“المدرب” المُهمَّشْ بلا حزب يدافع ولا سمسار نافع

هادي مطنش: رؤوس مظاهرات الإصلاح أرضَوهم واسكتوهم!!

 من تآمر ضدي فـي الدوحة خدع آسيا فـي مسقط

 الاتحاد يبارك التزوير سرياً.. وجوازات البصرة بالمرصاد

 بغداد/ إياد الصالحي

عزا المدرب هادي مطنش تهميش عدد من المدربين المعروفين لقيادة الأندية في دوري الكرة الممتاز الى ما وصفه بإتخاذ بعض الأندية “سلوكاً ملتوياً” في التمهيد بتعيين ملاكاتها التدريبية قبل بداية الموسم “عن طريق سماسرة لا همّ لهم سوى الانتفاع ويحظون بعلاقات خاصة مع بعض المدربين لغرض الاتفاق بين الطرفين وحسم النسب وما تنصّه مدة التعاقد للبدء بالمهمة ما أسهم ذلك في عزل عدد من المدربين ممن لا يجيدون فن العلاقات أو تسليم مصيرهم بيد أولئك السماسرة”.
وأضاف مطنش في حديث خصّ به (المدى) التي بحثتْ معه أسباب أنزوائه عن التدريب منذ عدة سنوات: أن واقع الأندية تغيّر كلياً ما بعد عام 2003 إذ أنها تختار نوعية خاصة من المدربين ممّن يرتضون أن يُسيّرون من قبل رئيس النادي، كما أن هناك بعض الأحزاب وجدت في الرياضة أطلالة مهمة الى الجماهير بدعمها بعض المدربين والدفاع عن مصالحهم أينما وجدت، أما أنا وغيري من المستقلّين فلا أحد يهتمّ بنا أو يتفقّدنا، والغريب أن بعض الأندية تفضّل مدربين كانوا مساعدين لي ولا تفاتحني شخصياً للعمل معها، أنا بطبعي مسالم ولا أنتمي لأي حزب، وربّيت عائلتي أن يتعاملوا مع الناس بعيداً عن الطائفية المقيتة التي تلعب دوراً في تسمية كروبات الملاكات التدريبية، ولهذا لن تتطوّر كرتنا طالما أن قواعد البناء تتم بهذه الطريقة وكل هيئة إدارية تختار مدربيها وفق مفهوم (هذا من ربعي وذاك لا) .

تسويق المدرب محلياً
وأوضح، أن واقع حال اللعبة أفرز لنا ظاهرة لا نخجل من المجاهرة بها، وهي أن المدرب العراقي يحتاج الى تسويقه في الدوري المحلي من قبل سماسرة منتفعين يرتّبون له الأمر، لأن الإدارة تنأى عن الإتفاق مع هادي مطنش أو غيره وتحوّل العملية الى السمسار تجنّباً للاحراج في مسألة حسم العقد وتفاصيل الحقوق، وهي حالة تسترعي التوقف عندها فأغلب إدارات الأندية تأخذ ميزانياتها من الحكومة ولديها لجان فنية خاصة للتعاقد وقائمة بأفضل المدربين، ويجب ألا تسمح لأي شخص من خارج النادي أن يتصرّف بشأن خاص يقع ضمن واجباتها.
وقال مطنش ليت موضوع غبن المدربين يتوقف على الأندية وشجونها، بل أن عدوى الغبن انتقل الى اتحاد كرة القدم، فأي مدرب مهما كانت امكانياته عالية إذا تحدّث بسلبية عن الاتحاد لن يجد له موطئ قدم في أحد المنتخبات، والدليل عندما هبّت رياح التغيير بخروج بعض رموز كرة القدم في تظاهرات غاضبة ضد سياسة الاتحاد وعدم استحقاقه قيادة اللعبة ماذا كانت النتيجة، وأين أصبحت رؤوس المظاهرات اليوم؟ تمّ تخصيص راتب شهري لأحدهم وآخر أكن له كل التقدير أنيطت به مهمة تقديم المحاضرات وثالث سمّوه ضمن لجنة المنتخبات. هكذا تمت مساومتهم كونهم مؤثرين أرضوهم واسكتوهم، حتى أن نجم الكرة السابق أحمد راضي وهو من أعز اصدقائي كان ضمن حملة التغيير وشارك في المظاهرة وهدّد باصطحاب خمسين مشجعاً لاقتحام مقر الاتحاد وإخراج أعضائه منه فأرضوه بمشروع 2022 ولم يعد راضي إلى الوراء ويستذكر حماسته، بل أصبح يتوجّس عندما يخص النقاش تقييم عمل الاتحاد!

