غرق المليارات السبعة في مصرف الرافدين .. حديث السخرية في العراق

منذ ان أعلن محافظ المركزي العراقي علي العلاق عن تلف نحو سبعة مليارات دينار (ستة ملايين دولار) داخل مصرف الرافدين الحكومي حتى تحول تصريحه الى مادة للسخرية ومناسبة لانتقاد اوجه الفساد في العراق .
تصريح العلاق الصادم جاء خلال جلسة البرلمان يوم الاثنين الماضي إلا أن إعلان العلاق ووجه بتشكيك عدد من النشطاء عبر وسائل التواصل.
وتداول كتاب واكاديميون وصحافيون وناشطون عراقيون عبر وسائل التواصل فيديو يتحدث خلاله العلاق أمام مجلس النواب، و قال فيه إن مياه الأمطار التي شهدتها البلاد مؤخرا قد دخلت خزائن مصرف الرافدين وتسببت في وقوع ضرر بالغ بالأوراق النقدية المخزونة ، فيرد عليه رئيس مجلس النواب ” التلف 100 بالمئة ؟!”.
وتابع العلاق بالفيديو “في هذه الحالة مصرف الرافدين يطلب استبدال هذه الأوراق النقدية التالفة من قبل البنك المركزي” مشيرا إلى أن المصرف يحتفظ بوثائق تثبت صحة إصدار العملات التي تعرضت للتلف.
وأوضح أنه ووفقا للأنظمة والتعليمات المتبعة فإن المركزي يقوم باستبدال العملات عندما تتعرض للتلف نتيجة للحوادث المختلفة كالغرق والحرق أو أي شيء آخر.
وأشار العلاق إلى أن الخسائر لا تعني عمليا سبعة مليارات دينار، وإنما تشمل فقط قيمة طبع الورقة والذي يبدأ من سِنتين إلى أربعة سنتات.
وكانت وسائل إعلام محلية قد ذكرت أن خسائر مصرف الرافدين بسبب الأمطار بلغت عشرة مليارات دينار، وشمل التلف مختلف الفئات من العملة المحلية.
الخبير القانوني جمال الاسدي غرد على تويتر قائلا ” جناب محافظ البنك المركزي ذكر بان الاوراق النقدية 7 مليارات لا قيمة لها طالما هي موجود في خزائن البنك .

‫وهل في البنوك المركزية في العالم هذا المبدأ ، ام ان هذه المبالغ المودعة فيها هي من ضمن الكتلة النقدية للبلد،وتساهم في النشاط الاقتصادي والمالي له”.
وقال الباحث هشام داود ” عندما غرق فرعون في البحر لم يكذب على الله واعترف بالحقيقة وطالب بالعفو؟ وفي العراق خرج علينا خازن البنك المركزي وهو يزعم غرق 7 مليارات دينار، ولَم يعترف بالحقيقة ولم يطالب بالعفو “.
اما الشاعر والصحفي عبد الزهرة زكي فكتب متسائلا ” هل من المعقول أن لا يظهر من شرفاء موظفي وخبراء البنك المركزي ومصرف الرافدين، السابقين والحاليين، من يتحدث بصراحة ووضوح عن مهزلة (تلف) سبعة مليارات دينار نتيجة (المطر)؟”.
واضاف ” لنفترض صحة الادعاء! ، ما هي إجراءات البنك والحكومة ضد المهملين المتسببين بما حصل؟”.
واردف ” كيف تثق الحكومة بعد هذا بإجراءات حفظ المال العام؟ كيف تثق الناس بالحكومة في حال غياب الردع القانوني الصارم إذا ما صح الادعاء أو ثبت بطلانه؟ “.
زكي عبر عن خيبته بما يحدث بالقول “ولكن هل ما زالت الثقة قائمة؟ ، الوصول إلى هذا المستوى من انحطاط السلوك الوظيفي تعبير مخزٍ عن حجم وهول ما نحن فيه”.
