“المسكوف” يغادر الموائد العراقية ومنع كوردستاني خوفاً من العدوى

ابتعد “المسكوف” وهو الوجبة الشعبية الشهية التي تطهى من السمك المشوي، عن موائد طعام العراقيين منذ الأسبوع الماضي، بسبب نفوق أطنان الأسماك بشكل مفاجئ، الأمر الذي أثار مخاوف المزارعين وأصحاب المطاعم وكل العراقيين الذين اعتادوا على تناول وجبة المسكوف في نهاية الأسبوع.

وكانت كوادر وزارة الزراعة العراقية ودائرة بيئة محافظة بابل، بدأت بانتشال الأسماك النافقة في الأنهر وبحيرات المحافظة، منذ الجمعة الماضية، لمنع انتشار ما وصفته “بالتعفن البكتيري”.

وفي هذا السياق، قال مدير زراعة محافظة بابل إن نسبة رفع الأسماك النافقة من نهر الفرات المار بالمحافظة، بلغت أكثر من 95%، مبيناً أن الكميات المرفوعة تم طمرها، ولم يتبق سوى 5% من كمية الأسماك ضمن قاطع قضاء المسيب.

وأضاف أن الكوادر المشاركة بعملية إزالة الأسماك عملت خلال الأيام السابقة بمعدل 24 ساعة وتحت ظروف جوية قاسية، لافتاً إلى أن الكميات المرفوعة من تلك الأسماك وصلت إلى آلاف الأطنان.

من جانبه، عزا المتحدث باسم وزارة الزراعة العراقية حميد النايف، سبب نفوق الأسماك في محافظة بابل إلى مرض التعفن البكتيري، إضافة إلى قلة الواردات المائية ووجود أقفاص غير مرخصة.

وأضاف النايف أنه لا توجد أي رقابة صحية على الأقفاص الموجودة حالياً، مبيناً أن أغلب أحواض تربية الأسماك هي غير مجازة، لذا لا يقدم أصحابها على فحص الأعلاف قبل وضعها في الأحواض، لافتاً إلى أن الأعلاف تستورد عن طريق مصادر غير رسمية وهذه مشكلة حقيقية نواجهها.

كوردستان تمنع دخول السمك

ولمنع عدوى أمراض السمك، قررت حكومة إقليم كوردستان منع استيراد السمك من المحافظات الجنوبية والوسطى من العراق في خطوة تهدف إلى منع انتقال العدوى إلى الإقليم، وكانت المحافظات الوسطى والجنوبية العراقية قد منعت تجارة السمك فيما بينها.

وشهدت محافظة بابل الأسبوع الماضي، نفوق آلاف الأسماك في الأحواض، وفي نهر الفرات بشكل واسع ومفاجئ، ما أثار ذعر أصحاب تلك الأحواض التي تسببت بخسارة قدرت بحسب المختصين بنحو ملياري دينار عراقي أي بما يعادل مليوني دولار.

يذكر أن العراق كان أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري عن اكتفائه الذاتي من الأسماك.

فعل فاعل

وفي تعليق حول حادثة نفوق السمك، قال عضو مجلس النواب فائق الشيخ علي، في إشارة إلى بيان وزارة الزراعة إن نفوق الأسماك تم بفعل فاعل وليس مرضاً من الثمانينات.

وأضاف الشيخ علي أن القضاء على الثروة السمكية العراقية النهرية، ابتداءً من سدة الهندية وكارثة نفوق الأسماك ليس مرضاً “ثمانيني” كما تبرر وزارات حكومية، مشيراً إلى أن ذلك يتم بفعل فاعل بهدف التدمير.

وبين أن استخدام المواد الكيمياوية هو تجويع تقوم به دول تريد إذلالنا.

ويشار إلى أن سعر السمك في الأسواق العراقية تراجع بشكل ملحوظ، فبعد أن كان يبلغ الكيلوغرام منه حوالي 5000 دينار أي ما يعادل 4 دولارات، أصبح 1000 دينار أي بما يعادل نحو 80 سنت أميركي، لامتناع العوائل العراقية عن شرائه خوفاً من الأمراض التي قد يسببها تناوله، الأمر الذي أضر كثيراً بأصحاب مهنة تجارة السمك.

ويقول هيثم المسعودي صاحب أحواض لتربية الأسماك في قضاء المسيب في محافظة بابل، وهو يجمع أسماكاً نافقة من أحد أحواضه، إن البعض يتحدث عن مرض فيروسي، فيما يتحدث آخرون عن مادة سامة، مبيناً أن ما حصل من المستحيل أن يكون بسبب مرض، ومن المؤكد أن هناك أيادي مخربة وراء هذه العملية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here