زجاج السيارات يتحول الى سوق للعبارات الجميلة و المبتذلة

تحقيق / بهاء عبد الصاحب كريم

الكثير من الشباب العراقي بدء العمل في مهنة قيادة سيارات التاكسي و الكيا و ذلك لصعوبة الحصول على الوظائف و كثرة البطالة و الظروف الاقتصادية الصعبة حيث بدء الكثير منهم يتهافت على محلات الخطاطين و محلات إكسسوارات السيارات للحصول على ملصقات يضعونها على سياراتهم و من هذه الملصقات صور لطيور و سيارات و علامات و كتابات لبعض الشركات العالمية و الاندية و المنتخابات العالمية و هناك البعض يقوم بوضع علامات و اشعار و كلمات جارحة و بعضها اشعار منها (عذاب الكيا و لا عشق البنية) (اتركني اني مخطوبة) (بسج يا عين ترى كلها دين) و يرى البعض ان ظاهرة الكتابة على السيارات بدئت بالانتشار اما لمجرد التسلية و الترفيه عن النفس بينما ينظر اليها القسم الاخر انها اساءة للذوق العام و اعتداء عليه و من يقوم بكتابتها هم المتخلفون و نرى رجال المرور عاجزين عن ايقاف هذه المركبات التي تحمل هذه الملصقات

اغلب من يكتب هذه العبارات هم من صغار السن و يكتبون اسم انديتهم

(ايهم المعموري) شرطي مرور يقول :

تنقسم هذه العبارات المكتوبة على هذه السيارات حسب عمر راكبها و نوع المركبة حيث ترى اغلب سائقي سيارات الصالون هم الذين لا يحملون اجازات سوق و اعمارهم اقل من السن القانونية حيث نراهم يستخدمون لواصق عبارة عن اسم صاحب السيارة او اسم النادي الذي يشجعه مثل (عمار يونايتد) (اسعد المدريدي) (وليد الكتالوني) (اسعد ميلانو) (سبايدر مان) (الوحش اللامباردي) و غيرها من العبارات

الكثير منهم يكتب اسمه او اسم حبيبته او عبارات التحدي على السيارة

و يقول (احمد علي) صاحب محل خط و تكحيل السيارات :

الكثير من سواق السيارات يلجأ الينا لوضع الملصقات و غيرها حيث نقوم بوضع الملصقات حسب نوع السيارة حيث يقوم بعض الشباب بوضع اسمه على السيارة او اسم حبيبته او اسم ناديه المفضل او اسم سيارته و منها (حبيبتي هند) او (عاشق المرينكي) (شيري وبس) و غيرها من العبارات اما اصحاب التاكسيات و بالاخص سواق سيارات السايبا يقومون بوضع عبارات تحدي مثل (تكبر و تصير همر) او عبارات هزلية مثل (لو كدها الحكني) اما اصحاب سيارات النقل الخارجي مثل سيارات الجيمسي يقومون بوضع ملصقات مثل الايات القرآنية و الحاديث و الادعية الدينية و بعض الشعارات الوطنية مثل (احميها و احفظ من فيها) (يا ساتر يا رب) (اللهم احفظ بلادي) و كذلك يقومون بوضع بعض الاهازيج و المقولات العراقية مثل (اخوان سنة وشيعة هذا الوطن منبيعة) (راجعين يا اهلنا راجعين)

اما سواق الشاحنات الكبيرة و صهاريج نقل المشتقات النفطية فيضعون عبارات فيضعون عبارات على مؤخرة الشاحنة و كذلك اصحاب الباصات الكبيرة المخصصة لنقل المسافرين خارج البلاد حيث يضعون عبارة مضادة للحسد مثل (عضة اسد و لا نظرة حسد) و هناك من يكتب عبارات على سيارات الصالون مثل (لا تسرع يا بابا نحن بانتظارك) .

انا اضع العبارات على سيارتي ولا أؤذي احد

اما (وليد خالد) صاحب سيارة حمل كيا لبيع الغاز يقول :

انا اضع هذه العبارات و العلامات لانني اجد المتعة في ذلك و كذلك ان لا اقوم بأذية احد او اتجاوز على احد حيث ان كتاباتي فقط على سيارتي و لا اعتبر ان هناك اي تجاوز او خدش للحياء العام بل اعتبرها وسيلة حضارية و اغلب البرامج التلفزيونية نشاهد الكثير من الشعارات و الكتابات على سياراتهم اما انا اضع على سيارتي في الجهة اليمنى عبارة (حسناء بغداد) و (بسج يا عين ترى كلها دين) في مؤخرة السيارة .

نتمنى ان صدور اوامر بمحاسبة من من يكتب العبارات على زجاج السيارات

بينما نقيب المرور (احسان محمد) له رأي في الموضوع :

في الحقيقة اخذت هذه الظاهرة بالانتشار بشكل كبير و غير طبيعي على الرغم ان هناك قانون يمنع الكتابة على زجاج السيارات و ان سبب منعها هو انها تشغل السائق الاخر و ربما تسبب حوادث مرورية بسبب تلك العبارات كذلك انها ظاهرة غير حضارية و نناشد الحكومة و مديرية المرور للبدء في اصدار الاوامر او نقوم بمحاسبة من يكتب عبارات على سيارته حرصا على ارواح المواطنين ، سابقا كان رجال المرور يحاسبون من يكتب على سيارته من خلال سحب اجازة السياقة و تحرير غرامة لكن الامور الان و بعد الظروف الصعبة التي يمر بها البلد لا يستطيع شرطي المرور محاسبة السائق او كثير من السصواق لا يمتلكون اجازات سياقة او هم من المراهقين و اعمارهم تحت السن القانوني الذي يؤهلهم للحصول على اجازات سياقة .

