العراق بحاجة إلى قيادات ميدانية

سالم سمسم مهدي

في ظرف العراق الحالي تبرز الحاجة الى قيادات ميدانية تمارس عملها بهمة في السلطات الثلاثة صاحبة القرار والتنفيذ والحسم في حل المنازعات لأن عدم وجود مثل هذه القيادات يبقى العمل بطيئا مشلولا تتحكم به الظروف الشاذة التي سببت كل هذا الفشل الذي تعيشه الادارة العراقية …

القيادة الميدانية هي أنك تتخلى عن برجك العاجي وتتوجه إلى وزاراتك إذا كنت أعلى من وزير وتسبر أغوار وزارتك أن انت بهذا المستوى وهذا لن يحصل من دون الابتعاد عن أجواء الأبهة وموقع إصدار الأوامر والإطلاع على ما يجري خلف الأبواب المغلفة في الوزارة …

وعلى الوزير أن لا ينسى أن وزارته مسئولة عن نشاطات واسعة في مختلف المدن تخص الدولة والمجتمع وعلى مساحة البلد ككل وقبلها تعدد مفاصلها ومؤسساتها في العاصمة وهذه تحتاج إلى ان تكون للوزير فكرة عن كيفية عملها وإدارتها من قبل رؤسائها الذين تم اختيارهم لهذه المواقع …

أن الاحتكاك المباشر بصغار الموظفين يختزل الكثير من الروتين ويرسم صورة اقرب للواقع عما يجري في الوزارة مثلما هي امتحان لعمل المدير المباشر أن كان على إطلاع بعمل من هم تحت أمرته من عدمه …

لقد كان الغالب على الأداء الوظيفي العمل من خلف جدران كونكريتية والذي ما زال الكثير متمسك به ويقف بقوة ضد إسقاط هذه الجدران السميكة التي كل ما فيها يعبر عن الخوف ويزرع الإحباط في نفوس أغلبية الموظفين فيجعلهم أسرى الهواجس …

ليس بعيداً عن الخيال أن بعض الوزراء يدخل وزارته ويخرج منها من دون أن يقوم بزيارة ميدانية واحدة لدوائر وزارته ولكننا نراه دائم التردد على طريق المطار ؟؟ …

أن الزيارات الميدانية تساعد في معرفة أدارة الموظفين لواجباتهم اتجاه المواطن واتجاه الوزارة والذين غالبا ما يكون أداءهم ضعيفا اذا ما عرفوا انهم بعيدين عن المراقبة وهذا يشمل كل من هو دون الوزير درجة …

أن واحدة من أسباب قهر داعش على يد أبناء قواتنا المسلحة الباسلة والحشد الشعبي الشجاع هو ان أغلب القادة كانوا في قلب الحدث وفي الصفوف الامامية يراقبون كل صغيرة وكبيرة وإذا ما كان هناك خلل او تراخي فانه ينعكس على الفور على القطعة العسكرية التي اصابها الخلل فتدفع الثمن غاليا …

أرى أن تتضمن محاضر اجتماعات مجلس الوزراء فقرة يثبتها السيد عادل عبد المهدي وتبدأ بها مناقشات المجلس بتقديم كل وزير فكرة عن تشكيلات وزارته وتقرير يتضمن زيارته لأحدى هذه التشكيلات كل أسبوع سواء كان ذلك داخل العاصمة أو خارجها كي يطلع على هموم المواطنين في عموم البلد وما تقدمه لهم وزارته .

أن الظهور المكثف للخلل الذي أتسمت به المراحل السابقة وتراكم السلبيات التي لم تجد من يعالجها من خلال الزيارات الميدانية وتركها على ذمة المدراء الذين غالبيتهم لا يملكون فكرة عن طبيعة العمل الصحيح وما هي الأهداف التي يجب الوصول اليها من قبل دوائرهم لأنهم جاءوا حسب قاعدة جريمة المحاصصة الحزبية المقيتة وهذا هو السبب المباشر للنقمة الشعبية المتصاعدة .

سالم سمسم مهدي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here