نبينا يوحدنا و الطائفية تقتلنا المحقق الصرخي عاملاً .

نبينا أرسله الله تعالى رحمةً للعالمين، و نقطة بداية الأمل المنشود، فمنذ أن شع نوره البهي على ربوع المعمورة وهو يُضيئها رحمة، و إنسانية لا حدود لها، فرحمته شملت كل إنسان، ولم تفرق بين اسود، و أبيض، ولا عربي، و لا أعجمي إلا بما فرضته السماء من معيار إنساني بحت، فكثيرة هي المواقف التي حملت عنوان الرحمة المحمدية، فمع الغرباء هو رحيم كريم، وهذا ما كان مدعاة لنزول الآيات القرآنية بحق هذه النعمة المباركة تبشره ( صلى الله عليه و آله و سلم ) بجنان الخُلد، و كل ما لم تراه العيون، فكانت تلك الجوهرة النفيسة مقدمة مهمة، و ضرورة في محاربة الطائفية، و حقن الدماء، و نبذ كل ما من شأنه أن يؤجج العنف الطائفي بين المسلمين، فتنتهك الأرواح و تزهق النفوس و تُراق الدماء و تُسحق الأعراض و تُدنس المقدسات ومن أجل ماذا ؟ من أجل مشاريع الطائفية، و تغلغلها في الجسد العربي الإسلامي، فتقع الأمة في حالة من التشرذم، و التفكك، و الانحدار في الهاوية التي لا يُحمد عقباها، وهذا خلاف ما جاء به نبينا محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) الذي دأب طِوال سني عمره الشريف يُعلم البشرية كيف الأخوة الحقيقية، و بسط قيم التسامح الإنساني، و التعايش السلمي، و قدم كل مقدمات بناء المجتمع الناضج، وفي جميع نواحي الحياة، و أعطى صورة شخصية الإنسان المتكامل في الأخلاق، و حسن التعامل مع الآخرين، فنبينا حقيقة هدية السماء للبشرية جمعاء التي لا يمكن أن تقابل بثمن مهما كانت قيمته المادية، في حين أن أصحاب العقائد الفاسدة، و الأفكار الضحلة، و المنهج العقيم يتخذون من الطائفية، و العنف الطائفي أداةً مهمة في تنفيذ أجنداتهم، و إغراق الأرض بسيل عارم من الدماء إراضاً لأسيادهم من يهود الإنسانية، و حكام الفساد، و الإفساد أعداء الإسلام، و النبي العربي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) وهذا ما جعلهم يضعون الخطط التي تمكنهم من تحقيق أهدافهم التي تسعى لاستعباد الخلق، و بأي شكل من الأشكال، لكن تبقى إرادة السماء فوق كل إرادة، و يبقى الإسلام، ولاداً للرجال حملة الفكر، و العلم الذي يتهاوى أمامه كل فكر سقيم، و علم عقيم، فإن البشرية ستبقى بخير، و أمان طالما هي تسير وفق ما جاءت به شريعتها السمحاء لا شريعة الغاب الوجه الثانية للطائفية، فقد كثرت الدعوات الصادقة لحياة كريمة عنوانها العزة، و الكرامة، و نبذ الطائفية، و وقف سفك الدماء، و العودة إلى رحاب الحرية الإسلامية الصادقة، فكان المحقق الصرخي في طليعة تلك الدعوات حيث قال : ( نحن لا ندعو إلى الحرب و الإرهاب ولا ندعو لسفك الدماء بل ندعو إلى الحرية الإسلامية الصادقة و الكلمة الحرة و الأمن و الأمان و الاحترام و إلى الكرامة و صيانة الأعراض و النفوس ) .

فنبينا منهج الاستقامة، و العبادة الخالصة، و الطائفية محور الضلالة، و الانحراف، و الانهيار المجتمعي، و مقدمة الذلة، و الضعة، و لا حياة معها إن صح التعبير فكلا، و ألف كلا للطائفية، و لبيك لبيك لبيك يا نبي الرحمة، و منقذ الأمة، و نور هدايتها الساطع .

بقلم /// الكاتب احمد الخالدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here