الرئاسات الثلاث وحكيم ال ازيرج

د.عبد الكريم السوداني

ابو علي احد وجهاء وحكماء عشيره ال ازيرج فقد ولده على اثر شجار بسبب لا يرقى الى سبب الناقه في حرب البسوس التي استمرت اربعين عاما !! سبب لايختلف كثيرا عن اسباب الصراعات العشائريه في الفتره الاخيره والتيتذهب فيها ارواح بريئه من الطرفين. وفي الوقت الذي باتت تشكل هذه الصراعات احدى مشاكل المجتمع العراقي وسط عجز الجهات المسوؤله عن معالجتها ورغم اصدار القوانين فان حكيم ال ازيرج الحاج ابو علي يتصدى لهذه المشكله التي اصبحت كالمرض المزمن ويشد على جراحاته والامه ويشخصالداء والدواء وبكل ثقه وشجاعه واقتدار ليضع حدا لهذا النزيف المستمر وقد صدق من قال ( ان تسعه اعشار الحكمه هوان يكون الانسان حكيما في الوقت المناسب .) لقد جمع حكيم ال ازيرج ابناء عشيرته ووقف امامهم بعد ان امسك بزناد كل سلاح من اسلحتهم التي لو خرجت منها اطلاقهواحده لما توقفت ورجح العقل على العاطفه وراح يتحدث معهم بما يملي عليه ايمانه بالله ورسوله وثقته المطلقه بالمرجعيه العليا دون ان يحسب حسابا للعادات الطارئه التي سيطرت على عقول الكثيرين واللذين يحسبون الخروج عن هذه العاادات ضعفا وانهزاما وبحكمته وشجاعته وكرمهاستطاع ان يقنع الجميع بالحفاظ على نساء ورجال العشيره التي ينتميى اليها القاتل وان ينزع فتيل الفتنه والثار والانتقام من ابناء عمومته وعشيرته .

اي رجل هذا ؟ واي فعل هذا ؟ واي كلمات يعبر فيها هذا الحكيم عن اسفه عن القاتل الذي هرب وعن المقتول الذي احتظنته مقبرة وادي السلام ؟

اي درس هذا الذي يقدمه حكيم ال ازيرج وابناء عمومته اللذين سرعان ما استجابوا لنداءه ؟ اي دواء لمرض اصبح مزمنا ويأسنا من ايجاد العلاج له ؟ اي وعي هذا الذي يصل بهذا الحكيم ان ينذر ابناء عشيرته بتسليم كل منيرمي اطلا قه واحده الى الجهات المختصه ويقيم عليه الدعوه ؟

لقد نشر كل ذلك بالصوت والصوره على اليوتيوب وكنت اتوقع ان فضائياتنا ستتناول هذا الموقف الاكثر من رائع لهذا الحكيم ولهذه العشيره الاصيله ولكن لم ار شيئا من ذلك باستثناء لقاء سريع مع الحكيم لايتجاوز الخمسهدقائق اجراه الاعلامي كريم حمادي في برنامجه دائرة حوار . وكنت اتمنى عليه ان يخصص الحلقه كامله مع استضافة استاذ في علم الاجتماع واخرمن وزارة الداخليه ورئيس عشيرة القاتل او عشيره اخرى.

وكنت اتوقع ايضا ان مثل هذا الموقف لايمر مرور الكرام كونه يمثل الخطوه الاولى في طريق معالجة واحده من اكبر المشاكل الطارئه على مجتمعنا منذ تسعينات القرن الماضي ولغاية الان !! فكان على السيد عادل عبد المهديبصفته المسؤول الاول عن ايجاد الحلول لمثل هذه المشاكل المجتمعيه الطارئه رغم انشغاله بمشاكل الكابينه الوزاريه ان يزور عشيره ال ازيرج في مضيفها في الناصريه وكذلك السيد برهم صالح ويجعل من هذه الزياره احدى محطاته المكوكيه.

اما بالنسبه للبرلمان فلا ادري اين هي لجنة العشائر من هذا الموقف بل اين رئيس مجلس النواب ونائبيه ؟ الا يستحق موقف حكيم ال ازيرج الاهتمام منا؟ الا يستحق ان نجعل منه موقفا عاما وليس خاصا ؟ اجزم انه ليس بحاجهالى زياراتكم ولقاءاتكم ولكنها حاجه مجتمع ينزف دما لاسباب ماأنزل الله بها من سلطان.

ادعو للرجل الطيب ابوعلي ان يزيده الله صبرا على صبره وحكمة على حكمته ووعيا على وعيه وكرما على كرمه وايمانا على ايمانه وصلاحا على صلاحه وان يطيل في عمره ليكون مثالا لجميع عشائرنا العراقيه الاصيله.

اقول لحكيم ال ازيرج لقد فقدت عزيزا ولكنك كسبت ماكسبت في الدنيا والاخره فهنيئا لك ولعشيرتك.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here