النفاق السياسي لدى الكتاب والاعلاميين العرب

 نعيم الهاشمي الخفاجي
ابتلى العرب والمسلمون بكثرة النفاق والمنافقين والسبب أن البيئة الحاضنة جاهلة تحارب  المعلومة الجيدة والمعرفة من خلال تلقين المجتمع بالاكاذيب هذا التلقين يعمل على غلق العقول وهذا مايطمح إليه المنافقون ا النفاق لغة  هو إظهار الإنسان غير ما يُبطن. ولذلك سمي في المنافق، لأنه جعل لشخصيته  وجهين، يُعمل على إظهار أحدهما حسب الجو العام والموقف الذي يواجه، مثل القنفذ، أن أمن تحرك وان احس  بالخطر أخفى نفسه بوسط جسمه يجعلها كرة محاطة بخطوط دفاعية من الأشواك الجارحة، النفاق بشكل عام على أنه الطبيعة الخطيرة في السلوك البشري، وذلك من خلال إظهار عكس ما في  داخل نفسه  البشرية المريضة، وقد حدد لنا رسول الانسانية محمد ص لنا  علامات المنافق،  حيث  قال (رسول الله): «إذا حدّث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف». هذه العلامات دقيقة فعليه  من توفرت فيه هذه العلامات فهو منافق بشكل تام، ومن توفرت فيه واحدة ففيه جزىء  من  النفاق.
ومن أخطر أنواع النفاق وأكثرها تدميرا هو النفاق السياسي بكل أشكاله ومسمياته،  حيث يعمل الكثير من الكتاب وممتهني الثقافة لقضايا تجارية في تأجيج   النفاق السياسي من خلال  نفاق  يصبح للاسف رأي عام، ويعمل هؤلاء  لتشويش افكار المجتمع وتسقيط ساسة وتشويه سمعت مذاهب دينية  لكسب اصوات وتحقيق أهداف سياسية على حساب الواقع والحقيقة، وبالتالي على حساب مستقبل البلد وتقدمه، بل هؤلاء مستعدون لتدمير القومية والمذهب الواحد لكسب مكتسبات لاحزابهم،  ومن أساليب المنافقين السياسيين التستر خلف  شعارات الوحدة الوطنية والخوف على وحدة  البلد للاسف يتبعون الأعمال  المشروعة لتحقيق غاياتهم الفاسدة  والنتنة والإضرار  بكل من حولهم.
ما هي أبرز نتائج النفاق السياسي الذي تمارسه محطات فلول البعث وأنصار الأحزاب الفاسدة في صناعة  الرأي العام؟
تدمير وإفساد العلاقات السوية في المجتمع، والدس والوقيعة، وتخوين ممن يخالفهم في الرأي ، العمل على  تقوية  الخلافات واشاعتها وتوسيع شقتها، واستغلالها في ضرب الأحزاب والمكونات الأخرى ورغم تبنيهم شعارات  الوحدة الوطنية لكنهم في الحقيقة يعملون على أضعاف الوحدة الوطنية، لايهمهم زعزعة أمن واستقرار الوطن والسلم الاجتماعي، في عام ٢٠٠٦ مذيع قناة  الجزيرة خدع الشيخ عبدالهادي الدراجي وحصل منه على كلمة اججت الشارع تسببت في حرق مقرات المجلس الاعلى، وبعد ذلك حس شيخ عبدالهادي الدراجي بذلك وأصبح حذر ولم يطلق  اي تصريح،  مهمة هؤلاء  التأجيج وإشعال  نيران الفتن، وإثارة النعرات والمشاكل  بين المواطنين.