رفقا بالقوارير..!!

اقبال الرشيد

في فقه اللغة ، فإن القارورة هي (الزّجاج الشفاف) ، الفائق الصّـفاء..الذي ما إن تلامسه سرعان ما ينكسر إن سقط من يديك!!

والرقة في اللغة تحمل المعاني التالية : ( اللطف , اللين , السهولة , الاستعانة , التمهل و الأناة) وهي ما تعني أن علينا ان نتعامل مع المرأة عموما والزوجة والأخت والبنت برقة ، بما يتوافق وميولها الانثوية في الكلمة الموجهة والنظرة اليها وفي اللمسة وحتى في العتاب الجميل، بالرغم من ان تلك الصفة لاتشمل جميع النساء ، الا ان هناك من تستحق ان تدخل في هذا الوصف الجميل !!

وقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أنفسكم أزواجا لتسكنوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)..

وقال تعالى في وصف القوارير أي كؤوس شراب الجنة : (ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا .. قواريرا من فضة قدروها تقديرا)..

وشبهت النساء بالقوارير، لأنهن يتميزن بالرقة والعذوبة والمشاعر الوجدانية الجياشة ، حتى ان رسول الله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم قال عنهن : ” رفقا بالقوارير “!!

وهي صيغة تأكيد للدلالة على الحرص عليها وعلى الرقة في التعامل معها والرفق بها والليونة معها والموافقة لها المقاربة بها إلى ما تعشقه بحس أنوثتها و صفاء إنسانيتها ..!!

وكلمة ” قوارير ” تنقلك إلى فضاءات راقية ، تتدفق بالرقة والحنان ، وهي تفيض بالعذوبة والجمال..ومن المعروف أن القارورة تصنع من الزجاج و من ثَم فهي (سهلة الكسر) , ويكون القاسم المشترك بين القارورة و المرأة هو (سهولة كسرها) ,و(كسر المرأة ) يكون بالكلمة الجارحة أو بالموقف المؤلم , وعدم إحساس الرجل بقيمتها الجمالية ..كما أن الزجاج يتأثر بادنى شئ ممكن أن يشوه صفاءه ورقته , فكذلك المرأة ، بحكم رقة الأنوثة فيها وطبيعة تركيبتها الإنسانية التي تتسم بالضعف في كل شئ ..والرجل بإمكانه أن يتعامل برقة مع المرأة بشيء من المعاني فاضت به واظهرته في شتى صور علاقتها مع الرجل الذي تشاركه الحياة او تلتقي معه في التوجهات والآمال!!

وفي عيد المولد النبوي الكريم محمد (ص) ، ما أحرانا أن نتذكر فضائل النبي العربي الأكرم سيد الخلق محمد رسول الله، وما أحدثه من انتقالات نوعية في القيم الإنسانية، حتى انه أعطى المرأة ما تستحق من الإهتمام، مثلما هي قيمة الرجل الذي ينبغي ان يتسم هو الآخر بجملة سمات تظهر احترام الناس وتقديرهم له..وقد أبدع الشاعر الكبير المرحوم نزار قباني في وصف المرأة عندما قال:

إن النساء قوارير خلقن لكم .. وقد اوصى الله خيرا بالقوارير

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here