في ادب الحياة، الشيخوخة خريف الحياة !

* د. رضا العطار

— ولكن خريف الحياة سرعان ما يطيح باوراق عمرنا ورقة بعد اخرى، فاذا بنا نشعر باوصاب الشيخوخة وقد اخذت تدبّ في اعماق قلوبنا، واذا بنا ندرك على حين فجأة انه لم يعد في وسعنا سوى ان نهبط فوق منحدر الحياة ! وينظر المرء الى ما حوله، فاذا به يجد ابناءه قد اصبحوا رجالا ناضجين، واذا به يرى تلاميذه قد صاروا بدورهم اساتذة، واذا به يلمح على وجوه الاخرين ما ينطبق باحترامهم لشيخوخته ! وعندئذ قد لا يملك المرء سوى الاعتراف بالامر الواقع وانه قد قطع الجانب الاكبر من اشواط الطريق، وانه ليس عليه سوى انتظار الخاتمة الاليمة التي تجي فتضع حدا لهذا السير المتواصل المليء بالنصب والعناء.

وهنا قد يلح علينا السؤال: هلى تكون الشيخوخة هي وهن الجسم وضعف الاعضاء والعجز عن اداء بعض الاعمال ؟ او بعبارة اخرى : هل تكون الشيخوخة مجرد

( ظاهرة بيولوجية) واذا صح هذا فهل يكون الشيوخ محرومين تماما من كل قوة بدنية عاجزين تماما عن الاستمتاع باية لذة جسمية ؟ ولماذا نجد لدى بعض الشبان الذين يتمتعون بكامل قواهم الجسمية، خوفا غير عادي من الشيخوخة ؟

كل تلك أسئلة قد عني بالاجابة عليها علماء النفس خصوصا وقد دلتهم التجربة على ان (الخوف من الشيخوخة ) ليس وقفا على بعض الرجال المتقدمين في السن، بل هو قد يمتد ايضا الى نفوس بعض الشباب. وربما كان منشأ هذا الخوف اعتقاد هؤلاء الشباب بان وهن القوى الجسمية مرتبط بضعف عام في الشخصية. وانحلال تام للقوى الانفعالية والعقلية.

* مقتبس من كتاب مشكلات الحياة لمؤلفه الدكتور زكريا ابراهيم استاذ علم الفلسفة في جامعة القاهرة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here