة القدم سواء مع الفئات العمرية أو في أندية عراقية مغمورة.

وتضامن لاعبو بيرسيبوليس مع زميلهم العراقي بعدما ارتدوا قمصاناً عليها صورته مع والدته الراحلة قبل انطلاق مباراة الفريق في كأس إيران بمواجهة نافاد أرومیه يوم 18 من تشرين الأول الماضي.

وفي حال مشاركته في كأس العالم للأندية FIFA، سيكون بشار ثالث عراقي بعد عبدالوهاب أبو الهيل وعماد محمد يُشارك في العرس العالمي للأندية وقد قال عن هذا الأمر “طموحنا جميعاً في النادي أن نُشارك في كأس العالم للأندية. أتمنى أن أدخل التاريخ وأن أكون ممثلاً للعراق في كأس العالم للأندية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here