، يعملون على اشاعة الفساد  والخلاف والنفاق، ولم يكتفوا بذلك بل  يعمل هؤلاء المطبلون  المنافقين الدجالين على تضليل الزعيم الذي يستظلون  تحت ظله و يعتاشون  على هباته وعطاياه،  لذلك النفاق السياسى مبني  على أساس   مبالغات ومصطلحات لغوية وشعارات براقة، يكون لها وقع صاخب على عقول المتلقين ، يمتاز المنافق بالخسة  لذلك تراه يراوغ  ويعمل  إلى الهروب والتزلف والدجل، ويعمل هؤلاء على التطبيل وكلمة «التطبيل»  مشتقة من النفاق،  لذلك عندما نتابع الإعلام ومقالات الكتاب والمدونين للاسف نجد إعلام بلا ضمير.. وموت الضمير الإنساني والاخلاقي،  لذلك تجد هؤلاء المنافين يعملون بطريقة ظاهرة من خلال الكتابة والتحدث لوسائل الإعلام وهو منافق  كما وصفه رسول الله ص منافق له وجهان، ظاهر وباطن، ويُسخِّر قلمه من خلال هذه الازدواجية فى عالم السياسة للإيقاع بمن يستهدفه عبر الغش والتدليس،  عندما يستأجره أولياء نعمته للانتقام من خصومهم من خلال تشويه سمعتهم ويبقى يتبع اسلوب النفاق لان هدفه ارضاء الحاكم ودافعي الاجور ومن المؤسف نجد كتاب مثقفين مقابل المال  أصبحوا خدم للدفاع عن أنظمة متخلفة تتصادم مع ايدولوجياتهم  اليسارية، لذلك الصحافة السعودية والإماراتية  تعج بهؤلاء المرتزقة المثقفون الذين باعوا قيمهم ومبادئهم ، أن قرأت مقالاتهم أو استمعت لاحاديثهم تمتاز  في المبالغة فى تصوير الحاكم والزعيم، لذلك يصنع كلام المنافقين تلالا من المبالغات السياسية المكذوبة ، هذه لمبالغات المغطات في الشعارات الرنانة للنفاق الزاعق المتجاوز للأخلاق والأعراف، أو المناقض التام للواقع، تؤدى إلى عكس ما يريده هؤلاء، والنفاق مورس في الأزمان السالفة على سبيل المثال  أحد الشعراء وصف الرشيد «كأنك من بعد الرسول رسول» أو وصف الخليفة العباسى المتوكل «ظل الله الممدود بينه وبين خلقه»، ونفس هؤلاء ايضا مدحوا خلفاء الجور الامويين، وسبقهم  الشاعر النابغة الذبيانى عندما مدح النعمان أبو قابوس ملك الحيرة، عاديا، رغم ما انطوى عليه من مبالغة سياسية، حيث قال له:

ألم تر أن الله أعطاك سورة.. ترى كل ملك دونها متذبذب

فإنك شمس والملوك كواكب.. إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
اما بحقبة صدام الجرذ فقد الفت  القصائد في مدحه حتى ان عبدالرزاق عبدالواحد اخذ  القاب  الى الامام علي ع ووهبها الى سيده صدام الجرذ الهالك، لذلك بات : «النفاق السياسى فى البلدان العربية لاصحاب  السلطة والنفوذ والمال على المستوى الدول أما على مستوى البلد الواحد تجد طبقات المطبلون يمجدون بكل مسؤول سواء أكان رئيسا أو وزيرا أو محافظا، قد يأخذ طابعا إعلانيا صاخبا. فهو لا يكتفى بالدعاء له أو بالتصفيق له عند مروره أمامه، بل أنه يؤلف  له قصائد المديح  ويكتب المقالات فى الجرائد تأييدا ومباركة للقرار الفريد أو اللفتة والمبادرة التاريخية لهذا المسؤول أو ذاك؛ وإما اذا اصاب ولي نعمتهم عارض أو حالة وفاة مثل وفات عمت المسؤول او الخال أو والعم  فعلامات الحزن تكون واضحة، بل اذا حدثت وفاة لرجل أعمال اي من  رجال المال والأعمال، فإن المنافق لا يكتفى بإرسال برقية عزاء أو بالمشاركة فى تشييع الجنازة، بل لا بدّ من نشر صفحة أو ربع صفحة للقراء فى صحف الدولة.