مرة أخرى سيناريو داعش من جديد : و ضرورة المعالجة بالنار و الحديد

بقلم مهدي قاسم

كان من المفروض أن تجري عملية القضاء النهائي على عناصر داعش الإجرامية قضاء مبرما و ساحقا و شاملا ، ، دون ترك أية فلول أو علوج لا أحياء ولا أسرى ولا جرحى ..

بحيث لا تقوم لهم قيامة بعد ذلك أبدا ، لا قعودا ولا جلوسا ولا نهوضا و لا أسيرا ..

وهو نفس الدافع الذي جعلنا في مقالاتنا السابق أن نشبه عناصر داعش الإرهابية بأوبئة و طاعون و جراثيم معدية و خطيرة جدا ، يستحيل الخلاص منها إلا بالحديد المحمى احمرارا والنيران المطهِرة رمادا ..

و أنه يجب وفي كل الأحوال تهديم بيت أي عراقي يقدم عونا أو مساعدة أو مضافات و حواضن لدواعش القتل و الإرهاب ، فضلا عن عقوبة إعدام في كل الأحوال ..

و ذلك بسبب يقيننا من أنه مجرد وجود عشرة من عناصر داعش كأهداف انتحارية يمكن أن تسبب في مقتل و جرح مئات من العراقيين الأبرياء و المسالمين في الأسواق و الشوارع و الأحياء المكتظة ..

و زدنا على ذلك و قلنا أنه ما من الداعشي المسالم و ليس إلا ذلك الذي يرقد في قبره خامدا ساكنا كجثة هامدة ..

طالبنا بذلك بعد الإعلان المستعجل بالقضاء على عناصر داعش ، بينما نحن كنا و لا زلنا نعلم أن الأمر ليس كذلك قطعا ، لقناعتنا بأن ثمة عددا كبيرا من عناصر داعش لا زالت تتواجد في العراق وغالبيتهم من داعش محليين الذين كل ما فعلوه هو حلق ذقونهم وشعورهم المقملة و رمي الدشداشة الطالبانية الرثة و ارتداء زي عربي أو أوروبي ولكن دون أن يغيروا قناعتهم التكفيرية و أهدافهم الداعشية أو الجهادية البربرية ..

ولم يكن ما قلنا عبثا أو تحاملا مبالغا على الدواعش ، فها هي الأخبار و المعلومات تفيد بقيام عناصر داعش بتنفيذ أكثر من 240 هجوما إرهابيا في مناطق مختلفة من كركوك و ديالى و صلاح الدين وغيرها في غضون شهرين فقط !، بالإضافة إلى ملاحظة تواجد حشودهم الكبيرة والمتحركة هنا و هناك في مدن وبلدات عراقية عديدة ..

و ثمة من يدق نواقيس التحذير من مغبة تكرار تجربة سقوط الموصل أو غيرها على أيدي إرهابيي داعش مرة أخرى ..

ولكن لا سميع ولا مجيب ، باستثناء تحريك بعض قطاعات الجيش بين حين و آخر لمطاردة بعض الفلول الداعشية التي تهرب أو تختفي قبل وصول هذه القطاعات إليها !! ..

لذا فسوف لن نستغرب إذا سمعنا بسقوط محافظة عراقية بين أيدي عناصر داعش من جديد ..

بينما قدم الشعب العراقي تضحيات هائلة من قتلى و جرحى ومادية ومعاناة رهيبة وسلسلة خرائب و دمار و أنقاض من أجل الخلاص من إرهاب الدواعش ..

فمثلما سابقا و الآن أيضا تبدو الأحزاب والتكتلات السياسية المتنفذة والملتهية و الساهية في هوس و غمرة تقسيم المناصب والمغانم على ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة حيث يتشاطرون لكي يحصل كل واحد منهم على كعكة أكبر و أضخم ..

إذ أن هذا التقسيم للمغانم هو كل غمهم و همهم الوحيدين!!..

فبأس وطن يحكمه أناس بائسون و خراتيت تعيسون .

هامش ذات صلة :

*( داعش يشن 240 هجوما خلال ثلاثة اشهر في العراق

شن تنظيم “داعش” خلال الاشهر الثلاث الماضية 240 هجوما في مختلف المناطق في محافظتي كركوك ونينوى.

فعلى الرغم من ان ادارة الرئيس الامريكي والحكومة العراقية النصر في الحرب ضد “داعش”، الا ان مصدرا في مجلس امن اقليم كوردستان افاد لموقع بزفيد الامريكي ان هجمات التنظيم في الاشهر الماضية قد ازدادت وتيرتها بشكل ملحوظ.

