” العدوان على غزة … ماذا عن مخططات نتنياهو !؟”

بقلم :هشام الهبيشان.

تزامناً مع التصعيد السياسي والإعلامي بين القوى والاحزاب الصهيونية على خلفية التطورات الأخيرة بقطاع غزة ،من المؤكد أن مجموع القوى الوطنية الفسطينية في القطاع تدرك جيداً أن هذا التصعيد يخفي خلفه مخططات صهيونية عسكرية ضد القطاع،هذه التطورات بمجموعها تدفع حتماً مجموع القوى الوطنية الفلسطينية في القطاع للتيقّن من حتمية المواجهة” القريبة ” المؤجلة منذ زمن مع «الإسرائيليين»، ولكن هذه المرة ستكون المواجهة مختلفة، فالهدف من وراء الحرب الصهيونية المتوقعة هو ضرب وشلّ القدرات اللوجستية والعسكرية للقوى الوطنية في القطاع ، وهذا لا يخفي حقيقة وجود دعم إقليمي ـ عربي ـ دولي من الدول الشريكة علناً في الحرب على قوى المقاومة في المنطقة من أجل تصفية تحديداً “حماس – الجهاد “عسكرياً، وهذا ما تؤكده دوائر صنع القرار الأميركي في شكل دائم، باعثة رسائل طمأنة لـ «إسرائيل» مضمونها «أنّ حربكم المستقبلية على القطاع ، ستثير ردود فعل إقليمية وعربية مؤيدة.

الإعلام الصهيوني بدوره وبتوجيه مباشر من نتنياهو ،بدأ فعلياً بتهيئة الداخل الصهيوني لحرب شاملة على القطاع، والمتمثل ببرامج إخبارية وسياسية بدأت تبث بشكل كبير على محطات التلفزة الصهيونية تتحدث جلها عن تهديد الصواريخ التي تملكها قوى المقاومة في القطاع من ناحية العدد والمدى والدقة، وتتحدث أيضاً عن خطورة نقل وتطوير منظومة السلاح إلى القطاع من إيران ومن سورية، وتتحدث أيضاً وبشكل علني عن قدرة المنظومة الصاروخية التي تملكها قوى المقاومة في القطاع على إلحاق ضرر جسيم بالسكان وبالبنى التحتية والعسكرية للكيان الصهيوني. والمطلوب حسب وسائل الإعلام الصهيونية التي تعمل بغطاء سياسي وعسكري صهيوني لتوجيه الرأي العام الصهيوني نحو “تأييد خيار الذهاب نحو عدوان على قطاع غزة لردع قوى المقاومة عن استخدام قدرتها الصاروخية والعمل على تعطيل مخزون قوى المقاومة في القطاع من الصواريخ”.

وبقراءة موضوعية لما جاء في الإعلام الصهيوني الذي يعكس بالضرورة الصدى الحقيقي لما يُحاك داخل دوائر صنع القرار الصهيوني، يبدو أنّ الكيان الصهيوي بدأ يعدّ لحرب كبيرة ستفرض وجودها بقوة على الإقليم المضطرب في شكل كامل، ويلاحظ جميع المتابعين لتداخلات وتقاطعات الفوضى في الإقليم ومسار تحركات الأهداف «الصهيونية» في الإقليم ككلّ، أنّ لدى «الصهاينة» رغبة جامحة في التحرك عسكرياً باتجاه فرض حرب جديدة في المنطقة، وخصوصاً بعد فشلهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لهم في سورية ، ومن هذا المنطلق، يتوقع غالبية المتابعين أن تكون هناك مغامرة صهيونية وعمل عسكري ضدّ قطاع غزة ، ومن المتوقع أن يدعم نتنياهو بهذا المسعى الجديد نخبة كبيرة من قادة الرأي «الإسرائيليين» وبعض الساسة المقربين منه وعدد كبير من جنرالات الجيش، بالإضافة إلى دعم واشنطن ولندن وحلفائهم في المنطقة لخوض هذه الحرب ضدّ المقاومة.

وهنا وبالعودة إلى الأزمة “الإعلامية “السياسية في الداخل الصهيوني على خلفيات تطورات قطاع غزة الأخيرة ، فالواضح أن نتنياهو عندما وافق على تهدئة “مرحلية ووقتيه ” مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة كان يريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد ، فهو على الاقل تخلص من بعض خصومه في الحكومة الصهيونية ، وهذا مايريده ،فهو يريد الذهاب نحو عدوان شامل على القطاع ،يعطيه نصر على الأقل إعلامي مثلما يعتقد ، وهذا النصر يريده له وحده ،على الاقل للحفاظ على مكانته في الانتخابات الصهيونية المقبلة .

ختاماً ، هنا يبدو واضحاً وبعيداً عن المناورات السياسية الصهيونية ، أنّ «الصهاينة» وشركائهم في المنطقة وداعميهم في الغرب، مصمّمون أكثر من أيّ وقت مضى على إعلان قريب لبداية الحرب الشاملة على القطاع ، مستغلين فوضى الإقليم ، وهنا وتزامناً مع الرهانات الكبرى على مدى قدرة قوى المقاومة في القطاع على الصمود في المواجهات الكبرى، هناك قناعة شاملة عند الكثير من المتابعين لمسيرة قوى المقاومة في القطاع ، بأنّ قوى المقاومة وبما تملكه من قوة ردع نارية عسكرية وبشرية، والأهمّ من ذلك عمق التحالفات مع بعض قوى الإقليم، مؤهّلة للتصدّي ولردع أي عدوان، ولتحقيق المزيد من الانتصارات النوعية على طريق إزالة الكيان الصهيوني من الوجود كما يتحدث قادة المقاومة في القطاع.

*كاتب وناشط سياسي – الأردن.

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here