هل أتلفت 7 مليار دينار أم أتلفت 7 فلوس ؟؟

حكايات الفساد اصبحت اغرب من الخيال في العهد . القرقوز كراتيا ( الدولة ) او الدولة القرقوزية ,ولم تخطر حتى على بال الشياطين من الجن والانس , عمليات النهب والشفط واللفط والقرصنة , او بلع الاموال في بطن حوت الفساد والفاسدين . وما يكشف عنه من فضائح كبرى في وسائل الاعلام , ما هي إلا نقطة صغيرة جداً من بحر الفساد . وما كشف من تصريح مدير البنك المركزي العراقي ( علي العلاق ) إلا جزء هامشي جداً من حقائق النهب والاحتيال والاختلاس , الكبرى والهائلة . فلم يتطرق الى ميزانية الدولة لعام 2014 , التي لم يقرها البرلمان آنذاك . فقد بلغت اموال الضائعة آنذاك , والتي ذهبت الى جهات مجهولة , تقريباً 112 مليار دولار . ولم يذكر الاموال الضائعة الهائلة في ارقامها الخرافية . فقد هدرت اموال من خزينة الدولة من عام 2006 الى عام 2014 , مبالغ مالية قدرها حوالي 450 مليار دولار , وفي فترة ولاية المالكي بالذات , اهدرت اموال ذهبت بكل وداعة , ربما حملتها حمام الزاجل , الى جهات مجهولة حوالي مبلغ 360 مليار دولار . لذا فأن ما كشف عنه هو بمثابة قشة صغيرة جداً , وليس شجرة . من الغابة الفساد . هذه دلالة تعطي حجم الفساد العراقي . الذي اطلق العنان للصوص والحرامية والسراق طالما الدولة بأيديهم وتحت رحمتهم , ان يغرفوا من كنوزالدولة , بما شاؤوا ويرغبوا , بكل حرية تحت حصانة حصان الدولة الجامح , الذي اشتغل بطاقته القصوى في العلس , في ظل حكومات نظام المحاصصة الطائفية والاحزاب الفاسدة الحاكمة . وفي بساطة متناهية لا من سؤال , ولا من جواب , لم يسأل عن السارق والمجرم والمتسبب والمتورط بسرقة اموال الدولة . كأن ماكنة الدولة الفاسدة , اشتغلت في شطف وغسيل الاموال وتهريبها الى الخارج , تحت مظلة القانون ورعايته الكريمة . ولم يسألهم احد , عن تجويع وافقار العراق , وتحويله الى دولة فاسدة في مقدمة البلدان الفاسدة عالمياً , وبذلك حرم المواطن من الخدمات العامة , وغاب الاصلاح والبناء . كأنه شيء طبيعي جداً في دولة الفساد , غياب الحق الشرعي وموت ضمير المسؤول , اذا لم يكن هذا الاهدار الكامل والهائل في تبذير خيرات العراق هدراً , وذهابها الى جيوب الفاسدين , بأن لم تسمى بالجرائم الكبرى بالخيانة الوطنية العظمى , وعليه تقديم المسببين والمتورطين الى العدالة للمحاكمة والعقاب , بماذا تسمى هذه الجرائم الكبرى ؟ , هل تسمى اعمال وطنية شريفة ونبيلة ؟ !! , أعتقد ذلك في دولة الفساد , , تعتبرهذه الاعمال اوسمة الشرف الرفيع , اعمال عظيمة تدعو الى المجد والتثمين , وإلا ماذا يعني , تمتع الفاسدين والمتورطين والسراق واللصوص بالحرية كاملة , ولا أحد يقول عليهم ( على عينك حاجب ) بل تغدق عليهم بالجملة , المناصب الرفيعة ومراكز النفوذ الكبيرة . كأن هذه السرقات اشياء صغيرة جداً وتافهة , لا تستحق العناء والجهد في ذكرها . ولم نسمع عن اعتقال حوت كبيرفاسد , واللجان الدولة القرقوزية , لجنة النزاهة , و الادعاء العام , اللجان التحقيقية من البرلمان . ماهي إلا بهرجة وفقاعات هوائية سرعان ما تختفي عن الانظار , كأن الارض ابتلعتها الارض . او ربما خطفتها مخلوقات جااءت من كواكب اخرى . هذه اخلاق وقيم الدولة الفاسدة . التي تدل على العنجهية والغطرسة والاستخفاف بعقول المواطنين . وتعامل مع الشعب , بأنه عقلية جاهلة , فاقدة الوعي والاحساس . طالما ينام ويصحو على روث الطائفية , فهو خارج منطقة التغطية . لا في العير ولا في النفير . يكفي انه يسير الى حتفه عاجلاً أم اجلاً , اما بواسطة المياه الملوثة , او بواسطة الاسماك المسمومة , او بواسطة المواد الغذائية المسرطنة . اين يتجه الموت يلاحقه . فهو الحصان الخاسر , يستحق اطلاق عليه رصاصة الرحمة …………………….. والله يستر العراق من الجايات !!

جمعة عبدالله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here