للسورة الشريفة جملة من الفضائل والخصائص لعل ابرزها ما جاء في كتاب ثواب الاعمال عن الامام الصادق عليه السلام : من قرأ سورة الطلاق والتحريم في فريضة أعاذه الله من أن يكون يوم القيامة ممن يخاف أو يحزن وعوفي من النار وأدخله الله الجنة بتلاوته إياهما ومحافظته عليهما لانهما للنبي صلى الله عليه وآله .
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً{1}
تستهل السورة الشريفة بخطاب للنبي الكريم محمد “ص واله” , الخطاب للنبي “ص واله” والامر للامة ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء ) , اذا تقرر الانفصال بين الزوجين , بعد عدم الانسجام واستنفاد كل الحلول , حتى وصل الى الحل الاخير وهو الانفصال بالطلاق , ( فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ) , اكثر الآراء تشير الى ان يكون الطلاق بعد الطهر وقبل ان يتماسا , ( وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) , اكملوها ثلاثة قروء , ( وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ) , اطيعوه جل وعلا في ذلك ولا تتجاوزوا حدوده , ( لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ ) , ينبغي للمطلقة ان تبقى في بيتها حتى انقضاء العدة , لكن العرف والتقاليد تخالفا الشريعة , ( وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ) , لا تخرج من بيتها الا ان فعلت امرا فاحشا بشكل واضح لا لبس فيه , والفاحشة فيها عدة اراء , منها ( الزنا , السحاق , ايذاء الزوجة لأهل الزوج , سليطة اللسان , اشرافها على الرجال من غير حجاب ) , فتخرج عند ذاك لإقامة الحد عليها , ( وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ) , هذه هي حدوده جل وعلا , ( وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) , بتعريضها للعقاب , ( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) , لعل في تلك الفترة تحدث مراجعة بينهما فيتصالحا .
( عن الباقر عليه السلام احب للرجل الفقيه إذا أراد أن يطلق إمرأته ان يطلقها طلاق السنة ثم قال وهو الذي قال الله عز وجل لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا يعني بعد الطلاق وانقضاء العدة التزويج بها من قبل أن تزوج زوجا غيره .
الصادق عليه السلام المطلقة تكتحل وتختضب وتطيب وتلبس ما شاءت من الثياب لان الله عز وجل يقول لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا لعلها أن تقع في نفسه فيراجعها ) . “تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني” .
فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2}
تستمر الآية الكريمة ( فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ ) , شارفن على نهاية العدة , ( فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ) , حسن المعاشرة , ( أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ) , بإيفاء الحقوق وعد الاضرار , ( وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ ) , شاهدين عدول يشهدان على الطلاق او المراجعة , ( وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ) , يتوجب على الشهود ان يشهدوا لله تعالى , لا ان يتحيزا لاحد الطرفين , ( ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) , ذلكم الوعظ لمن يؤمن بالله تعالى ويخشى العذاب او يطمع بالثواب في الحياة الاخرة , ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً ) , يفيد النص المبارك , ان من يتق “يخاف الله” فيجتنب المناهي , ويعمل على الطاعة , يكون له فرجا من كل شدة , ومخرجا من كل ضيق .
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً{3}
تستمر الآية الكريمة ( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) , من حيث لا يتوقع او يقدر , ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) , كافيه , ( إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ) , يبلغ ما يريده , لا يفوته ولا يعجزه شيء جل جلاله , ( قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) , ميقاتا , او تقديرا لكل امر من رخاء او شدة .
( جاء جبرائيل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له يا جبرئيل ما التوكل على الله فقال العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع واستعمال اليأس من الخلق فإذا كان العبد كذلك لم يعتمد إلى أحد سوى الله ولم يرج ولم يخف سوى الله ولم يطمع في أحد سوى الله فهذا هو التوكل .
عن الصادق عليه السلام إن قوما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله لما نزلت هذه الاية اغلقوا الابواب وأقبلوا على العبادة وقالوا قد كفينا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فأرسل إليهم فقال ما حملكم على ما صنعتم فقالوا يا رسول الله تكفل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة فقال إنه من فعل ذلك لم يستجب له عليكم بالطلب .
عن الكاظم عليه السلام انه سئل عن هذه الاية فقال للتوكل على الله درجات منها أن تتوكل على الله في امورك كلها فما فعل بك كنت عنه راضيا تعلم أنه لا يألوك خيرا وفضلا وتعلم أن الحكم في ذلك له فتوكل على الله بتفويض ذلك إليه وثق به فيها وفي غيرها ) . “تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني” .
وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً{4}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ ) , بعض النساء لا يحضن لعلة او لكبر السن , ( إِنِ ارْتَبْتُمْ ) , ان شككتم في عدم حيضهن , لعلة ما او لكبر السن , ” عن أئمتنا عليهم السلام هن اللواتي أمثالهن يحضن لأنهن لو كن في سن من لا تحيض لم يكن للارتياب معنى” – تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني – , ( فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ ) , تكون العدة ثلاثة اشهر , ( وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ) , لصغر السن , فعدتهن ثلاثة اشهر على بعض الآراء , ( وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ) , اما الحامل المطلقة او مات زوجها , فعدتها ان تضع حملها , ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ) , ختام الآية الكريمة يتناسب مع ختام الآية الكريمة السابقة , فمن يتق الله تعالى يسهل عليه كل اموره ويوفقه لما فيه الخير .
ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً{5}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( ذَلِكَ ) , اشارة الى ما ذكر من الاحكام , ( أَمْرُ اللَّهِ ) , حكمه وتشريعه , ( أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ ) , شرعه لكم لتحكموا به , ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ ) , في امره وحكمه جل جلاله :
1- ( يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ ) : تمحى ذنوبه , { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ }هود114 .
2- ( وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً ) : بمضاعفة الاجر والثواب .
أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى{6}
تستمر الآية الكريمة ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ ) , اسكنوا المطلقات في بعض مساكنكم من وسعكم , ( وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ) , ولا تضيقوا عليهن بالسكن او بالنفقة فيلجئن الى الخروج , ( وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ) , لزوم الانفاق على الحامل حتى تقضي عدتها بوضع الحمل , ( فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) , هنا يحق للمطلقة ان تأخذ الاجر على ارضاع ابنها الذي هو ابن رجل اجنبي عليها “بعد الطلاق” , ( وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ) , ان يكون التعامل بينهما بالمعروف , ( وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ) , وان تضايقتم على الارضاع , فامتنع الاب مثلا عن دفع نفقة الارضاع , او امتنعت الام عنه , فينبغي على الاب ان يطلب مرضعة لابنه , فالأم غير مجبرة على الارضاع .
( عن الباقر عليه السلام إن المطلقة ثلاثا ليس لها نفقة على زوجها إنما هي التي لزوجها عليها رجعة .
عن الصادق عليه السلام لا يضار الرجل امرأته إذا طلقها فيضيق عليها حتى تنتقل قبل أن تنقضي عدتها فإن الله قد نهى عن ذلك ثم تلا هذه الآية .
عن الصادق عليه السلام إنه سئل عن المطلقة ثلاثا الها النفقة والسكنى قال احبلي هي قيل لا قال فلا ) . “تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني” .
لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً{7}
تستمر الآية الكريمة ( لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ) , لينفق الزوج على طليقته على حسب طاقته , ( وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ) , الفقير , او من كان رزقه ضيق , ( فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ) , ما يمكنه , ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا ) , الا وسعها , ( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً ) , تضمن النص المبارك وعدا الهيا بالفرج بعد العسر .
(عن الصادق عليه السلام انه سئل عن الرجل الموسر يتخذ الثياب الكثيرة الجياد والطيالسة والقمص الكثيرة يصون بعضها بعضا يتجمل بها أيكون مسرفا قال لا لان الله عز وجل يقول لينفق ذو سعة من سعته ) . “تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني” .
وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُّكْراً{8}
تضيف الآية الكريمة ( وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ ) , بيانا للكثرة , ( عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ ) , عتى وعصى اهلها امر ربهم ورسله , ( فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً ) , في الدنيا , او هو في الاخرة وان لم يحن حينها , لكنه متحقق لتحقق وقوعها , ( وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُّكْراً ) , في الاخرة .
فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً{9}
تستمر الآية الكريمة ( فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا ) , عقوبة كفرها ومعاصيها , ( وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً ) , وكان عقابها خسرانا ما بعده خسران وهلاكا ما بعده هلاك .
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً{10}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً ) , اعد الله جل وعلا للذين عتوا وطغوا عذابا بالغ الشدة , ( فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ ) , فخافوا الله واحذروا عذابه يا ذوي العقول الناضجة السليمة , ( الَّذِينَ آمَنُوا ) , أي يا ذوي العقول السليمة , ( قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً ) , بالمواعظ او يذكركم بالثواب والعقاب .
رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً{11}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ ) , الذكر هو الرسول الكريم محمد “ص واله” يتلو عليكم آيات القرآن الكريم موضحات للحق من الباطل , ( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) , من ظلمات الكفر الى نور الايمان , ( وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ) , لا يخرج منه ابدا , ( قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً ) , الرزق الذي لا ينقطع في الجنة .
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً{12}
تختتم الآية الكريمة ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ) , في العدد , أي سبع سموات وسبع ارضين , ( يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ ) , الوحي , او يجري امر الله وقضائه بينهن , ( لِتَعْلَمُوا ) , ايها الناس بهذا الخلق وتنزيل الامر :
1- ( أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) : لا يعجزه ولا يفوته شيء صغر او كبر , ظهر او خفي .
2- ( وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ) : لا يخرج شيء من علمه .
ان كلا الامرين القدرة والاحاطة “الخلق والتنزيل” يدلان على كمال قدرته وتمام علمه جل وعلا .
حيدر الحدراوي
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط