المجاهـــــــــــــــــــــــــد الحاج عباس علي باشا الاركوازي

بقلم: هاشم الطباطبائي
hm_2007m@yahoo.
موضوع بحثنا اليوم عن رجل مجاهد ومناضل صلد تحدى الزمرة الصدامية في السر والعلن لم يعتري الخوف طريقه ابدا لايمانه وعقيدته بالله تعالى وبرسوله الاكرم وعترته المعصومين ذلك هو المجاهد الشهيد الحاج عباس علي باشا ولي الأركوازي
ولد في سنة 1929 في مدينة خانقين قرية الاركوازي احدى اكبر القرى الشيعيه التي انتجت مناضلين ومجاهدين ضد الطغمه الصداميه وشيخها السيد علي بيك عيسى الذي كان له تاريخ نضالي وجهادي قوميا ومذهبيا. نشأ المجاهد الحاج عباس من أسرة متحفظة فقضى أيام طفولته (نعومة أظافره) جديا ً ومثابرًا وبارزًا بين أخوتهِ بخدمته وعشقه لآهل بيت النبوة وعليهم افضل الصلاة والسلام وللعلم والعلماء وبارادته القوية تمكن ان يتعلم القراءة والكتابة ثم دراسة القواعد والاصول والاحكام الشرعية والبلاغة والمنطق واصبح مقتدرا من الناحية الشرعية على الإرشاد والتوضيح والتفسير والفقه وتفرد بين عشيرته وقومه بالتفاني والخدمة لاهل البيت عليهم السلام وهذا الحب دفعه ان يلتحق بحسينية المزرعة تحت رعاية واشراف العلامة الشيخ الجليل والمجتهد (شيخ مرا د قدس سره الشريف) وقد تمكن من قراءة وكتابة اللغة العربية باتقان وكذلك كل العلوم والقواعد والبلاغة والشريعة . بعد وفاة العلامة الكبير الشيخ مراد اصبح المقيم الشرعي على الحسينية (وكان يراجع العالم الكبير الفاضل السيد محمد شبر قدس سره الشريف الذي خلف والده العالم الفاضل السيد ابراهيم شبر المكلف رسميا من الحوزة العلمية في النجف والمقلد للسيد على السيستاني في الحسينية الكبيرة سميت بهذا الاسم نسبة لكبر حجمها و لها اسم ثاني حسينية سيد آغا نسبة الى العائلة السادة آل شبر المحترمون) للاستفهام عن المسائل الشرعية التي يحتاجها للتوجيه والإرشاد وخاصة الفقهيه وبعد وفاة السيد محمد الشبر استمر ال شبرفي التكليف الشرعي تم اختيار ابنه السيد عباس ابن سيد محمد الشبر دام ظله الشريف أستلم خدمة الحسينية سنة 1976. الحاج عباس كان تقيا مؤمنا بسيطا ومتواضعا تغطي الابتسامة ملئ وجه وكان يلبس العمامة والعباءة ومظهره بسيطا لطيف الكلام لا يجامل احدا على حساب الحق والشرع.