النقد.. وحب الذات
ولفت الى أن مصلحة أي شخص أخذت تجبره على التحوّل من حال الى حال تأميناً على مورده المعيشي، وربما أنا اتفاعل مع هذا الواقع في يوم ما وأدافع عن الاتحاد في جزئية معينة من عمله وهي عدم عقلانية تعيينه جميع المدربين المحليين لقيادة منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي إذا ما استثنينا الوطني كونه بعهدة السلوفيني ستريشكو كاتانيتش أي سيبقى البعض يتحدث ضد الاتحاد طالما بقي من دون عمل ويرى مدربين ليسوا أفضل منه يقودون المنتخبات في الاستحقاقات القارية، وهذه تعكس طبيعة الفرد اجتماعياً، لو تجسّد نكران الذات في نفوس الجميع لكنّا أفضل شريحة في منظومة اللعبة.
واستدرك، للأسف لم يقتصر حب الذات على المدربين فهناك أكاديميو نُخب مثل الدكتور صباح رضا وهو استاذي وكنت أصغي له بانتباه حينما يقرّع بنقده الاتحاد الأسبق عبر التلفاز ويوجه له ملاحظات موضوعية في وقت لم يكن بحاجة الى العمل، لكن لم يعد الدكتور نفسه منذ أن أعطوه خمسة ملايين دينار شهرياً نظير عمله أمين سر الاتحاد، ظلّ يمارس الفرجة عن قرب ويغطي كثير من أخطاء الأخير، وإني استغرب كيف ارتضى العمل بأمرة اشخاص هو أكبر منهم علمياً وخبرة، وربّ سائل يقول: وماذا بإمكان موقعه أن يؤثر في صميم عمل آخرين في الاتحاد؟ الجواب بإمكانه أن يعترض ويصحّح، لكنه يخشى أن يخرجوه من منصبه إذا ما بقي يمارس الاحتجاج والسخط!

وهم الشهادة
وكشف مطنش، في الدول الأوروبية لا يسلموا منتخب الشباب مثلاً إلا لمن أمضى 12 عاماً في التدريب الأساسي، أما عندنا منذ أول سنة يحصل المدرب على الشهادة التدريبية يسلّم له الاتحاد مصير المنتخب، ويتناسى أن التدريب عبارة عن إلتقاء مجموعة علوم مهمة يتوجب توفّرها لإنجاح العمل منها فسلجية ونفسية وطبية وبدنية، وليس ورقة شهادة شكلية تمثل خلاصة امتحان محاضر يعطي مجموعة من المواد تدرسها وتحفظها وتمتحن بها، وربما تحتاج توصية خاصة لانجاحك! مَن يفكّر بأنه أصبح مدرباً متكاملاً لمجرّد حصوله على الشهادة فهو واهم.
واستعاد مطنش نظرة المدرب للمهمة في حقبة النظام السابق بقوله: كان الجميع يهرب من المهمة الوطنية، كنا نخاف من قبول قيادة أي منتخب لأن أي نتيجة سلبية تترتّب عليها عقوبة ومحاسبة لا محال، أما اليوم فالمهمة عبارة عن سفرة ترويحية حتى لو كانت المنافسة شديدة، أو خسر المدرب البطولة لا يهتم لانتقادات الجمهور والإعلام لأنها ستنتهي بعد خمسة أيام فقط، المهم لديه أنه خاض تجربة قارية ثبّتتْ في سيرته ويمكن أن تخدمه اذا ما بحث له سمسارعن عقد خارجي.

