الإمام العسكري ونهج الإعتدال .. المحقق الصرخي مجسدًا

ffffff
عندما نقرأ التاريخ بكل جوانبه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية يظهر لنا الاختلافات في ما يتعلق بأساسيات الحياة التي لها ارتباط وثيق بالإنسان ومعتقداته الإيمانية ، أي بمعنى أن المجتمعات لها ديانات وطقوس تبرز من خلالها الأدوار التي تريد أن تنالها للوصول إلى النجاة والسعادة الأبدية .
ومن هنا فالقرآن وأهل البيت -عليهم السلام -هما حبل النجاة ووسيلة التقرب إلى الله-عز وجل-، ومن خلال الرجوع إلى نصائحهم وإرشاداتهم يستطيع المرء أن يتقن دروس النجاح وفن الحوار والحياة الراقية، ويكون ناجحًاً في الحياة الدنيا قبل الآخرة ،ولانأخذ اطلالة على حياة الإمام الحسن العسكريّ- عليه السلام – الَّذي يذكر في تاريخه أنّه ولد في شهر رمضان أو ربيع الآخر، سنة اثنين وثلاثين ومائتين للهجرة، وانتقل إلى جوار ربّه في يوم الجمعة، لثماني ليالٍ خلون من شهر ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين، وكان من أصغر الأئمّة- عليهم السلام – عمراً، فقد كان عمره ثمانية وعشرين سنة يوم وافاه الأجل.
كان معروف لدى القارىء المطلع الذي تابع أدوار أئمة الهدى – عليهم السلام – ومسؤلياتهم اتجاه المجتمع الإنساني ،وقيادة المجتمع المؤمن بما لهذه المسؤولية من علاقة بتطبيق أصول القيم الإلهية على مفردات الحياة اليومية ، وبتمثيل تلك الأصول ضمن مواقف وفاعليات وأنشطة . حتى يصبح النبي والإمام من بعده ثم الصديقون قدوات وحججاً على الخلق وليقطعوا عنهم حبل المعاذير والتبريرات .
ومما لا شك فيه أن الأنبياء وأوصيائهم كانوا يقودون عملية التغيير ، وثورة الاصلاح بكل أبعادها الثقافية والاجتماعية والتربوية ،حيث كان عصر الإمام الحسن العسكري – عليه السلام – يمربألوان من المظاهر المنحرفة التي شكلت خطرأ كبيرأ على المنهج الرسالي الأصيل ،حيث وضع الإمام-عليه السلام- برنامجاً متكاملاً الأبعاد لمحاربة بوادر الانحرافات ومعالجة الأوضاع المعوجة وكبح جماح السلبيات المستشرية ورد التحديات الفجة، على الرغم من أن الظرف العام الذي أحاط بالإمام-عليه السلام- كان شديد الخطر وبالغ التعقيد،فكان -عليه السلام- قدوة في السلوك لمن عاصره وموضع إعجاب محبيه وأعدائه على السواء.
ومن هذا الجانب كان لأصحاب الفكر النير والمنهاج الواضح أنصار المحقق الأستاذ الصرخي هذه الكلمات النورانية بحق إمامنا المظلوم الحسن العسكري – عليه السلام – وهذا مقتبس من كلامهم الشريف جاء فيه :
((يا أبا المهدي، أيها الحسن العسكري يا إمامنا وإمام الحقّ والتقوى، يا بن رسول الله، يا زاهدُ يا عابدُ يا مظلومُ يا شهيدُ، أيها العالم الورع، يا سرًّا من أسرار الإمامة، يا رجلًا ناهضَ بأس الحاكم الجائر بحكمةٍ، بحنكةٍ، بصبرٍ، بدعاءٍ ونجوى، يا منهجًا سار عليه المؤمنون برضا الله. وسطية في الفكر واعتدال في المواقف، فبذكرى فقدك سيدي يعتصر القلب حزنًا، فلنواسي جدّك المصطفى وأباك المرتضى وأمّك الزهراء والآل الأئمة التقاة وسفينة النجاة، لا سيَّما ابنك القائم محمد المهدي المؤمل الآخذ بالثارات، ونعزي العالم أجمع وأمّة المسلمين وعلماءها العاملين بنهجك وفكرك يتقدّمهم المحقق الأستاذ الصرخي مربّي الأنصار الأباة.)) انتهى .
8 ربيع الأول ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكري -عليه السلام-
goo.gl/4rVc6u
كان-عليه السلام- مؤدِّباً ومرشداً ومعلماً بسيرته العطرة وسلوكه السويّ بين عموم الناس،صاحب الأخلاق العالية والنفس الزكية ، حتى أنه ضرب أروع الأمثلة في تجسيد الخلق المحمّدي الرفيع مما كان له الأثر الكبير في هداية المنحرفين الذين أقبلوا عليه وسمعوا وصاياه ومنهاجه المحمدي الأصيل .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here