– في احد الايام سنة 1987التقيت به في مجلس فاتحة لشخص من اهالي خانقين يسكن منطقة الكاظمية ..تكلم لنا عن ظروف اعتقاله وامام جميع الحضور وبصوت عالي وارسلوا له الاشارات من هنا وهناك تحسبا لاحتمال تواجد رجال من الامن أو من المنافقين في الفاتحة حتى قسم من الجالسين تركوا مجلس الفاتحة خوفا واسرد في كلامه لنا..( اعتقلت في خانقين للمرة الثالثة وهذه المرة وضعوني في سيارة معتمة وبدون شبابيك وكان الطريق طويلا لساعات وبعد تلك الساعات الطويلة شدوا عيني بقماش اسود ويدي مقيدة من الخلف وقادوني إلى غرفة مظلمة لااعلم في اي مكان وبعد ساعة جاءني خمسة اشخاص واجلسوني على كرسي في الغرفة وبدؤا بالتحقيق معي في البداية قال لي اننا نحترمك ياشيخنا الجليل وانت ضيف عندنا نريدك ان تتعاون معنا حتى نرجعك إلى عائلتك معزز مكرم قلت لهم انشاءالله ماذا تريدون مني؟ قال احدهم واعتقد انه ضابط كبير لانهم كانوا ينادونه سيدي…ما علاقتك بايران….قلت ليس لي اي علاقة بايران فقط هناك مذهب يجمعني معهم….قال انتم الموالون من خلال المذهب كم شخص في تنظيم خانقين قلت لاتنظيم بل هناك مصليين تجمعنا معهم الصلاة وكثير من الاسئلة من هذا القبيل وعندما تعبوا معي لثلاث ساعات مستمرة خرجوا وبعد ساعة جاءت مجموعة اخرى اول ما فتحوا الباب تفوهوا يكلام بذيئ وسب وشتم ثم سالوني تقريبا نفس الاسئلة ولكن هذه المرة بالصوندات والعصي والكيبل الكهربائي وكلما كانوا يعذبونني اقول الحمدلله رب العالمين واقرا ايات قرأنية وبقيت على هذا الحال لمده عشرة ايام وانا في تلك الايام كنت صائما وفي كل ليلة اصلي صلاة الليل وبعدها توقفوا عن تعذيبي واردف قائلا: وفي احدى اليالي رأيت رؤى في منامي ان جاءني شخص يلبس عمامة سوداء وله مظهر الانبياء أو الاوصياء قال انهض وجهز امتعتك لانه سيطلق سراحك,…..وفي الصباح جاءني ضابط واعتقد ان اسمه ملازم اول صالح واول ما فتح الباب وجدني جاهز مع امتعتي وسالني لماذا جهزت امتعتك…قلت لانني تبلغت من الله تعالى ان يتم اطلاق سراحي هذا الصباح….قال ونعم بالله والله أنت رجل صالح ومؤمن جاءنا امر باطلاق سراحك وقبل راسي خفية وقال اطلب منك السماح والعفوا لانني عبد المأمور..قلت اطلب (الغفران من الله هو الغفور الرحيم) لنشاطه بين اوساط المجتمع في تعرية السلطة ووصفها بالشيطان وتوجيهاته ألقي القبض عليه عدة مرات في الثمانينات من بدايته إلى سنة 1989واخرها في يوم الخميس 13/3/1991 ألقي القبض عليه قي حسينية المزرعة من قبل جهاز الأمن المنحل عند مشاركته في الإنتفاضة الشعبانية مع ثلة من الشباب الأحرار المجاهدين من أبناء مدينة خانقين
الحاج عباس كان يشيد بدوره كل من يتلمس شخصيته او يكون قريبا منه وعن حياته التاريخية الفذة حيث نادى أيام الإنتفاضة الشعبانية على المئذنة وبأعلى صوته
– . ً قالت ايه يوسف :الله يرحمه ،،كنت في منزله في ذاك اليوم الذي انسحب البیشمرگه اعتقل شاهدت بأم عيني كيف ضربوه و أخذوه كلما أتذكر ذلك اللحظة يأخذني عبرة و أبكي
كان باستطاعته أن يهرب و لكنه ضحى بنفسه من أجلي و أجل أحد الأخوة المجاهدين من پيشمرگه والثاني من قوات البدر سلمان التميمي (جواد جعفري) كانوا مجروحين موجودين في الحسينية (المزرعه ) ما زلت أتذكر اقواله قال انا انزل إليهم فهم يريدونني ان نزلت إليهم فهم لا يصعدون إلى فوق و فعلا لم يصعدوا إلى منزله الواقع في الطابق العلوي في الحسينيه