مؤامرة في قطر
واعترف مدرب المنتخب الأولمبي في بطولة غرب آسيا الثامنة التي جرت في قطر كانون الثاني2013 أنها البطولة الأكثر تأثيراً سلبياً في نفسي، حيث تدخّلتْ فيها أمور سياسية ودبلوماسية وأجتماعية، وعدّت محطة مفصلية في مشواري التدريبي، أيقنت ما بعد ختامها وعودتي الى بغداد أن هناك من يدّعي الوطنية رياءً، وقد أعدم عشر مراحل شبابية من أجل انتزاع لقب بغير حق، لدينا مدرب تعمّد التزوير بحذف اسم لاعب وإبداله باسم أخوه وتغيير اسم الأم وهكذا الأمر عنده عادي، الطامة الكبرى أنه وجد من يطبّل له برغم أن مواقفه تشهد على أنانيته، والدليل اتصل بي لاعب من أفضل لاعبي الأولمبي أدباً وسلوكاً وقال أن المدرب الفلاني يتصل باللاعبين حتى الفجر كي يسهروا ولا يتمكنوا من اللعب في اليوم التالي، هذا المدرب كان يدّعي أن اللاعبين أولاده وإذا بهم يستاؤون من تصرّفه ونواياه ويكشفوا لي مؤامرته ضدي بمحاولة إضعاف قواهم البدنية كي لا يؤدوا ما مطلوب منهم في مباراة اليوم الثاني.
وتابع، هل تعلم آسيا أننا فزنا على كوريا الجنوبية (1-0) يوم 23 كانون الثاني 2014 في بطولة كأس آسيا تحت 22 سنة في مسقط وكان أكبر لاعب في الفريق الكوري لا يتجاوز 22سنة ، بينما شارك منتخبنا بلاعبين معدل أعمارهم 26 و27 سنة ثم فزنا على السعودية بالنتيجة ذاتها في النهائي ورفعنا الكأس القارية بخدعة لا يمكن أن تنطلي علينا؟ كان تزويراً واضحاً فضحه الفارق الكبير في العضلات، والدليل أننا لا نتمكن من هزيمة فرق شرق آسيا وبعض في غرب آسيا فنياً وهذا ما ظهر جلياً في بطولتي الناشئين والشباب عام 2018 أنظروا أين وصل فريقي السعودية وكوريا الجنوبية وأين نحن؟!

معادلة المدرب والاتحاد
وحثّ مطنش في ختام حديثه المدربين على العمل مع الأعمار “الخام” لأنه يحقق نتائج واضحة، بينما العمل مع الأعمار المزوّرة عذاب ومسؤولية قانونية تَسوق المدرب الى السجن في بعض الدول لو ثبت عليه جُرمه، وصراحة أقول لا تتفاءلوا فمشكلة التزوير لم تنته، المدرب يريد بروز اسمه، والاتحاد يغض النظر عن التزوير كونه يبحث أيضاً عن منجزات يتباهى بها، وتصبح المعادلة كالتالي إن خسر المنتخب يكون المدرب ضحية بلا شك والاتحاد في منأى عن الحساب، وما أقصاء الزميل علي هادي عن مهمته إلا دليلاً دامغاً، أما يخرج علينا أحدهم ويدّعي أن الاتحاد لا علاقة له، كلا هناك مباركة سرية للتزوير، ولن يستمر المدرب بتحقيق منجزات وهمية لو أيقن بوجود عقوبات صارمة من الاتحاد الذي بقي يراقب على منوال (أغمّض عين .. وأفتح عين) مع أن الأمور تتجه للأخطر، وأحذّر هنا بعدما افتضحت الجوازات غير السليمة في محافظة بغداد أنتقل المزوّرون إلى جوازات محافظة البصرة لتحقيق مآربهم مثلما تصلني بعض المعلومات ولابد من تضافر الجهود ليكونوا بالمرصاد ويُقطع الطريق عليهم، ولا حل لذلك إلا بإجراءات صارمة تنتهي الى السجن وحرمان المزوّر سواء كان لاعباً أم مدرباً أم رئيس نادي أم عضو اتحاد من ممارسة العمل الرياضي مدى الحياة.

المدى

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here