وقفة صراحة : إلى متسولي اللايك الفيسبوكيين

بقلم مهدي قاسم

أن من يهتم بهم وغم اللايك سيتمرض نفسيا فتخرب أعصابه تلفا ! ..

لماذا بعض الفيسبوكيين ــ هنا لا أقصد شخصا محددا عينه ــ عندهم إشكالية مع ” الفيسبوكي الآخر ” بسبب عدم تفاعل أو شحة لايكات ، بدلا من أن يصبّوا جل اهتمامهم على ما يخصهم ، هم ، من أمور وشؤون و أحلام فيسبوكية يتطلعون إلى تحقيقها ؟.. أنا شخصيا ــ مثلا ــ لا أنزعج من لا يتفاعل مع منشوراتي و نصوصي ، علما أنا اتفاعل مع أغلب منشورات أو مدّونات التي تصادفني أثناء مروري ، دون أن يمنعني عدم تفاعل غيري مع منشوراتي من عدم تفاعلي أنا مع منشوراتهم ، وذلك لسبب بسيط إلا هو :

ــ إن هدفي من الكتابة هو توصيل أفكاري إلى الآخرين ، و يكفيني مجرد قيامهم بقرائتها فحسب لأقول لهم شكرا على الوقت الذي يستقطعونه من أجل ذلك ، سيما في وسط هذا الكم الهائل و الزخم الكبير من ما يُنشر من منشورات و مدّونات لا ُتعد ولا تُحصى ، أما من لا يعجبه هذا المنشور أو ذاك النص الذي أنشره على صفحتي بين وقت وآخر ــ نقلا ــ أصلا ــ عن جرائد أومواقع التي كنت أكتب بها مثلا ـــ فتلك مسألة آخرى تماما قد تخص مزاجه وتصوره هو بالذات ، فيجب أن لا يدفعني عدم التفاعل اللايكي مع منشوري إلى إثارة حساسية أو إشكالية مع هذا الآخر ، مثلما نلاحظ يوميا تقريبا على شكل معاناة لبعضهم من عدم التفاعل مع ما ينشورونه ..

كأنهم يتسولون علامات الإعجاب تسوّلا مذلا ..

فنصحيتي لهؤلاء ” المعانين والمُستثارين ــ من استثارة وليس من استشارة !! لنقول لهم :

ـــ أن من يهتم بمسألة لايك سيتمرض نفسيا فتخرب أعصابه بالفعل و تُتلف عبثا ، بدلا من أن يرغم غيره على التفاعل مع مدوناته عبر شكاوى مبطنة أ وممتعضة أو إثارة حسّاسية تقارب بغضا أو كره خفيا أحيانا ..

علما بأن ” المجد الفيسبوكي ” الذي يحصل عليه البعض في هذه الأيام ، هو في حقيقة الأمر ــ حسبما اعتقد و أظن ــ مجرد مجد أجوّف و طارئ ، قد لا يمتلك أية قيمة تاريخية.. لأن الفيسبوك دمّر النخبوية الإبداعية أصلا ــ و كذلك معظم المواقع أيضا ــ إلى حد حتى أصبحت ألأخطاء اللغوية والنحوية ذاتها مبررة و شائعة بفضل النشر على المواقع و على الفيسبوك لكل مستطرق عابر ومتطفل جاهل ، بحيث أصبح المغمورين معروفين ومشهورين و المشهورون والمعروفون مغمورين !..

هذا دون أن نضيف إلى أن الفيسبوك قد فقد مصداقيته و ثقة كثير من الناس به ، بسبب ما يُنشر من سيول أخبار ومعلومات ملفقة و فيديوهات مركبة و مفبركة ، بشكل زائف ، وأشياء أخرى تفتقد إلى جدية و رصانة ..

إذن فمن بحاجة إلى مجد أو شهرة كهذه على حساب تحطيم أعصابه حسرة و أسى على شحة لايكات ؟!! ..

غير متسولي اللايك الفيسبوكيين الطارئين ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here