وكان له مواقف مشرّفة في مقارعة أعتى طاغوت عرفته البشرية وندائاته للناس بشكل علنى للثورة على الطغاة واسقاط النظام المجرم الحاج عباس كان يشيد بدوره كل من يتلمس شخصيته او يكون قريبا منه وعن حياته التاريخية الفذة حيث نادى أيام الإنتفاضة الشعبانية على المئذنة وبأعلى صوته (ظهر الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ً) الله أكبر ويا أبناءخانقين هلموا وعاونوا أخوانكم في التحرر من أشرس حكم على وجه الأرض ، فهذه(الصرخة) تركت دويا ً ملفتا ً عند أهالي خانقين وعلى أثره تم القاء القبض عليه لآخر مرة ..ومن بعده ولسنوات طويلة لم يجدوا له اثر رغم البحث عنه من قبل عائلته اكثر من سنة. وفي يوم 29/6/2006 تم ألعثور على رفاته في منطقة ملك شاه(مدخل مدينة خانقين ) على سهل مرتفع هناك بمقبرة جماعية مع اخرين من رفاقه حيث أعدموا رميا بالرصاص آنذاك . وتم تشييعه ورفاقه الشهداء من قبل ذويه واهل المدنية (تعرفوا عليه بصايته وجبته) والشهداء من أبناء المدينة .وان السيد اية الله العظمى محمد باقر الحكيم قدم العزاء لولده محمد واشاد بدور والده في مقارعة النظام والظلم. وللشهيد ثلاثة اولاد وهم الحاج مراد الذي فقد بصرة من كثرة البكاء والحزن على والده الشهيد والثاني محمد الذي استشهد في تفجير حسينية خانقين اثناء الصلاة في 18/11/2018 والثالث هو علي الذي (هاجر الى الجمهورية الاسلامية ) فسلام عليه يوم ولد ويوم أستشهد (ظلما) ويوم يبعث مع الصالحين حيا .ً والحقيقة الواضحة للجميع ان معاناة(مدينة خانقين ) مزدوجة بعكس المدن الاخرى لأنها الأم الحنون لأولاد يفتخرون بانتمائهم القومي ويضحون من اجلها ,كلما كانت الحملة البعثية القذرة بحق الكورد كلما كانو يدفعون الثمن معهم, وتفتخر ايضا هذه المدينة بان اكثر ابنائها هم من الموالون لمنهج أهل البيت عليهم السلام وكلما كانت الحملة البعثية الطائفية كانت بحق اتباع اهل البيت كانت ابناء خانقين يدفعون معهم الثمن ون حقها أن تكون شامخة بأبنائها (لانها مدينةالنضال والتضحية) وأبنائها اليوم وهم في قمة المسؤوليات السياسية والثقافية والعلمية يفتخرون بأرضهم وقوميتهم ومولاتهم لأهل بيت النبوة . قيام الانتفاضة في شمال العراق وشرقه كان متزامنا مع بقية مناطق العراق وكانت السليمانية سباقة للانتفاضة ونهضت في 3/5/1991 وانتفظت مدينة خانقين معها وتلتها هولير التي انتفظت في 11/5/1991وسقطت جميع المحافظات الجنوبية والوسط والشمالية عدى بغداد. قامت القوات العسكرية وبامر مباشرمن المجرم قصي صدام حسين وعلي حسن المجيد الكيماويى (لعنة الله عليهم ) بقمع الانتفاضة واحدة تلوا الاخرى بواسطة الطائرات المقاتلة وطائرات العمودية (بعد موافقة السلطة الامريكية على ذلك ) التي كانت تقصف المناطق بشكل عشوائي مما وقع عشرات الالوف من العراقيين بين شهيد وجريح ومثلها زجت في السجون والمئات تمكنت من الفرار إلى الدول الجوار خوفا من بطش رجال الامن وتحولت تلك المدن إلى مدن للاشباح بعد ان حصلت الاذن والموافقة من قيادات الجيوش الامريكية بوساطة الدولة التكفيرية التي كانت ولاتزال تريد الشر بالعراق واهلها (سعودية.). خانقين احدى تلك المناطق التي سبقت كل المناطق بانتفاظتها المباركة الا ان الزمرة الطاغوتية المجرمة قامت بقصف جميع مناطقها بشكل عشوائي وصبت نار حقدها على هذه المدينة المجاهدة وتدمير مراكزها الاقتصادية والثفافية والاثرية ومدارس الاولاد والبنات وراح ضحيتها كثير من الشباب. كانت مدينة خانقين رغم عمل