الكتابة على زجاج السيارات تعتبر مصدر دخل لنا نحن الخطاطين و أصحاب الإكسسوارات

و يختلف عن هذا الكلام الخطاط (اسعد الطائي) :

ان باب رزقنا نحن الخطاطين و اصحاب محلات إكسسوارات السيارات يعتمد على هذه المهنة حيث نقوم بلصق و كتابة الشعارات و يعتبر هذا النوع من الحرية الشخصية لصاحب السيارة مع الأخذ بنظر الاعتبار عدم التعرض للقيم و الثوابت و الإساءة للذوق العام ، في الوقت الحالي بدء الإقبال يتزايد بشكل غير طبيعي من قبل السواق على كتابة العبارات على سياراتهم و أصبحت هذه العبارات مثل الموضة و بالرغم من انني اقوم بكتابة مثل هذه العبارات لكني في بعض الاحيان اشعر بالخجل من بعض العبارات و اقوم بتقديم النصيحة لصاحب المركبة ان يقوم بتغير تلك العبارة و ارفض كتابة شعارات تتعارض مع الاداب و الاخلاق او الشعارات التي فيها نفس تفرقة حيث ان هناك بعض ضعاف النفوس يطلبون كتابتها و انا أقوم برفض كتابة هذا النوع من العبارات و الشعارات .

الكتابة على الزجاج تعبر عن مزاج و نفسية سائق المركبة

و للدكتور (سلام الخفاجي) اخصائي الامراض النفسية رأي في الموضوع :

هناك عبارات جميلة تكتب على السيارات و تكون بمثابة نقد للمجتمع سابقا كانت لا تتعدى عبارات تحذيرية مثل (لا تسرع يا بابا نحن بانتضارك اما الان فالعبارات هي تعبير حقيقي عن مزاج قائد السيارة الذي يعمل على افراغ معاناته النفسية و هواجسه ليقوم بترجمتها الى عبارات و شعارات يزين بها سيارته اما العبارات الان فهي تحمل هوية اجتماعية او حتى مزاجية حيث نرى البعض يكتب عن ولائه لنادي او مدينته او يكتب عن معشوقته او بيئته و لكن كل ذلك هو انعكاس للهوية الثقافية التي يحملها قائد السيارة و تعكس عن رؤيته للاشياء من حوله حيث ينقسم من يقومون بكتابة هذه الشعارات و العبارات الى فئة تؤمن بالشعارات و مدى تاثيرها و مفعولها في حين ترى الفئة الاخرى انها عبارة عن المزاج و الترفيه و دليل على خفة الدم .

اما اراء بعض المواطنين بشأن هذا الموضوع متباينة فمنهم من اعتبرها ظاهرة سيئة و غير حضارية و منهم من قال انها حرية شخصية و القانون يدعم الحرية الشخصية و التعبير عنها ما دام انها لا تؤثر على المجتمع و هناك من يعتبرها ظاهرة جيدة لو اقتصرت على كتابة الادعية و الايات القرآنية و هناك البعض من المواطنين يعتقدون ان ظاهرة الكتابة على السيارات هي ظاهرة سيئة و لا يستخدمها الانسان الوقور و المحترم حيث نرى ان اغلب من يكتب هذه العبارات و بالأخص العبارات التي نرى فيها خدش للحياء و الذوق العام نرى أصحابها أصحاب مشاكل و لا يحترمون الشارع و الراكب في السيارة معهم حيث نرى ان بعض سواق سيارات النقل نوع الكيا توجد في سياراتهم نواقص كبيرة مثل تحطم الزجاج و تهالك المقاعد (الكشنات) و حال سيارته يرثى لها بينما نراه يصرف ألاف الدنانير من اجل كتابة مثل هذه العبارات على السيارة و المفروض ان يقوم بصرف هذه الاموال في اعمار سيارته هناك بعض العبارات المشينة مكتوبة على بعض سيارات الكيا مثل (النساء يعشقن الخيانة) متناسيا ان له ام و اخت و زوجة و بنت .

… بالرغم من ان الكثير من الافكار و الرؤيا تم استيرادها و اقتباسها من الغرب و بدون اي وعي او ثقافة حيث نقوم بكتاباتها دليل ذلك اننا اصبحنا مقلدين للغرب و اصبح الكثير من اصحاب المركبات يكتبون العبارات باللغة الانجليزية و لا يعرفون معناها و عند ترجمتها نرى انها تمس او تهين الدين او انها كلمات بذيئة او تشجيع لفكر متطرف او تشجيع للانحلال و الفسوق اما بعض الكلمات باللغة العربية فحدث و لا حرج حيث انها نشر واضح للفسوق و بعضها كلمات و عبارات مضحكة حيث هناك احدى العبارات المضحكة مكتوبة على سيارات الحمل اللوري (حتى هدف حياتي … طلع تسلل) ، نحن نقول صحيح ان القانون العراقي ضمن للفرد حرية التعبير و التصرف الشخصي بدون ان يمس المجتمع . امنياتنا ان تقوم الحكومة و المؤسسات المختصة بتفعيل قانون يمنع او يحد من الكتابة على السيارات .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here