، فما يقوله المنافق لحاكم اليوم، سبق أن قاله لحاكم الأمس، الذى ما إن ترك الحكم، ميتا أو مقتولا أو معزولا، حتى هجاه، أو تنصل منه، بعد أن تحين اللحظة المناسبة للقفز من سفينته المحترقة الى سفينة أخرى جديدة  قادمة، والبعض تراه أسد ضرغام على اهله وخلوق ودود ومتواضع مع ارهاب بني سعود، جريمة اطفال صعدة لم تحرك ضميره، جريمة قتل وتقطيع اوصال خاشقجي كتب قلمي لم يبق به حبر للكتابة عن خاشقجي وانا اكتب عن مشاكل شعبي هههههه والعجيب هو وامثاله يعتاشون على هبات صحف بني سعود والخليج بل اصبح يحزن يريد من شعب العراق لايرفع اي شعار في المباراة الرياضية تمس السعودية وبسبب الاخ عنده صديق سعودي عاتبه؟؟؟؟  للاسف نحن بزمن منافق، وخير ما وصف المنافقين هو الامام علي ع حيث قال
خطبة الإمام علي ( عليه السلام ) في وصف المنافقين
قال ( عليه السلام ) : ( نَحْمَدُهُ عَلَى مَا وَفَّقَ لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ ، وَذَادَ عَنْهُ مِنَ الْمَعْصِيةِ ، وَنَسْأَلُهُ لِمِنَّتِهِ تَمَاماً ، وَبِحَبْلِهِ اعْتِصَاماً ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، خَاضَ إِلَى رِضْوَانِ اللهِ كُلَّ غَمْرَةٍ ، وَتَجَرَّعَ فِيهِ كُلَّ غُصَّةٍ ، وَقَدْ تَلَوَّنَ لَه الْأَدْنَوْنَ ، وَتَأَلَّبَ عَلَيْهِ الْأَقْصَوْنَ ، وَخَلَعَتْ إِلَيْهِ الْعَرَبُ أَعِنَّتَهَا ، وَضَرَبَتْ إِلَى مُحَارَبَتِهِ بُطُونَ رَوَاحِلِهَا ، حَتَّى أَنْزَلَتْ بِسَاحَتِهِ عَدَاوَتَهَا ، مِنْ أبْعَدِ الدَّار ِ، وَأَسْحَقِ الْمَزَارِ .
أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ ، بِتَقْوَى اللهِ ، وَأُحَذِّرُكُمْ أَهْلَ النِّفَاقِ ، فَإِنَّهُمُ الضَّالُّونَ الْمُضِلُّونَ ، وَالزَّالُّونَ الْمُزِلُّونَ , يَتَلَوَّنُونَ أَلْوَاناً ، وَيَفْتَنُّونَ افْتِنَاناً ، وَيَعْمِدُونَكُمْ بِكُلِّ عِمَادٍ ، وَيَرْصُدُونَكُمْ بِكُلِّ مِرْصَادٍ .
قُلوبُهُمْ دَوِيَّةٌ ، وَصِفَاحُهُمْ نَقِيَّةٌ ، يَمْشُونَ الْخَفَاءَ ، وَيَدِبُّونَ الضَّرَاءَ ، وَصْفُهُمْ دَوَاءٌ ، وَقَوْلُهُمْ شِفَاءٌ ، وَفِعْلُهُمُ الدَّاءُ الْعَيَاءُ ، حَسَدَةُ الرَّخَاءِ ، وَمُؤَكِّدُوا الْبَلاَءِ ، وَمُقْنِطُوا الرَّجَاءِ ، لَهُمْ بِكُلِّ طَرِيقٍ صَرِيعٌ ، وَإلى كُلِّ قَلْبٍ شَفِيعٌ ، وَلِكُلِّ شَجْوٍ دُمُوعٌ .
يَتَقَارَضُونَ الثَّنَاءَ ، وَيَتَرَاقَبُونَ الْجَزَاءَ ، إِنْ سَأَلُوا ألْحَفُوا ، وَإِنْ عَذَلُوا كَشَفُوا ، وَإِنْ حَكَمُوا أَسْرَفُوا ، قَدْ أَعَدُّوا لِكُلِّ حَقٍّ بَاطِلاً ، وَلِكُلِّ قَائِمٍُ مَائِلاً ، وَلِكُلِّ حَيٍّ قَاتِلاً ، وَلِكُلِّ بَابٍ مِفْتَاحاً ، وَلِكُلِّ لَيْلٍ مِصْبَاحاً ، يَتَوَصَّلُونَ إِلَى الطَّمَعِ بِالْيَأْسِ ، لِيُقيمُوا بِهِ أَسْوَاقَهُمْ ، وَيُنَفِّقُوا بِهِ أَعْلاَقَهُمْ .
يَقُولُونَ فَيُشَبِّهُونَ ، وَيَصِفُونَ فَيُمَوِّهُونَ ، قَدْ هَوَّنُوا الطَّرِيقَ ، وَأَضْلَعُوا الْمَضِيقَ ، فَهُمْ لُمَةُ الشَّيْطَانِ ، وَحُمَةُ النِّيرَانِ ، ( أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) .

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here