الأوباش لتخريبها وتحطيمها مدينة جميلة بأشجارها وبساتينها وغنية بحقولها النفطية في موقع جياسروخ وبيكة والنفط خانة الحدودية وانتشارالزراعة فيها بدءاً من تلولها الشامخة ومرورا بسهولها حيث يتفرع جدول بالاجو من نهر سيروان مروراً بسهل بنكورة المشهور بزراعة الشلب والرقي والبطيخ والخضراوات المتنوعة إلى إلتقائه بنهر الوند ( ئه لوه ند )، ومن ثمّ مروراً بالقرى التي تقع على ضفتيه وصولاً إلى المصب في نهر سيروان مرة أخرى، وفي الماضي القريب كان الناس يصنعون الفحم من أشجار البلوط المنتشرة في جبل بمو، ومن الجدير هنا الإشارة إلى الاحتياط النفطي في حقول جياسروخ الجاهزة والمحفوظة في الآبار التي تمّ غلق فوهاتها بالكونكريت المسلح.بقيت خانقين صامدة ترفع راية النصر على جبل كلات ( جبل في شرق المدينه ب 5 كيلو متر مقابل قريه الاركوازي كان الشباب يشعلون الاطارات يوم نوروز يوم كاوة الحداد تحديا للنضام الدكتاتوري وبعد السقوط اصبحت القمه حدائق ومدينه الالعاب ) وكهريز وعلياوة والاركوازي وامام بابير وتوله فروش والمحطة وملك شاهي ومزرعة وباشا كوبري وحي العمال والمعلمين وبقايا اثار بانميل التي تم ازالتها من بكرة ابيها وبقايا مصفى الوند وحقول شركة نفط خانة (اذ انشأت الشركة بموجب عقد امتيازها مصفى قرب مدينةخانقين وهو مصفى الوند وذلك في عام 1927 لتموين المنطقتين الشمالية والوسطى من العراق بالمشتقات النفطية وكانت شركة نفط خانقين تقوم ايضا بتوزيع المنتجات النفطية في مصفى الوند المحدودة واحتكرت توزيع المنتجات النفطية داخل العراق وفي 25 كانون الاول 1951 عقد اتفاق جديد بين الحكومة العراقية وشركة نفط خانقين اشترت الحكومة بموجبه جميع ممتلكات الشركة الخاصة بعمليات التصفية والتوزيع بما فيها مصفى الوند وتعهدت الشركة حسب هذا الاتفاق بأن تشرف نيابة عن الحكومة على عملية التصفية والتوزيع مقابل اجر سنوي قدره (150) الف دينار ولمدة عشر سنوات قابلة للتجديدالذي كان الشريان الاقتصادي للمدينة .اما البساتين العامرة والمكتض بانواع الفواكه والتمور المحيطة بالمدينة ا تم حجزقسم منها واهدائها الى اعضاء الحزب الفاسد(البعث) واحراق القسم الاخر بحجه دخول متسللين وكانت صرخة اهالي خانقين بين مهجرين ومهاجرين ومعتقلين في السجون الذين انتشروا في(كل ارض العراق) الوسط والجنوب . وقريه علم دار(سمي بهذا الاسم نسبة إلى الصحابي الذي كان يرفع راية السلام في حرب جلولاء وسقط شهيداً وغرق في نهر الوند وهو الصحابي محمد ابو حذيفة اليماني رحمه الله. ( وامام عباس وامام محمد وخدرزندة كلها وعشائرها المظلومة التي تم تسميتها في دوائر الجنسية (بالعشائرالسبعة المبشرة)ومؤشرة لديهم انها من التبعية لايرانية علما بان عمر تواجد هذه العشائر في مناطقها الحالية من سنة 1860واشجار النخل الشامخة دليل وجودها لهذه الفترة وجريمتهم هم كورد ومن اتباع اهل البيت, )(الجسر الحجري )تم بناء هذا الجسر من قبل ملك شاه الصفوي ،وكانت فكرة البناء ترجع إلى زوجة ملك شاه ولكن في الحقيقة مبني بالطابوق السلطاني مربع الشكل واسمه الحقيقي (كوپري ) يعني باللغة العربية (جسر ) و هي كلمة ٱذرية تركمانية لأنَ الصفويين كانوا من الأتراك آذربيجان ولم يكونوا من الفرس، ولكن حَكموا إيران لعدة قرون
