أمانة بغداد تعيد إحياء تراث العاصمة

فراس الغضبان الحمداني

تستهويني أيام الزمن الجميل ، وعن بغداد بالذات أتحدث حين كانت فتاة صغيرة تتمدد بجسدها اللدن على ضفاف دجلة ولم تكن مدينة ضاربة في الضواحي البعيدة والقرى السحيقة ، وكان شاطي دجلةجميلا والأحياء القليلة نظيفة وأنيقة والشوارع مضاءة ، وبعض الفنادق في شارع الرشيد تكتظ بالنزلاء من المدن والقرى والطلاب والموظفين والشعراء والصحفيين والتجار ومن خارج البلاد ، بينما كانت المسارح ودور السينما ضاجة بأحدث الأفلام والسيارات الأجنبية ، وهي تتهادىفي الطرقات المعبدة بينما الحدائق والمتنزهات تزدان بالزهور والنافورات والسائحين ، وتعتلي الجسور دجلة وتعبر منها السيارات والمارة الباحثين عن رزقهم وسعادة أيامهم والأسواق تموج بالمتبضعين وتمتلئ بما لذ وطاب من الأغذية والفاكهة والبضائع المحلية والمستوردة .

يحتفل البغداديون بيوم مدينتهم التأريخية التي تمر عليها الأزمنة وهي شامخة عزيزة صامدة رغم المحن والعذابات والحروب والحصارات ، وكما يصفها الشاعر الكبير مصطفى جمال الدين بقوله :

بغداد ما أشتبكت عليك الأعصر

إلا ذوت ووريق عمرك أخضر

هذا العام سنحتفل بيوم بغداد ، وقد أشار مدير عام العلاقات والاعلام في أمانة بغداد السيد حكيم عبد الزهرة إلى التوصية والتركيز من قبل أمينة بغداد السيدة ذكرى علوش حول أهمية هذا اليوم من خلال إستذكار بغداد وجعل الذكرى محطة لمستقبل أفضل للعاصمة الأجمل ولإحياء تراث هذه البلدة التاريخية، ودعوة شخصيات عالمية ورواد عملوا في أمانة بغداد للحضور في الإحتفال الذي سيجري على قاعة الحكيم في جامعة بغداد ، والقيام بفعاليات فنية ومسرحية ، ومعرض للسيارات الملكية وسيارات أستخدمت في شوارع بغداد منذ عقود ، ليكون الإحتفال مناسبة لتجديد العهد بالمدينة الأثيرةعلى قلوب العراقيين وسكان العاصمة الخالدة .

من هنا أود الأشارة إلى إن أمانة بغداد تبذل جهودا جبارة للنهوض بواقع العاصمة وبناها التحتية وخدمة أهلها الطيبينوإظهارها كما يليق بها كمدينة تاريخية وعاصمة للدولة العربية الإسلامية في أوج أيام مجدها . فتحية لبغداد ولأمينها ولأهلها وليومها وغدها .

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here