ووفقا للمعطيات التي نشرها الموقع الامريكي فان “داعش” شن خلال شهر اب الماضي 70 هجوما وفي شهر ايلول 80 هجوما وفي تشرين الاول الماضي 90 هجوما.

وبشكل عام شن عناصر التنظيم خلال الشهر الثلث الماضية 240 هجوما في مناطق كركوك والموصل والحويجة ومخمور.

وحذر المراقبون العسكريون الامريكيون من خلال تصريحاتهم عبر الموقع المشار اليه ان الموصل تعيش اليوم الاوضاع التي سبق وان استطاع “داعش” السيطره عليها ، مؤكدين ان الاوضاع تسير فيها نحو السوء مرة اخرى ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) .

** ( قيادي في داعش: نحاول إعادة تنشيط خلايا نائمة في المناطق المحرَّرة

اختار التنظيم آمراً لإحدى الكتائب المهمة في ولاية الفلوجة لبروزه في فترة قصيرة ودوره الفعال في منع القوات العسكرية من التقدم صوب المدينة حينها. “أبو نجم” مثلما يكنيّه تنظيم داعش، يكشف أسراراً كثيرة عن ولاية الفلوجة وعن دور قيادات التنظيم في ساحات الاعتصام وعن الأسباب التي دفعت التنظيم للتحرك باتجاه القائم عبر رتل مكون مما يقارب 2000 عجلة الذي تم قصفه من قبل طيران الجيش.

وأدلى أمام القضاء العراقي المتهم كامل طلال العيساوي البالغ من العمر 32 عاماً باعترافاته أمام قاضي التحقيق المختص بنظر قضايا الهيئة التحقيقية في قيادة عمليات بغداد، بحسب تقرير نشر في جريدة مجلس القضاء الأعلى.

ويقول العيساوي: “كنت أعمل فلاحاً قبل أن ألتحق بصفوف التنظيم عن طريق شخصين كانا ينتميان لجيش المجاهدين قبل أن يبايعا تنظيم داعش تعرفت إليهما في السجن عندما اعتقلت بتهمة الانتماء للتنظيمات الإرهابية قبل ظهور داعش”، مؤكداً أن “الشخصين قد أخذا تعهداً مني بالانتماء لهما ومقاتلة القوات العراقية بعد خروجي من السجن”.

ويضيف العيساوي “بعد خروجي من السجن كانت التظاهرات المناهضة للحكومة ــ ما يعرف بساحات الاعتصام ــ قائمة وقد بدأت في الفلوجة والانبار وكان أغلب قيادات التنظيم مشاركين بتلك الاعتصامات وكان لهم دور كبير في حث الشباب على المشاركة فيها لغرض إسقاط الحكومة وقد شاركت فيها بشكل فاعل”.

يتابع “أثناء ذلك أعلن ابو بكر البغدادي تشكيل تنظيم داعش الذي كان قد سيطر على عدد كبير من المناطق في سوريا وليبيا والصومال وأفغانستان، ونتيجة لاختلال الوضع الأمني بسبب الاعتصامات تمت السيطرة على الفلوجة وقضاء الكرمة من قبل التنظيم والسيطرة على أغلب المقرات الحكومية والاستيلاء على الأسلحة والاعتدة الموجودة في الثكنات العسكرية التابعة للجيش العراقي”.

ويوضح اأبو نجم “زارني الى داري الشخصان اللذان التقيت بهما في السجن وكانا قد بايعا تنظيم داعش وكان أحدهما يشغل منصباً إدارياً لكتيبة التوحيد في ولاية الفلوجة والآخر أميراً لقاطع الكرمة وأخذا يحدثاني بضرورة الانتماء للتنظيم وبالفعل انتميت وقد رددت البيعة أمام شرعي ولاية الكرمة الذي يدعى أبو محمد القاضي”.

ويتحدث الإرهابي عن ولاية الفلوجة عن كيفية إدارتها حيث أشار إلى أن “ولاية الفلوجة تتكون من قواطع عدة وهي قاطع الكرمة وقاطع الرشاد وقاطع اللهيب وقاطع الصبيحات وقاطع العبادي وقاطع السجر وقاطع الداخل، وكانت تدار من قبل والي الولاية المكنى أبو عمر الخليفاوي وعسكري الولاية المكنّى أبو طيبة وأمني الولاية أبو حسن والشرعي العام للولاية أبو خطاب وإداري الولاية أبو يقين”.

ويتابع “تم تكليفي من قبل والي الفلوجة للعمل ضمن المفارز العسكرية لكتيبة التوحيد التي وزعت بشكل نقاط عسكرية تمتد على طول ساتر المواجهة مع القوات العسكرية العراقية وكانت مهمتها صد هجوم هذه القوات ومنع تقدمها”.