ايها الشهيد الوفي : رحلت صائما مبتسما وعيونك تنظر إلى الدنيا نظرة احتقار لقد اشتريت الاخرة بدنياك وأمنت مدينة خانقين بين يدي صاحب العصر والزمان شهيدا مجاهدا مقاوما للظلم يستذكرك اهل المدينة بسيرتك العطرة كانت تتسم باشعاع القيم والمبادئ وبهذه الروحية كان ينطلق بجهاده جهرا ضد الطغمة الفاسدة متجاوزا الشخص والشخصية في سيرته التي كان يزينها لغده الموعود اكثر ما يصنعه ليومه.رجل صادق مع نفسه فكان مع الصادقين لان الرجال يرحلون إلى منياهم اما العقيدة والمبدئ والوطن باقيه في تفكير وضمير الاجيال القادمة
روى لي الاخ فاروق سوز علي نقلا من الحاج عباس مايلي:- في السبعينات كان هناك دعوة من الحكومة المحلية في خانقين للتقديم على التعين في سلك الشرطة المحلية في خانقين وذهبت للتقديم وفي الليل رايت في الروؤيا ان جائني رجل بهيئة مهيبة والنور على جبينه وقال لي عباس لاتسجل على هذه الوظيفة لان الله اختارك حارسا لوجه لله تعالى….وبعد ايام ذهبت إلى حسينية المزرعة والتقيت بسماحة الشيخ مراد (العالم الشرعي في الحسينية المسماة الحسينية الصغيرة في منطقة المزرعة وهناك حسينية اخرى تسمى الحسينية الكبيرة تدار شرعيا من ال الشبر))وقلت له انني اريد ان اخدم في الحسينية بدون اجور وما ياتيني من المساعدات من المؤمنيين يكفيني ووافق على ذلك وقلت الحمدلله هذا اول عملي مع الله تعالى…وابان الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية ولكون هذه المدينة حدودية كانت القوات العسكرية وبامر من القيادات البعثية يتم اطلاق الصواريخ والمدفعية من داخل الاحياء السكنية على اراضي الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن الامر الطبيعي عسكريا لابد من الرد على مصادرها لاسكاتها وتقع تلك القذائف والصواريخ بالقرب من المناطق السكنية واكثر الاحيان كانت القوات الايرانية تقذف بصاروخين على المناطق الفارغة لتنبيه الاهالى بترك مناطقهم ومن بعد عشرة دقائق يتم الرمي بكثافة وكان اهل خانقين يعرفون هذه الملاحظة ويدخلون الملاجئ.
الكلام للراوي فاروق نقلا عن الشهيد : وفي الليل ايضا جاءني نفس الشخص وابلغني بان هناك امرأة مؤمنة في قرية اركوازي توفيت اثر القصف وتركت في
المكان الفلاني وعليها التراب …..اذهب اليها واغسلوها وادفنوها وفي جيبها مفتاح لخزنة داخل بيتها وفي الخزنة كمية من النقود تسلمها إلى ذويهم (ايتام ) في بغداد منطقة باب الشيخ…ترددت في تنفيذ المهمة وجاءني مرة اخرى وقال لي الم نعينك حارسا لله تعالى ؟ قلت بلى قال إذا نفذ ما امرتك به؟ وفي الليل طلبت من ولدي مراد ومحمد ان يجلسوا ونذهب للمهمة….اولادي ضنوا باني اصابني الجنون…قالو يا ابي كيف نخرج في هذ الليل وخانقين تحت القصف وقوات عسكرية تملئ الدنيا….قلت لهم ابنائي الاعزاء ثقوا بي وسوف تجدون الحقيقة باعينكم؟؟؟ ذهبنا إلى المكان الموصوف ووجدنا فعلا امرأة تحت التراب وحملناها واتينا بها إلى الحسينية وقامت زوجتي بغسلها وتكفينها وكلفت زوجتي ان تبحث في ملابسها عن مفتاح,,وفعلا وجدنا المفتاح ومن ثم تم دفنها….وبعد ايام ذهبت إلى دارهم وفتحت الخزنة ووجدت المبلغ واوصلتها إلى اهلها في بغداد. روى لي سيد عبد النبي سيد محمد مايلي: كنت املك سيارة داتسن موديل 1980 ومررت على الحاج عباس لاسلم عليه قال لي سيد عندي جولة في سبيل الله هل تساعدني وتحصل على الاجر والثواب…قلت انشاء الله..قال انتظرني دقائق..ثم جائني ويحمل مجموعة من الاكياس ووضعها على الكشن الخلفي وصعد في المقعد الامامي بجانبي وقال انطلق سيدنا واصبح يوجهني إلى الطريق وبين الفروع وامام احد الدور قال توقف..وقفت وترجل من السيارة واخذ كيس واحد ووضعه امام باب البيت ودق الجرس وعندما سمع صوت اقدام(من داخل المسكن) (جاء إلى السيارة وقال انطلق….وهكذا الحال مع سبعة أو ثمانية دور اخرى..قلت له..حجي (ليش ما تنتظر تسلمهم الكيس..؟ قال اولا الاكياس تحتوي على تمن .يجوز يخجلون من عدنا وانا اعرفهم كانوا من اهل الخير امورهم الماليه تعبانة..قلت جزاك الله الف خير كما حكت لي احدى النساء القريبات من الحاج عباس ما يلي:-( الحسينة كانت محتاجة إلى بعض المواد الانشائية لتعميرها ولم املك المال..وفي احدى الليالي رايت في منامي رؤيا جائني نفس الشخص وقال لي حجي ليش حاير…اذا كان على المواد الانشائية غدا اذهب إلى مصطفى زوراب هو يسهل لك الامر..وفي الصباح نهضت من نومي وقلت اشهد ان الله الا الله محمد رسول الله….وقبل الظهر ذهبت إلى الشخص المذكور وسلمت عليه وجلست…وقال لي حجي تفضل كم تحتاج مواد انشائية للتصليحات…ابتسمت وقلت…وكيف تعلم انني جئت اليك لهذا الغرض…قال مثلما انت علمت انا ايضا علمت بان الحسينية تحتاج الى مواد انشائية لترميمها ولو لم تاتي الينا لاجئتك الى الحسينية..فاخذت المواد الانشائية للتعمير..وقال لي خلي هذا بيني وبينك انشاءالله(خوفا من الزمرة الامنية والاستخبارات)…والكلام للراوية) كما قال لي المهندس مصطفى شاه محمد في صباح اليوم الذي دخل قوات البشمركه إلى خانقين وبين الساعة التاسعه إلى العاشره كنت موجودا عند راس الفرع المؤدى إلى حسينية المزرعة خرج الشهيد من الحسينيه واتى الينا وفى تلك اللحظة جاء اثنان من الاخوه البيشمركه ويبدو انهم يعرفونه سلمو عليه ورحبوا به واعطاه احدهم رشاشته واطلق المرحوم الشهيد اطلاقتان في الهواء فرحا بتحرير خانقين
كما روى لي الاخ (فاروق سوز علي) انه تم القاء القبض عليه للمرة الثانية وبعد شهرين أطلق سراحه وجاءنا الى بغداد وسالناه عن الاسباب فقال الحاج عباس..والكلام للاخ فاروق..كنت موقوفاً في سجن بعقوبة لاغراض تحقيقة والولاء لايران (ويقصدون الشيعة) وكانت تجري التحقيقات والتعذيب الجسدي يوميا وانا ابتسم واقراء القران والأدعية حتى اصبح قسم منهم يتعاطفون معي اثناء غياب امرائهم لانهم كلما دخلوا الزنزانه يجدوني في الصلاة ويقدمون الاكل يجدونني صائما ولاحظت احد الضباط دائما يصلي ومعه بعض افراد الشرطة وكان يأتيني كلِما سنحت له الفرصة ويجلب لي بعض الحاجيات ويحب التحدث معي واستمر الحال اكثر من شهر وفي احد الايام جلس الملازم الاول معي اكثر من ساعة بعد الدوام الرسمي واثناء خفارته ومعه شرطي وقالوا لي كيف نكفر عن ذنوبنا يا شيخ قلت لهم اتركوا هذه المهنة لانها للظالمين ويبدوا انكم اناس طيبون تحبون اهل البيت..