واختزل الكاتب والصحفي فلاح المشعل الصدمة بقوله ” ادري الـ 7 مليارات اللي غرکت بالمطره شنو ضاميهن ببيوت الحواسم”.Top of Form
وسخر الكاتب والشاعر حميد قاسم من الحادثة قائلا “عاد هي شلون مطرة؟ “.
واضاف في تدوين له على فيسبوك “يعني قاصات البنك المركزي للبلد ( او مصرف الرافدين في رواية أخرى ) بيها فتحات من جوه (مثلكم) يفوت بيها المي؟ “.
وتابع قائلا “صار (فوگ) ثمانين سنة من تأسس البنك ولا سمعنا فات المي ع القاصات ! “.
وزاد “مليون مليونين ؟ ولكم سبعتالاف مليون كلهن تنگعن بسطلة مي؟ حتى كذبتكم تافهة ورخيصة مثلكم، بس انتم لاتخافون من رقيب ولا حسيب لان الحسيب اتفه منكم، شنو هالصفاقة اللي مرت على ٣٢٨ نائب مرتشي؟ اما مستحى فمنين يجيكم المستحى وانتم بگتوا الله وعباده باسم الدين باعتباركم (سادة) والناس عبيد عدكم ؟ ”
زين.. وين الفلوس التالفة، لو اختفت مثل جثة خاشقچي؟ يعني هم تنهبونا وهم تضحكون علينا”.
وكتب الصحفي مشرق عباس قائلا “الحديث عن تلف 7 مليار دينار او ضياعها هو حديث يفتقر الى العلمية ويثير السخرية ان يصدر من سياسيين !! التلف حصل في قيمة العملة الورقية وهي بحدود 3 – 4 سنت .. اما قيمة العملة نفسها فقد انتقلت من العملة التالفة الى العملة الجديدة بالابدال! .. المعادلة ليست معقدة كثيراً .. وكان يجب كاجراء برلماني طبيعي تشكيل لجنة لفحص العملة التالفة”.
واشار الى خيارين اولهما “اذا كانت العملة التالفة مزورة يعني ان هناك تلاعباً تم في مصرف الرافدين هدفه ابدال قيمة العملة”.
والخيار الثاني هو “اذا كانت العملة التالفة حقيقية فان اجراء البنك المركزي بابدالها طبيعي وسليم، لكن عليه اتخاذ اجراءات عقابية ضد مصرف الرافدين بسبب اجراءات الوقاية والحماية للعملة”.
وشهدت بغداد في الآونة الأخيرة هطول أمطار غزيرة أغرقت الكثير من الشوارع، لكن مصرف الرافدين لم يعلن حينها عن تعرض أمواله للغرق.
حديث العلاق كان محط انتقاد العديد من الناشطين على وسائل التواصل مشككين في صحة تلف هذه الأموال الكثيرة، مشيرين إلى أن البنوك عادة تكون مجهزة بخزائن تحفظ الأوراق النقدية من المياه والحرائق ومخاطر أخرى.
ومن بين المنتقدين علي شاكر المخزومي الذي قال في تغريدة على تويتر “لو صرح العلاق بأن السبعة مليارات قرضتها الفئران أو هجم عليها الجراد لكان من الممكن تصديقه ولكن لم تحصل في بغداد سيول لتجرف المليارات وهذه ممارسات مكشوفة للسرقة”.
من جهته قال الناشط عبدالإله الشبيبي في تعليق على تويتر “خبراء في السرقة ونهب الأموال…نطالب بعرض تقرير مفصل عن عملية تلف أو غرق للمصرف الذي اجتاحته مياة الأمطار، مما أدى إلى خسارتنا 7 مليارات دينار، كما قال المحافظ على الأموال غير الأمين على ما اؤتمن”.
أما زهير الزبيدي فغرد مستغربا على تويتر “طبعا المال العام سائب ولا حسيب ولا رقيب حسبنا الله ونعم الوكيل عليكم.. العلاق يقول إن مياه الأمطار التي دخلت مصرف الرافدين أتلفت 7 مليارات!!”.
انتهى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here