ويشير العيساوي إلى أن “التنظيم سيطر على كل الدوائر والمؤسسات بل صادر عقارات تابعة لمنتسبين في الأجهزة الأمنية وأعلنوا بيانات مفادها الطلب من المنتسبين الذين كانوا في الأجهزة الأمنية من أبناء مناطق الفلوجة والقرى المحيطة بها بالتوجه للمساجد وتقديم التوبة وتسليم أسلحتهم .وبدأت المساجد بحث الناس للانخراط في صفوف التنظيم”.

ويؤكد أن “التنظيم أخذ بالتوسع والسيطرة على المناطق المجاورة للفلوجة وصولاً الى مناطق محاذية للعاصمة وكانت القوات العراقية تحاول التقدم إلا اننا نقوم بمواجهتها ومنع هذا التقدم”.

بعد الدور الذي قدمه المتهم كامل طلال في التصدي للتقدم من قبل القوات العسكرية وبروزه خلال فترة قصيرة، عيِّن بمنصب آمر كتيبة التوحيد في ولاية الفلوجة.

ويوضح أن “كتيبة التوحيد تضم نقاطاً عدة موزعة على طول خط الصد مع القوات العسكرية مهامها التصدي لأي تقدم ومنعه .وكانت الكتيبة تضم من 70 ـ 80 مقاتلاً يعملون تحت إمرتي وكانت لدي مفارز تعيق تقدم القوات وهي عبارة عن عجلات تحمل أسلحة أحادية ومفارز إسناد مدفعي ومفارز للهاون”.

يذكر انه “بعد اشتداد المعارك استدعى التنظيم مقاتليه من ولاية الجنوب وولاية شمال بغداد إلا أن القوات العسكرية أخذت بالتقدم وقد تمت محاصرتنا داخل الفلوجة وتعرضنا للقصف من قبل الطائرات وأدى ذلك لخسائر كبيرة وصدرت أوامر بالانسحاب الى القائم”. ويستكمل “تم تجهيز رتل مكون من 2000 الى 2500 عجلة محملة بالأسلحة والاعتدة والطعام للتوجه للقائم”.

ويكشف العيساوي ان “الرتل كان بقيادة والي ولاية الفلوجة وكنت أنا داخل إحدى العجلات في وسط الرتل وبالفعل تحركنا الساعة الثامنة مساءً باتجاه القائم إلا أننا توقفنا في منطقة الرزازة لصعوبة اجتياز الطريق كونه طريقا مائيا زلقا لحين تجهيز طريق بديل”.

ويستدرك “لكننا فوجئنا بتعرضنا للقصف من قبل الطائرات العراقية التابعة لطيران الجيش حيث تم قصف منتصف الرتل ومن ثم المقدمة وأخذ القصف بالاستمرار لغاية صباح اليوم الثاني قتل على إثره ما يقارب الـ800 شخص وأنا تعرضت للإصابة في منطقة الرأس واليد اليسرى واستطعنا الهرب أنا ومن نجا من هذا الرتل باتجاه القائم ومكثت هناك حتى تعافيت ومن ثم انتقلت الى البو كمال السورية”.

ويقول الإرهابي “بعد انتهاء عمليات التحرير وسيطرة القوات العسكرية العراقية على كل المناطق والمدن التي كان يسيطر عليها التنظيم عيّن والياً جديداً للفلوجة خلال تواجدنا في سوريا”.

ويكشف “تلقينا أوامر من قبل الوالي الجديد مطلع العام 2018 تقضي بالعودة الى العراق وتحديداً إلى الكرمة لتكوين مضافات خارج المدن وتشكيل مفارز عسكرية لتنفيذ عمليات ضد أهداف تم اختيارها وهي مواقع عسكرية ومنتسبين للأجهزة الأمنية”.

ويؤكد “استطعنا العودة وتشكيل مفرزة عسكرية وقد اتصلت بشقيقي الذي كان منتمياً للتنظيم لكنه لم يغادر العراق ،لأن أحدا لا يعلم بمسألة انتمائه وطلبت منه جلب أسلحة ومعدات لنا التي كنا قد خبأناها قبل مغادرتنا العراق وهي عبارة أجهزة كاتمة ومتفجرات وأسلحة متوسطة وناظور وكاميرات للتصوير”.

ويبين ان “القوات الامنية استطاعت اكتشاف أمرنا وقد حاولنا تهريبها إلى شمال العراق من ثم الى تركيا لكنّ المحاولة باءت بالفشل لعدم المقدرة على الدخول الى تركيا ومن ثم عدت الى الانبار وقد تم القبض عليّ”ـــ نقلا عن صوت العراق )..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here