قالوا ماذا نعمل لنتخلص من هذا النظام الغاشم قلت وبامكانكما الهروب عن طريق خانقين وبعد اطلاق سراحي ودعتهم وطلبوا مني العفوا لانهم ساهموا في تعذيبي في بداية اعتقالي. وبعد مرور اربعة اشهر جاءتني مفرزة من استخبارات بعقوبة وشدوا عيني واخذوني بسيارة لاند كروزر الى بعقوبة…وفي اليوم الثاني جاءني اربعة رجال مدنيين وقالوا لي انت عميل تهرب الناس الى ايران..قلت لهم معاذ الله انا لست كذلك قال رئيسهم ادخلوا المتهم واذ به الشرطي الذي كان يجالسني مع الضابط …قالوا لي هل تعرفه ؟ قلت لهم ليس معرفة شخصية بل من خلال قيامه بتعذيبي عندما كنت في هذا المعتقل…..قال الم تقم بتحريضه على الهروب الى ايران…قلت كلا….التفت الى الشرطي المعتقل ..وقال له من حرضك على الهروب ؟ قال سيدي هو هذا الشيخ…قلت له طبعا هو من الخوف والتعذيب بامكانه يتهم اقرب الناس اليه…هل لديكم اثبات على ذلك.. ضربني بالصوندة عدة مرات وقال تتكلم معي بالقانون انتم كلكم صنف واحد وكلكم موالين لأيران…ثم قال سوف اعلمك كيف تحرض الناس على الهروب يا عميل وتفوه بكلام بذيئ وقال انت عميل لايران قلت في نفسي انا لله وانا اليه راجعون وبقيت تحت التعذيب اكثر من شهر ولم يحصلوا مني على أي شيئ يثبت ادانتي. كنت كالسابق يوميا صائم وكل اوقاتي اقضيها في الصلاة الا ان التقيت باحد افراد الاستخبارات ايضا تعاطف معي وكان يجلب لي ما احتاج سرا تبين انه ايضا شيعي من مدينة الخالص .قلت له ماقصة هذا الشرطي الذي اعترف علِيٍ ؟ قال هرب مع الضابط الى ايران قبل شهرين وهناك لم يطق العيش عاد الى العراق وسلم نفسه وقلت والضابط قال بقى هناك لاجئ..وعند التحقيق اعترف عليك بانك حرضته وشحعته على الهروب الى ايران .قلت له هل هو طفل لكي اعلمه (ظننت بان هذا الشخص ربما من الاستخبارات مكلف باستحصال معلومات من مني … وبعد ايام تم نقل هذا الشخص الى الانبار..وقبل الانفكاك جائني خفية وقال لاتخف لم يثبت عليك شيئ والامر مبلغ من القيادة بان وجودك هنا خطر على بعض الافراد وخاصة من الشيعة يتعاطفون معك…واعتبروك مجنون وسوف يطلقون سراحك…وانا والكلام لرجل الاستخبارات نقلوني بسببك ) قلت ان الله غفور رحيم ويحفظك من كل سوء وبعد ايام اطلقوا سراحي بكفالة. وجاء اخي كرم وكلفلني واطلق سراحي. ومن صفاته المعروفة انه اذا توفى احد يقوم بغسله وأدء مراسيم الدفن له ثوابا لله وهو متواجد في كل المناسبات ويلقي التوجيهات على النساء بظرورة الالتزام بالشرع ومكارم الاخلاق والستر من صفات فاطمة الزهراء والحوراء زينب لايبخل من وقته لاي عمل خيري لمن يعرفة او لايعرفه (كان امنيته ان يرى مدينة خانقين بدون البعث الاجرامي…استشهد ولم تتحقق امنيته افي حياته) هو وامثاله الشهداء قدموا دمائهم الذكية واجسادهم الطاهرة قربانا لهذا الهدف السامي ولابد للمدينة واهلها ان يجعلوا منهم نبراسا للغد الافضل سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث مع العليين والشهداء حيا.
ملاحظة/الشكر والتقديرلكل من اوفاني بما يملك من معلومات عن الشهيد المجاهد الحاج عباس (ق.س)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here