قارئة الفنجان

تعد قراءة الفنجان من الأمور المعروفة منذ القدم ، وتعرف قراءة الفنجان قديمًا باسم (التاسيو غرافي) ، وهي من المعتقدات السائدة لدى اغلب الأمم قديما وحديثا رغم أنها من الإعمال المحرمة دينيا .
يذهب إلى قارئة الفنجان لتطلعنا على أمور ستحدث بالمستقبل ، لكن في قضيتنا عكس الحال تمام نريد منها قراءة و توضيح أو تفسير للأمور حدثت في سابق العهود .
الكثير استبشر خيرا بزيارة السيد مسعود برزاني الأخيرة لبغداد ، وعدها فاتحة خير لعودة العلاقات بين المركز والإقليم لبدء صفحة جديدة ، وطي صفحة الماضي المعلومة من الجميع كيف كانت .
هذا التفاؤل والاستبشار لم يأتي من فراغ ، بل من خلال ما شهد الجميع للاستقبال الكبير للسيد البرزاني من معظم قادة الكتل السياسية وغيرهم ، وهذا المشهد الجميل للبعض ، والمستغرب للكثيرين لم نشهد منذ سنوات طويلة،وهو يعطي دلائل واضحة عن عمق العلاقة بين الزائر والمستقبلين له ، وما كان حدثه بالماضي أشبة بزوبعة في فنجان .
ليكون حديث قارئة الفنجان عن علاقة الكرد مع المركز حديث طويل ومشوق جدا لأنه ملي بوجود ملفات شائكة ومعقدة للغاية منذ سقوط صدام ليومنا هذا ، وحافلة بأحداث مشتعلة وصلت إلى حد المواجهة العسكرية المباشرة لولا تدخل من تتدخل لكانت الأمور في منحى أخر ، ومواقفهم اتجاه الدولة ومؤسساتها سلبية للغاية ، بل حتى ضد النظام السياسي ما بعد 2003 والتجربة الديمقراطية الجديدة ، وحتى مع بقية المكونات الأخرى ن نهج طائفي وعرقي 100% .
سياستهم قائمة على نهج واحد من اجل تحقيق مأربهم فرض الأمر الواقع بقوة السلاح والدم وبدعم الآخرين بمعنى استغلوا ظروف البلد العامة بعد سقوط النظام لا نظام لا قوة ، ومساومة أهل الحكم على حكمهم ليفرض سيطرتهم على أراضي جديدة ، ويتفقون مع الدول الأخرى على أساس أنهم دولة مستقلة ، ويشترون ويبعون ويصدرون النفط دون حسيب أو رقيب ، وبدون موافقة المركز ، وما يزيد الطين بله من حصة الموازنة العامة .
لم تتوقف مواقف الإقليم عند الحد ، وسقوط الموصل وإحداث كركوك صورة حية لما فعلته البيشمركة وساستها ، واستعانتها بمجموعات مسلحة ضد القوات الأمنية الوطنية ،وقائمة تطول لا يسع المجال لذكرها لمواقف الكرد ضد المركز.
كل هذا الذي تقدم ليستقبل السيد الضيف من الجميع بكرم الطائي وعلى السجادة الحمراء ، وما حدث سابقا لا قيمة له،ودماء الشهداء ذهبت سدى .
ما حدث يصعب تفسيره حتى من قارئة الفنجان ، لكن يمكن تفسيره من أهل السلطة والنفوذ .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here